رولا سرحان
الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 19:17
المحور:
الادب والفن
لي أقنعةٌ ثلاث،
-هي ما أعرفها حتى الآن-
واحدٌ للخجل
(ورثتُه عن أبي)
وواحدٌ للأنوثةِ
(ورثته عن أمي)
وواحدٌ للضعف
(خرجتُ من ورائه مؤخراً)
وفي الطريق،
رُميت لي كلّ الأقنعة الملوّنة،
ارتديتُ منها واحداً أو اثنين
والبقيةُ تأتي.
حين كنتُ عارية الوجه
كنتُ أكثر طيبةً،
أقلّ حضوراً
أقلّ بؤساً
أقل انهماكاً
أكثر حبّا
(حياةٌ من فقرةٍ واحدةٍ)
في حقيبتي الآن قناعان وابنهما،
يتناسلان
يُفرّخان لي بقية الأقنعة
(كي أكمل فقرات الحياة)
سأصير موحشةً أكثر
أقلّ رطوبةً
أكثر خشونةً
أكثر عيشاً (أقلّ حياةً)
أكثر انطلاقاً (أقل استمتاعاً)
أكثر قتلاً للروتين (أكثر مللاً)
-يصيرُ القناعُ وجهك وتصيرُ القناع-
على خشبةِ حياة الآخرين تصير مسرحيةً )هزليةً أو تراجيدية)
تنشدُّ إليها تُنشِدُك قنَاعَكَ.
أنت قناعُك، وقِناعُك أنت.
لا أنت، لا وجهُك لك.
كلّها عليك،
ترتديها كالثوب كالقميص،
وعلى كل ممرات الوقت،
أو تنساها عليك.
تتقمصُ قناعك،
وتنساكَ أنتَ وشخصيّتك الأولى هناك على الرف
يمرّ الغبار عليها ككتاب قديمٍ،
لم تقرأه يوماً
-وتعدُ نفسك بقراءته كلّ يوم-
حين تتذكره،
حين تقبلُ عليه لهفةً وشوقاً
تنفضُ الغبار
تفتَحُ الصفحات
تُحاول أن تقرأك بين أسطُرِكَ
أسطُرُكَ ألِفْتَها وألّفْتَها يوماً لك
حين تبدأُ القراءةَ...
تكون الأسطُر قد مُحيت
بفعل فاعلٍ،
خلف القناع منذ زمن
كان يوماً أنت.
#رولا_سرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟