أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ]45[















المزيد.....

]45[


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 19:55
المحور: الادب والفن
    


]1[
كأنها الصُّدفةُ
أدخلتني الحياةَ
دونَ حليبٍ
أو شهادةَ ميلادْ.

]2[
أدْرُجُ على الرملِ
في الحديقةِ السحريّةِ
أزرعُ مخلوقاتٍ سريّةٍ
وأقطفُ ذاكرةً من شاي الحطبْ

]3[
مليءٌ بالشمسِ
مليءٌ بالظلِّ
أُركِّبُ مفردةً على الخشبْ
وأملأُ إبريقَ الفخّارِ من عِناديْ

]4[
الحياةُ تلوحُ
فأرى أبي بيّارةً
وأمّي شجرةَ كينا
وجدّيْ مَثَلاً غريباً

]5[
ينزلُ الأعداءُ ساحةَ بيتِنا
يأخذونَ مفرداتي وشجرتي الصغيرةْ
وبديلاً للبيتِ
يمدُّ الجنديُّ قطعةَ حلوىْ

]6[
أوّلُ حصَّةٍ في المدرسة
تعلّمتُ كيفَ أقطفُ التوتَ
دون أن أجرحَ الشجرْ
ومشاعرَ البوّابِ الذي أكَلَهُ الظلُّ

]7[
الأنبياءُ كثيرونَ في كتابِ الدينِ
أحبُّهمْ جميعاً
أتعاطفُ مع يوسفَ في البئرِ
حينَ يجبِرُني المدرِّسُ والإمام

]8[
حربٌ طويلةٌ لا أفهمها
لكنها تُحزِنُني
لأنها منعت والدي
أن يروي لي القصص

]9[
يومها، لم أكن أعرف بعدُ
لماذا أكره هذا اللونَ على الجنودِ
وكانوا يطاردونني دون سببٍ
غير حجرٍ صغيرٍ ألقيتُهُ للتجربة

]10[
أكبرُ قليلاً
وشجرةُ الياسمين على بابِ جارتِنا
تفقدُ سحرَها
فقد هاجرتْ إبنةُ الجيران

]11[
أرى العمرَ طويلاً ما زالَ
ويراني الأولادُ زائراً غريباً
وأرى الكتابَ يفرِّخُ أصدقاءً
وبلاداً أسكُنُها وحدي

]12[
أنتهي من حراسةِ حقيبتي
وتنتهي خيولُ الأعداء من طفولتي
أُصبِحُ ناياً في الطريقِ إلى المدرسةْ
وخطّاً كوفيّاً في طريقِ العودةْ

]13[
تعالي أيتُها الحياةُ
تعالَ أيُّها الرملُ الأبيض
تعالَ أيها الصبّارُ
فأنا لم أتعلّم المجيءَ بعدْ

]14[
يزهرُ نبضٌ في دمي
وتركضُ كلماتٌ على الجدرانِ
لا يراها أحد
ولم يكتبها أحد

]15[
إمرأةٌ تأكُلُني
فأخجلُ من أصدقائي
فيما هم على جمرٍ
لأنَّ واحدةً لم تأكلهمْ بعدْ

]16[
ما هذا الذي يخرج من جلدي
ولِمَ تغطي النساءُ وجوههن
وقد كنت أجلس في حجورهنَّ
وأفعلُ ما أشاء؟

]17[
كثعبانٍ
يتقشّرُ جلدي
وتخرجُ فراشتان
وصوتُ نملٍ على رملْ

]18[
أعدُّ القضبانَ وأخطئ
ففي دائرةٍ كهذه
عليكَ أن تخطئ في العدِّ
كي تستطيعَ النومْ

]19[
أرى الثلجَ والجبل
وحَجَلاً وانتباهةَ انثى
ومدينةً لا تكفُّ عن البلادةِ
وولداً لا يكفُّ عن السؤال

]20[
يخرجُ الشِّعرُ من الخزانةِ
يمشي في وريدٍ وحدَهُ
أبلِّلُهُ كي يمضي
فيغريني وأتبعُهُ

]21[
دمي يشتعلُ بإيحاءات القهوةِ
حينَ يرسُمُها حطبُ البرتقالِ
امرأةً سوداءَ كبناتِ اورشليمْ
في جيدِها حبةُ هالٍ وأغنية

]22[
الشوارعُ ملأى بالشهداء
والشهداءُ طافحون بالأغنيات
وأنا أرمي نومي من الشبّاكِ
وأنامُ مرتدياً كاملَ عدّتي

]23[
رام الله، تُخرِسُ النساءَ جميعهنَّ
ترتديْ زنبقاً في الصباحْ
وخابيةَ نبيذٍ في المساءْ
وتتركُ الليلَ سائباً كغابةٍ بِِكرْ

]24[
جنودٌ على البحرِ، في البحرِ
وقلبي كذلكَ
والرملُ يفهمُ لكنّهُ يصمتُ
فيما لا أملكُ غير غيظي وقصيدتي

]25[
الراقصونَ الذينَ كبُرَتْ أحلامَهمْ
أجبروا الخشبَ على الغناءِ
فيما العازفُ الأعمى
يرى نهرين بين أصابعِهْ

]26[
مُهرُ الوقتِ، يتمرّنُ على القفزِ
أسمّي الندوبَ في الروحِ
حينَ يسقطُ أصدقائي دونَ وداعْ
وأنا أُحصي سقوطَهمْ من النافذة

]27[
أمسكُ الورقَ الأسودَ ببهجةٍ ملائكيّةٍ
لم أعرفْ يومَها أن الفَرَحَ الكبير
يجعلُ الآخرين
يعدُّونَ للمعركة

]28[
يأتونَ كطيورٍ تطلبُ الدفءَ والبحرَ
يُفلِتونَ من ضرائبِ الليلِ
يأكُلوننا، نأكُلُهُم
ثم يظهر أن المسرحيّةَ ارتجالٌ منذ البداية

]29[
اغترابٌ بين عالمين توأمين
تنزُّ لغتي من ثعالبَ على الرصيفين
الوردةُ لا تحبُّ الإسمنتَ
ولا ترى الفراغَ كي تشكو للسماء

]30[
يا الله!!!
كل هذا السحرُ مخبّأٌ في خزانة العالمِ؟
لماذا أعطوني علبةً إذن؟
لماذا أخرجوني منها إذن؟

]31[
يعودُ الطفلُ إلى دمي ركضاً
يختبئُ من النساءِ والمدنْ
يقبِّلُ يديَّ:
لا ترسلني إلى رحلةٍ أخرى...

]32[
أنقسمُ إلى جسدين
وما عدتُ أعرفُ أيهما أنا
البحرُ شاهدٌ محايدٌ
يناقشُ كلَّ جسدٍ على حدة

]33[
بغدادُ
تزفّني إلى النهرِ
أجلسُ منتظراً أسطورةً
تدمِّرُها الدبابةُ في الطريق

]34[
أفردُ أجنحةً من صُورٍ
وأخوضُ معاركَ من وهمٍ
وفي آخرِ الليلِ
أجدُ ألقاباً كثيرةً على سريري

]35[
يا أبي
أَخرِجْ لي بُرتُقالةً
من جيبِ قلبِكَ
فقد أدمنتُ البُرتُقال

]36[
أصنعُ شمعةً
من بقايا أحلامٍ على النافذة
وفي القالبِ المُرتَجَلْ
أنسى يَدِي معلَّقةً في الخيط

]37[
عشبةٌ غضّةٌ على القلبْ
ووردةٌ شهيّةٌ في مرمى العين
الهواءُ مصبوغٌ بالحنّاء
والنومُ لم يعُدْ ضرورةً

]38[
تأتيني
كصلاةِ الفجرِ
تلقي بلغةٍ وبحرين في حِجري
وتغيبُ تحتَ وِسادَتي

]39[
أممٌ من حدائق
تشربُ نبيذي
تأكلُ خبزي وتصلبني
ولا تمدحني ببيت شعر واحد

]40[
أخضُّ علبةَ الكلام
تخضُّني
وحوتٌ مهاجرٌ دائماً
يضحكُ دونَ سبب

]41[
تلتقطني قبّرةٌ من منامي
ترفُّ، تلفُّ
تزرعُني في منامٍ جديد
وتطيرُ تبحثُ عني

]42[
صفيرٌ في الأمكنةِ الخالية
يقعُ جبلٌ على كتِفي
وأكتشفُ ضياعي
فما كانَ القلبُ إلا صورةً في مرآة

]43[
أرى العالَمَ وهو يرى العالَمَ
وهوَ يرى العالَمَ ويبكي
الطائراتُ تحرِمُ الشتاءَ من خبزِهِ
وتحرمُ جارَتَنا من أفكارِها

]44[
المكانُ يبحثُ عن ذاكرتِهِ بين الأطفال
لم يعُدْ يعرِفُهُمْ
ما عادوا يذكرونَهُ
ما عادَ يهُمُّهُم

]45[
أزيحُ الليلَ عن مشهدٍ في الشبّاك
يا ألله كم أنت جميلٌ أيُّها الصُّبحُ
يا ألله
الحياةُ ما زالتْ ممكنةْ

26 تشرين أول 2010



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يدان من خجل
- نصائح غير مجدية
- أدراجها الخفيفة كصوت النوم
- جاءت، وما زلت في انتظارها
- يُحكى أن
- أيها القلب: أخرج من قلبي
- أتْرُكُني خلفي
- المدن في غيها
- خمس أغنيات للخريف السادس
- كأنّكِ هنا
- كأنك هنا
- ومضى وحيداً
- قلتُ... أقولُ
- ما سيأتي لم يأت بعد
- أما كرمي فلم أنطره
- هل قلت إني لا أحب القدس؟
- حقل موسيقى
- فجر أزرق حزين
- كيف تحتمل روحك كل هذا الجمال
- الشق


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ]45[