روناك خان أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 12:47
المحور:
الادب والفن
من الدنيا طفتُ الأقطار والأمصار ، حيث الترحال شرقاً وغرباً ثم شمالاً فجنوباً ... كنت أُمني النفس أن أستقر في ديار أكون فيه كما خلقني الله وكما أراد سبحانه وتعالى أن أكون إنسانة تعمل وتفكر وتهوى ... فأكتويتُ بنيران الدكتاتوريات الاستبدادية وحلقت بدون أجنحة في مماليك الديمقراطيات الخيالية وتعجبت من أمر الاشتراكيات الاقطاعية حيث اللقمة نعمة فأصبحت نقمة ووليت الأدبار من رأسماليات لا تقيم للإنسان وزناً إلا بما يملكه أو يكون في جيبه ... وهكذا ذهبت كل اُمنياتي وآمالي أدراج الرياح ... وغالباً ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
وعدت الى مملكتي بخفي حنين وأنا أكثر حباً لهذه المملكة التي عشت فيها وسأعيش فيها الأيام الباقية من عمري وآمالي ... تلك المملكة حيث يحسدني عليها الكثيرون ... ويُمنون النفس أن يكونوا كما أنا كائن ... نعم يحسدونني حتى على هذا العش الصغير ... نعم يزاحمونني حتى على هذا الحب الكبير .
مملكتي كيان اُستقل لا بالإنقلابات البيضاء ولا بالحمراء ... كياني أًسقتر لا بالإنتخابات ولا بالمفوضيات ولا بالدعايات ولا بالمباركات ولا في الفضائيات ... كياني أصبح كما أرغبه ، لا خير خلف لخير سلف ولا بالشورى والمبايعات ... هذا الكيان أنا إقتنعت به بكل أفراحه وأتراحه وبكل مناجاته وآهاته فليحسدني عليه الحاسدون !!!
هذه المملكة هي مملكة الحب ... حيث جغرافيتها هذا القلب النابض وسكانها كل من يخفق قلبه بالحب أما حدودها ، فتحدها من الشرق الأمل والعمل والعشق والبهجة ، وتحدها من الغرب اليأس والقنوط والحسد ، ومن الشمال تًحد مملكتي شموخ الجبال وسريان الأنهار، ومن الجنوب تحدها غابات النخيل وحكمة الأهوار... أما دستور مملكتي فهو دستور العشق الإلهي والحب الإنساني ... أما عمر مملكتي فتمتد من سومر وأكد والى آلاف السنين وحيث أبد الآبدين ... وإن الداخل في مملكتي لا يغادرها ، والخارج فيها أمله أن يكون يوماً بها ... سأفدي لمملكتي بكل وجدي وحبي ... وسأصونها في بؤبؤة عيني... عاشت مملكتي ... عاشت مملكتي ... عاشت مملكتي !
#روناك_خان_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟