أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم عبدالمعطي متولي - -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!














المزيد.....

-الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!


إبراهيم عبدالمعطي متولي

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


تتهم اللغة العربية بأنها لغة صعبة، وفي هذا ظلم للغتنا التي كرمها الله بأن أنزل بها آخر كتبه، وجعله محفوظا إلى يوم الدين، وفي حفظه لكتابه حفظ للغة العربية. لغتنا ليست ضعيفة، لأن اللغات لا تقوى ولا تضعف إلا بقوة وضعف أهلها، فحال لغتنا في عصرنا من حالنا الضعيف.. لغتنا الآن مفترى عليها، ومن أدلة الافتراء ما شاع عن أن مجمع اللغة العربية قدم مقابلا لكلمة "الساندويتش" هو "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والواقع أن ما نسب إلى المجمع هو عبارة وليس كلمة معجمية.
بحثت عن كلمة "ساندوتيش" في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ويتاح تحميله على الإنترنت، فلم أجدها ضمن كلمات المعجم، وكذلك لم أجد عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والذي وجدته هو كلمة "شطيرة" التي عرَّفها المجمع بأنها "خبزة تشق ويوضع فيها الإدام" وجمعها شطائر، وكتب بجوار التعريف "محدثة" أي أنها من الكلمات التي استحدثت في العصر الحديث ولم تكن موجودة قديما، وواضح أن هذه الكلمة هي المقابل لكلمة "ساندويتش" الإنجليزية.
شاعت عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" تهكما على المجمع وخوفا من تعقيده اللغة، وأنقل كلمة للعقاد من كتاب "هل تنتحر اللغة العربية؟" للناقد الرائع الراحل رجاء النقاش. يقول العقاد: "وقد شاع في وقت من الأوقات أن المجمع يترجم كلمة السندويتش بالشاطر والمشطور وبينهما طازج، ولو شاع هذا عن دار للمجانين، لوجب على السامع أن يتردد فيه، وإنما اقترح المجمع كلمة "الشطيرة" وهي ترجمة حسنة جدا للكلمة الأجنبية "سندويتش" التي لا يزيد معناها على اسم رجل كان يأكل هذه "الشطيرة" من الطعام بين حين وحين".
وذكر الكاتب الكبير أنيس منصور أن عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" أطلقها الشاعر كامل الشناوي. يقول أنيس في مقال بعنوان "الشاطر والمشطور والقهوشية" على موقع جريدة الشرق الأوسط: " أشهر ما نسب إلى المجمع اللغوي ما ابتدعه الشاعر كامل الشناوي عندما أراد أن يعرف السندوتش فقال: شاطر ومشطور وبينهما طازج، وانتشرت هذه العبارة على أنها من إبداعات المجمع اللغوي مما أضحك الناس عليه".
ولم تقتصر هذه الشائعة على عامة الناس فحسب، وإنما امتدت إلى كثير من المثقفين والكتاب الذين لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث عن الحقيقة، ومنهم الكاتب فرج بوالعَشّة الذي نُشر له مقال في جريدة إيلاف الإلكترونية، تحت عنوان " لا زال الطريق طويلا إلى ابن رشد، ما بالك بأركون"، حيث يقول الكاتب: "استغرق المجمع اللغوي في ترجمة السندويش إلى العربية، جلسة صاخبة، انتهت بتسميته:"شاطر ومشطور وبينهما طازج" وتلك ليست نكتة"، والتعليق الأخير من الكاتب نفسه، وبالفعل هي نكتة لأن الكاتب نقل شيئا ليس له أساس من الصحة ونسبه إلى المجمع على أنه حقيقة، كما أنه أخطأ في اللغة في عنوان مقاله حيث بدأ بكلمة "لا زال" والفعل الماضي لا تدخل عليه "لا" والصحيح هو "ما زال" ويجوز في المضارع أن نقول "ما يزال" و"لا يزال".
ونجد هذا الخطأ لدى كاتب آخر هو مصطفى محمد كتوعة في مقال بعنوان "الاثنينية.. والصالونات الأدبية" والمقصود بها صالون الاثنينية للأديب السعودي عبدالمقصود خوجة. نشر المقال على موقع الاثنينية، ويقول فيه كاتبه: "وكم يقف الإنسان حائراً أمام اختيار مفرد لغوي مثل: "شاطر ومشطور وبينهما طازج" الذي اختاره مجمع اللغة العربية المصري بدلاً من كلمة.. "ساندويتش" ولا أتصور أن يقف مشتر أمام بائع ليقول له أعطني "شاطر ومشطور وبينهما طازج".. بدلاً من أن يستخدم مباشرة كلمة ساندويتش أو أن يقول له أعطني شاطر إذا أردنا الاختصار في الزمن ومفردات اللفظ"، مع ملاحظة أن الكاتب أخطأ حينما قال إن "شاطر ومشطور وبينهما طازج" مفرد لغوي، والصواب أنها عبارة لغوية.



#إبراهيم_عبدالمعطي_متولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصُّب نوعان
- التعصب .. نار تحرق الإنسان


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم عبدالمعطي متولي - -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!