أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - صدق الفكرة في العقل واللاعقل














المزيد.....

صدق الفكرة في العقل واللاعقل


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 21:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن كان العقل واقعاً لظاهرة ما فإن اللاعقل واقعاً لحالة كامنة، لا يمكنها التواصل مع الآخرين إلا من خلال مبادرات العقل وقيمه العامة بعدّها ضوابطاً اجتماعية تنظم سبل الحياة في المجتمع. لذلك فإن العقل يمكن عدّه اجتماعياً أداة لإصدار الأحكام الاجتماعية على سلوك الفرد وممارسته اليومية المتوافقة مع عقلانية المجتمع، لأن العقل يملء خزان ذاكرته بالأفكار المكتسبة والخبرات المتوارثة من المجتمع ولا يمكنه الاعتراف بسلوك أو ممارسة متعارضة مع مكتسباته العقلية التي تعدّ سلوكاً وممارسة خارجة على حدود العقل، أي إنها واقعاً لظاهرة شاذة يطرحها اللاعقل كونها حالة كامنة لا يمكن أن تصبح واقعاً طالما أنها ضد مبادرات العقل.
يعتقد (( ميشيل فوكو )) " أن اللاعقل جوهره لا عقل سطحي، بلا عمق، يتخلله هشاشة التفكير داخل العقل فيفرض قيوده بعدّه سراباً يتوضع بالقرب من حافة الجنون ".
يعدّ معيار قياس صدق الأفكار معياراً عقلياً يرفض كل فكرة تتعارض مع قيمه ومكتسباته وخبراته المتوارثة، ولا يصح استخدامه لقياس أفكار اللاعقل لأنها متعارضة مع الواقع بعدّها حالة كامنة غير واقعية. لذلك فإنها تنتج أفكاراً لا تنسجم مع قيم الواقع وأعرافه المتوارثة التي تختزنها ذاكرة العقل لأنها أحد مبادرات العقل الواعي المنصاع إلى قيم عقلانية المجتمع.
إن الأخلاق نتاجاً لقيم عقلانية المجتمع يكتسبها الفرد خلال التربية والموروث لتصبح معياراً لسلوكه وممارساته في الحياة العامة، ويعدّ كل تعارض مع مكتسباته الموروثة ظواهر لا أخلاقية لأن صدق الفكرة من عدم صدقها سندها الأساس قيماً عقلية مكتسبة بعدّ معيار القياس موحداً. ومن ثم فإن كل الأدلة التي تدحض صدق الفكرة هي أدلة عقلية عدّها المجتمع آلية صالحة لاختبار الأفكار المتعارضة مع مكتسباته الموروثة لعدم وجود قناعة مغايرة لإعتماد معيار آخر لقياس صدق الأفكار في المجتمع لأن العقل لا يستوعب فكرة متناقضة مع مكتسباته وخبراته الموروثة.
يقول (( ميشيل فوكو )) : " إن الأخلاق قيماً عقلية ضد اللاعقل، لأن جذر كل فكر سليم يمتد من لا نهاية التفكير إلى حدود الحرية بعدّها أحد مبادرات العقل ".
هناك هوة شاسعة بين نتاج العقل واللاعقل بالقيم الاجتماعية ورفض متعمد ومغروس في اللاوعي المجتمعي مناقشة أفكار اللاعقل بعدّها أفكاراً مجنونة لتعارضها مع مبادرات العقل. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأدلة الراسخة على صدق أفكار العقل المعتمدة منذ فجر التاريخ ؟. فإن جرى اختبارها بمقياس عقلانية المجتمع لإثبات صدقها، فإن المعيار ذاته لا يصلح لقياس صدق أفكار اللاعقل فما الضير استخدام معيار آخر ؟.
أن جرى عدّ كل فكرة لا تتفق مع أحكام العقل فكرة لا عقلانية ووصمها بفكرة مجنونة يطرحها مجانين، فإنها تتعارض مع الأدلة العلمية غير الخاضعة للأدلة العقلية فليس كل دليل عقلي يصلح لتحقق من صدق الفكرة، فهناك أفكار كثيرة لا يستوعبها العقل بعدّه قاصراً وغير مستجيب للتطور المتسارع للعلوم والتكنولوجيا. لذلك فإن الأدلة العلمية على الرغم من أن جذرها الأساس أدلة عقلية على مدى قرون من الزمن، فإنها لم تعدّ كذلك مع التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا على الأقل بالنسبة للعلماء والفلاسفة الباحثين عن أسرار الحياة والكون الغامضة.
يعتقد (( كالفين )) " أن الله أخفى عن الحكماء أسرار الخلاص، وتستر خلف الجنون لإخفاء ذاته عنهم ".
تعرض اللاعقل في الدماغ للضمور لعدم استخدامه قرون من الزمن لكنه يستعيد نموه عند الجنون فيفرض أحكامه على الجسد وبعدّه من خاصة الروح تميل كامل منظومة الإنسان إلى قيم روحية أكثر منها إلى قيم جسدية فتطرح أفكاراً متعارضة مع عقلانية المجتمع بعدّ منظومته القيمية تنتمي إلى عالم العقل ذي المكتسبات والخبرات المتوارثة.
إن أكثر العلوم والتكنولوجيا حداثة وتطور في البدء عدّها العقل أفكاراً لا عقلية تقترب من أفكار الجنون ولا يمكن تحقيقها تبعاً لمعيار قياس صدق الأفكار في مجتمع العقلانية لكنها أكتسبت صدقها بالأدلة العلمية لا العقلية لتفرض نفسها واقعاً يقبله العقل بعدّها مكتسبات معرفية جديدة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرة الخلاقة والعقل اللاواعي
- ميزات المعرفة
- مجتمع المعرفة والعقل
- إنتاج المعرفة
- ماهية المعرفة المكتسبة
- اختلال وظائف الجسد والسلوك الإجرامي
- القانون والجريمة
- القانون والاتهام
- تسيس القضاء
- القانون والسياسة
- القانون والمجتمع
- القانون والعدالة
- مفهوم العدالة
- التاريخ والحضارة
- أهمية الإرث التاريخي للمجتمع
- ماهية التاريخ
- الدين والسلطة
- فصل الدين عن الدولة
- الدين ومنظومة العقائد
- القيم الدينية والثقافية في المجتمع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - صدق الفكرة في العقل واللاعقل