وصفي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 18:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال متابعتي لاحدى حلقات برنامج ( يسعد صباحك يا عراق )الذي تبثه قناة البغدادية جذب انتباهي أحد العمال الذبن يشتغلون في سوق الشورجة في بغداد , وقد كان يتحدث بحرقة وغضب عن المضايقات التي يعانيها هو و بقية زملاءه العمال من كثرة نقاط التفتيش و قد قال جملة ما زال صداها يتردد في أذني حيث فال (( ألا يعلم هؤلاء أننا لو قمنا بإضراب سوف نشل السوق )) أو هكذا قال .
إن هذه العبارة و غيرها توضح مدى الغضب الذي يعتمل في صدور الجماهير العراقية و بشكل خاص الكادحات و الكادحين منهم و لكنهم لا يعرفون كيف يحولون هذا الغضب إلى أداة ضغط تجبر القوى السياسية الرابضة على صدورهم إلى الإستجابة لمطالبهم و لهذا اسبابه الخاصة أهمها غياب القوة السياسية القادرة على بلورة هذا التذمر و تحوله إلى سلاح يرهب صناع القرار ومن يقف ورائهم بالشكل الذي يجبرهم على التنازل لمطالب الجماهير وه صاغرين .
أما السبب الثاني فيتمثل في غياب الوعي الطبقي لهذه الجماهير كونها ما زات تعاني من آثار سنوات الاستبداد التي دامت أكثر من ثلاثة عقود و أنها لا تزال مخدوعة بوعود هذه الأحزاب البرجوازي من جهة و من جهة أخرى فهي لم تتمكن من التحرر من قيود الطائفية و العرقية و العشائرية بما يجعلها تعي أنها طبقة اجتماعية مستقلة لها مصالحها الخاصة التي تختلف عن مصالح القوى التي تعمل على بث هذه السموم بينها كي تشرذمها بما يمكنها من جعلها غير قادرة على الدفاع عن مصالحها .
أن حال الطبقات المسحوقة لن يبقى هكذا فهي لابد و أن تصل إلى مرحلة من الوعي بالشكل الذي يمكنها من تحديد عدوها الحقيقي و عندها لن تبقى ساكته و هنا يبرز دور القوى السياسية و دورها في قيادة الغضب الجماهيري بما يؤدي إلى تحقيق هدفها الكبير المتمثل في عالم أفضل , و هو العالم الذي لن يتحقق إلا على يد الطبقة العاملة و حلفائها من مثقفين تحررين و نساء و سائر الطبقات المسحوقة و المهمشة .
#وصفي_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟