أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وسام الحمير من الدرجة الأولى














المزيد.....

وسام الحمير من الدرجة الأولى


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 06:06
المحور: كتابات ساخرة
    


احدى قارئاتي بعثت لي ذات مرة برسالة تقول فيها بما معناه : أنني أملك موهبة كبيرة للكتابة عن الحمير وقصص الحمير وعن الحمير الكُثر اللي ألله خلقهن في الدول العربيه, وأنا أتساءل ما الذي ستقوله هذه السيدة عن الحمار الأبيض أو عن وسام الحمير من الدرجة الأولى, علما أنه سبق لأهل مكة وأن أجازوا شهادة الحمير على رجل سكير وعربيد وذكرت ذلك في احدى مقالاتي ولكن في نهاية القصة رفض القاضي شهادة الحمير لكي لا يقال بأن أهل مكة فعلا يجيزون شهادة الحمير, بس الحمار اليوم مش أي حمار , وذلك لسبب بسيط وهو أنه الشيء الوحيد الذي أُعجبت به زوجة إمبراطور ألمانيا.

يعني بصريح العبارة لو راح أحدكم إلى دولة أجنبية وأحضر معه هدية لأمه أو زوجته أو ابنته ولم تعجبها... أكيد رايحه تصرخ في وجهه وتقول: شو في كل البلد ما لقيت هديه غير هذي؟ معقول هذه أجمل شيء في دمشق؟ أو بيروت, أو عمان؟, يعني إذا كانت الهدية مش ولا بُد أكيد راح يستحق المسخرة والسخرية بسببها و لازم الواحد يشتري أجمل شيء مو شرط الثمن وارتفاعه أو انخفاضه المهم أن تكون الهدية ذات معنى رمزي مُكثف.

القصة التي سنرويها هي عن زوجة إمبراطور ألمانيا (غليوم الثاني) ولكن لو روينا عن زوجة الإمبراطور (أوباما) وتخيلناها في احدى العواصم العربية تريد أن تأخذ مثلاً منها هدية كتذكار على زيارتها لنا , فما هي الهدية التي ستأخذها من عمان,أو من الرياض؟ أو من القاهرة؟ أو من دمشق, أو مثلاً من بغداد؟.
أو تخيلوا أنتم ما الذي ستهدونه لزوجة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم ؟ ما ألذي ستجدونه ينفع للذكرى وينفع كشاهد على عظمة حضارتكم اليوم؟

أنا أعتقد بأن زوجة أي رئيس دولة في العالم لو زارت أي عاصمة عربية فإنها حتما ستطلب ما طلبته زوجة الإمبراطور غليوم الثاني الألماني.

ولكن ما هو الشيء الوحيد الذي أعجبت به زوجة الإمبراطور ؟

اللي بطلع من بلده لزيارة بلد آخر من المؤكد أن يحضر معه أثناء عودته أفضل ما شاهده وأفضل ما رآه وأعجبه من تحف أو من زهور أو من عطور وذلك كإهداء للأهل والأصدقاء وكل ما يحضره أي انسان إلى بلده من البلدان الأخرى يبقى علامة مميزة في أذهان الأهل والأصدقاء أو محلاً للإعجاب والتقدير أو محلاً للسخرية كما توقع (الأغا أبو الخير) أحد وجهاء أهل الشام عندما طلبت زوجة إمبراطور ألمانيا من الإمبراطور العثماني ان يهبها حمار الأغا الأبيض وذلك سنة 1898م فاستغرب يومها الأغا وقال في قرارة نفسه: ول العمى على هالحُرمه ما عجبها في كل الشام إلاّ حماري الأبيض؟ شو الشام ما فيهاش شيء جميل إلا الحمار؟ أعوذُ بالله من هالحُرمه!.

وقالت زوجة الإمبراطور (غليوم الثاني) هذا الحمار الأبيض هو أفضل ما رأيته في الشام وأود الحصول عليه...وأريد أخذه معي إلى ألمانيا كتذكار على رحلتي الجميلة للإمبراطورية العثمانية, وألح والي الشام على الأغا أبو الخير أن يبيع حماره الأبيض الشكل فرفض الأغا, وعلم والي الشام بأنه لا يوجد على الآغا ما هو أغلى من ابنه الوحيد وحماره ,فزاد الوالي للآغا في ثمنه فرد الأغا قائلاً: في إسطبلي خيول من أفضل وأجود أنواع الخيول بإمكان زوجة الإمبراطور أن تأخذ ما يعجبها بالمجان وبدون دفع الثمن فاستغرب الوالي والإمبراطور غليوم الثاني وسألوا عن السبب فقال الأغا:
أي هي زوجة الإمبراطور ما عجبها في كل الشام غير حماري الأبيض؟ أي بكره شو بدهم يكتبوا كتاب السخرية في الصحف عن أهل الشام؟ أكيد رايحين يقولوا : لو وجدت الإمبراطورة في بلاد الشام ما هو أفضل من هذا الحمار لأحضرته معها , وأكيد رايحين نصير موضع سخريه وموضع مسخرة وقلة زوء وقلة أدب في الصحف الألمانية.

وكان من الإمبراطور الألماني غليوم الثاني أنْ أُعجب في الأغا أيما إعجاب فمنحه وسام الحمار من الدرجة الأولى.

أنت يا عزيزي القارئ أو يا عزيزتي القارئة لو زرتم الأردن فما الشيء الذي سيعجبكم حتى أعطيه أنا لكم وبدون دفع ثمنه؟.شوارعنا والمطبات؟ أم النظام الصحي؟ أم وزارة الثقافة؟ أم وزارة الشباب؟ شو اللي رايح يعجبكوا في الأردن؟ مثلاً: مجلس النواب..عفواً أقصد مجلس العشائر والوجهاء القبليين؟ أم مثلا مستوى لاعبي كرة القدم؟ أم مستوى التطور السينمائي والتمثيل الأدبي؟ دخيل ألله شو راح يعجبكوا؟ مثلاً :مستويات التعامل مع المثقفين؟ أم المنتزهات؟ أم النوادي الليلية؟ شو احكوا شو راح يعجبكوا؟في شيء ثاني؟...أنا مثلاً من الممكن أن أنال إعجابكم؟إذا هيك بسيطه.

والسؤال اللي حيرني الآن: يعني ما لقاش امبراطور ألمانيا للآغا وسام إلا وسام الحمار؟ كان مثلا أعطاه وسام الذكاء, أو وسام الشجاعه, أو وسام الحب, أو وسام المساواة, برضه امبراطور ألمانيا قليل زوق والآن هو موضوع للسخرية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب
- لا تلوموني على كثرة الكتابة
- بيت جدي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وسام الحمير من الدرجة الأولى