رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موضوعان مختلفان , لكن يرتبطان بالسويد وتأريخها .
سأقوم بنسخهم مع تعديل طفيف ثم أضع روابطهم كالعادة .
الأوّل / مرور قرنين على وصول العائلة الحاكمة لعرش السويد .
والثاني / نبوءة متشائمة عن أوضاع المهاجرين في عمومِ أورپا .
وسبب الربط هو خبر اليوم :
إطلاق النار من جديد على إمرأتين من أصول مهاجرة في مالمو/ جنوب السويد , والشرطة تتابع التحقيق في تلك الحوادث المتكررة .
كيف تطوّرت الأوضاع الى هذا الحدّ في هذا البلد المُسالم والشعب المتسامح ؟
سنتعرف على الصورة منذُ البداية وكيف يفكرون ؟
ولا تنسوا أحبتي أنّي لا أفتأ أنقد الظواهر السلبية لدى المهاجرين لغرض إندماجهم في المجتمع بصورة محترمة تفوّت على(( المتطرفين )) من الجهتين تصيّد الأخطاء والسلبيات .
****
ذكرى البحث عن ملك للسويد
http://sverigesradio.se/cgi-bin/international/nyhetssidor/artikel.asp?ProgramID=2494&Format=1&artikel=4122812
قبلَ قرنين من الزمان بدأت القصّة في السويد .
هذا الاسبوع تمّر الذكرى المئوية الثانية لوصول عائلة بيرنادوت الى عرش المملكة السويدية.
في مثل هذا الوقت من العام 1810، دخل رجل فرنسي لا يستطيع النطق بأي كلمة سويدية الى مدينة هيلسينبوري ليصبحَ ملكاً .
هذا الرجل كان / جان بابتيست بيرنادوت , أحد أعضاء حكومة نابليون , و الذي أصبح ولياً للعهد وعرف ب كارل الرابع عشر يوهان , ثم إعتلى بعد ثمان سنوات عرش السويد والنرويج معاً .
العام 1810 شهد أسوء حقبة في تاريخ المملكة السويدية, بعد خسارة فادحة في الحرب ضد روسيا , حيث طُرد الملك / غوستاف الرابع آدولف , من السويد .
فيما جهزت كل من فرنسا و الدنمارك وروسيا نفسها , من أجل تقسيم السويد.
ظروف السويد آنذاك كانت من الاسوء التي مرت بها البلاد, كما قال المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست .
وتابع : أنّ السويد كانت قد خسرت ثلث مساحتها (( فنلندا الحالية )) التي كانت مُلك السويد منذ 700 عام .
كما وخسرت ربع عدد السكان والاقتصاد كان منهاراً والجيش مهزوماً , السويد كانت بلاداً مُدمرة .
الملك / كارل الثالث عشر , كان كبيراً في السّن , ومن دون أولاد لخلافة العرش .
وبعد وفاة الأمير,الذي كان الملك قد تبنّاهُ من الدنمارك , ووصول أمير دنماركي جديد الى العرش , تعالت الاصوات التي طالبت بشخص يكون غنيّا وصاحب كفاءة في ساحات القتال من أجل ان يصبح ملكا على السويد .
{يُريدون ملك شبعان وشجاع ,عكس حكامنا ليثقوا بهِ } !
إنطلقت بعثة سريّة الى فرنسا , المكان الذي ضمّ في ذلك الوقت أشهر وأكثر الجنرالات كفاءة , تلك المملكة التي كان على عرشها نابليون نفسهُ .
البرفسور/ دك هاريسون , من جامعة لوند يقول : إن البعثة المؤلفة من قادة في الجيش توجهت الى باريس لترى إن كان هناك , ثمّة مَن يرغب بأن يكون ملكاً على السويد ,التي كانت تشهد حالة من الفوضى .
{ لماذا لايبحث العراقيون وجميع العرب اليوم عن رئيس وزارة إنكليزي مثلاً ؟ والله يصير براسنا خير } .
وصل المبعوث السويدي / كارل اوتو مورنر, الى باريس ومعه لائحة بأسماء قادة وجنرالات مرشحين لتولي منصب ملك السويد .
منها أسماء كموراي، وماكدونالد , كما يقول هرمان ليندكفيست .
ألاّ أنّ الشخص الوحيد الذي كان موجوداّ هناك، ومستعدا للانتقال الى القطب الشمالي كان جان بابتيست برنادوت , والذي كان أيضا على خلاف مع نابليون بونابارت , ويرغب بالابتعاد عن فرنسا .
ويتابع ليندكفيست : أنّ البعثة كانت أشبه بمن يبحث عن مدير لشركة منهارة .
وبيرنادوت الذي كان قد شغل مناصب عدّة لفترات قصيرة تتراوح بين سنتين وثلاثة, قرّر أن يأتي الى السويد .
كل هذا جاء عن طريق الصدفة حيث أنّ بيرنادوت كان الشخص الوحيد المتوفر بهذه السرعة, كما قال ليندكفيست { المهم قائد فرنسي مشهور وناجح وغني وشجاع } .
ويمكن وصف / جان بابتیست بیرنادوت بالرجل العادي الموهوب الذي تواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب . {هم لايحبون التضخيم والتفخيم مثلنا } .
وعلى الرغم من أنّه أرادَ أن يكون مُحاميا في البداية , إلاّ أنّ الحياة العسكرية إستهوت بيرنادوت الشاب الذي أرتقى من رتبة الى اُخرى في الجيش الفرنسي , لكي يصبح من المقربين للقيصر الفرنسي نابليون .
وبصفتهِ واحداً من جنرلات الجيش الفرنسي , فقد كان برنادوت عدواً للسويد .
حيث أنّ فرنسا والسويد كانتا بحالة حرب آنذاك .
ولو لم يصبح برنادوت , ملكا على السويد , لكان محتملا أنْ يقوم بمهاجمتنا, يقول/ دك هاريسون .
وخلال حرب 1809، تواجد جان بابتيست برنادوت في الدنمارك مع مجموعة من الجنود الاسبان بإنتظار أوامر من فرنسا باجتياح منطقة سكونه جنوب السويد .
إلاّ أنّ هذه الأوامر لم تصدر أبداً ، فإنتقلَ برنادوت الى السويد , بصفةٍ اُخرى !
كان الإعتقاد السائد لدى وصول برنادوت الى عرش السويد , أنّ هذا الامر سوف يضع السويد في حالة حربٍ مع فرنسا .
ألاّ أنّ سياسة الملك الجديد كانت سياسة سلام !
وكان برنادوت إدارياً ناجحا , كما يقول المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست، فقد قام ببناء جسور وقنوات ومواصلات بالإضافة الى البنوك .
الملك الجديد إتبع سياسة الحياد وساهم بجعل السويد , بلداًعصرياً ومنفتحاً .
{ ربّنا يسّر لنا من لدنكَ برنادوتاً , يُعلي همتنا ويرفع شأننا وينهي فسادنا بأنواعهِ }
وعلى رأيّ عادل إمام / يحررلنا القدس بالمرّة .. وإحنا نتفرج عليه !
برنادوت، الذي لم يتكلم السويدية، وصل الى السويد في الوقت الذي تكوّنت به القومية السويدية الحديثة .
حيث أنّ وصولهِ تزامنَ مع الوقت الذي إبتدعت به السويد , تسمية / الفايكينغ
وربطته بالقوميّة السويدية والأساطير القديمة , وكل ما يقال عنه الآن بأنّهُ سويدي, كما قال دك هاريسون ,الذي تابعَ , أنّ برنادوت تفهم ما دار في السويد في ذلك الوقت , وحاول دمج نفسه بهذا الواقع .
ولهذا فإنّ كل ما هو مقرون الآن بالملكية والقومية السويدية , وِضِعَ أساسهُ في عصر برنادوت ,خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر.
*****
الجزء الثاني / تنبؤات متشائمة .. هل يُطرد المسلمون من أوربا ؟
كتب / محمد عبد الحميد عبد الرحمن من إذاعة هولندا العالمية , نصاً ما يلي :
على المسلمين أن يحزموا حقائبهم ليعودوا من حيث أتوا, لم تعد أوربا آمنة لهم.
ما لم يكن أحد يتصوره قبل عشرين عاًما سيحدث قريبا .
في الذهن الشعبي الأوربي سيصبح المسلمون هم المسؤولين عن كل مشاكل أوربا ومتاعبها من إرتفاع نسبة البطالة وإنتشار الجريمة وحتى رمى النفايات في الشوارع , وسيطردون من أوربا .
باختصار , سيبدأ التطهير العرقي ضد المسلمين في أوربا بين عامي 2012 و2016.
هذه النبوة المتشائمة أطلقها باحث أمريكي يدعى/ جيرالد سيلانتا , مشهود له بتأريخ مُقنع من القدرة على التنبؤ بالتحولات الكبرى في بلاده والعالم .
فهو حسب تحقيق نُشرَ مؤخرا في صحيفة / دي بيرس الهولندية , قد تنبّأ بسقوط جدار برلين قبل خمسِ سنوات من سقوطه الفعلي .
وقال إن الإسلام سيصبح بديلاً عن الشيوعية بالنسبة للغرب منذ عام 1993،
وكتب منذ عام 1998 وحتى 2004 بدقة مذهلة حول مستقبل سوق العقارات في أمريكا وانهيارها .
وأبصَر أزمة القروض العالمية قبل ثلاث سنوات من حدوثها.
بوادر تحقق النبوءة
يترأس جيرالد سيلانتا , معهد الاتجاهات الجديدة ويصدر دورية منتظمة منذ ثلاثة عشر عاما وهو ضيف منتظم لدى محطات التلفزيون الكبيرة في أمريكا.
يرى سيلانتا تباشير نبوءته المتشائمة في ما يحدث الآن من صعود للتيارات السياسية اليمينية الشعبوية في أوربا التي تصرخ ليل نهار بان المسلمين سيدمرون الدولة والثقافة الغربية الحديثة.
حدث ذلك ويحدث في السويد والدنمارك وهولندا وألمانيا وبلجيكا وايطاليا وسويسرا .
تبدأ ألازمة كالمعتاد , حسب سيلانتا في جبهة الاقتصاد , بركود اقتصادي متطاول يعقبه تآكل القيم الديموقراطية.
وسيعمل القادة السياسيون اليمينيون الشعبويون على إنشاء نظام قانوني مزدوج يضمن الحقوق الكاملة للمواطنين الأصليين ويحدد قائمة الممنوعات للمواطنين ذوي الأصول الأجنبية.
وهذا التوجه قد بدأ بالفعل، حسب رأيه، في صيف عام 2010 بإجازة البرلمان الفرنسي لتشريع يحظر لبس النقاب على المسلمات.
النخب الحاكمة
يضيف سيلانتا , إنّ النخب الكوزموبوليتانية الأوربية الحاكمة حاليا , وحدها ستُعارض هذه التوجهات لكنّها ستكون بلا أثر تقريبا أمام صعود التيارات الشعبوية لأن هذه النخب قد صَمّتْ آذانها لوقت طويل عن إحتجاجات العامة وشكاويها في أوربا , معتصمةً باستعلائها وتجاهلها لحقائق الواقع , الذي تجاوز القيم التي تتشدق بها هذه النخب , مثل دولة / سيادة القانون !
رابط المقال لمن يشاء المراجعة
http://www.fcv2.com/show-6,N-3003-Qatar-Saudi-Arabia-United-Arab-Emirates-Dubai-f-c-v.html
ربّنا لا تؤاخذنا بما فعلَ السفهاءُ منّا وإحفظ السويد وأوربا من كل سوء وخذ بأيدي بلداننا البائسة , لعلها تنهض بعد قرنٍ من الزمان !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
22 إكتوبر 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟