أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الحلم الوردي














المزيد.....


الحلم الوردي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 19:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في نهاية الحلقة اكتشفت بأنني كنت أحلم ولم يكن موقفي من الأوراق القديمة والعتيقة إلا حُلما ولم يكن موقفي من الحريات العامة إلا حلما وكانت الأيام هي التي تبتزني واكتشفتُ بأنني أكبر كاذب أو بأنني كنت ممثلاً بارعا ولصا يعرف كيف يسرق ويعرف أين يقوم بتخبئة ما يسرقه, فقد سرقت أحلام الآخرين الذين سبقوني وسرقت قلوب العشاق الذين سبقوني بالعشق , لقد اكتشفت اليوم بأنني كنتُ أعيش في مدينة الوهم التي عششت في داخلي وأن كل شيء فيها كان مصنوعا من القش , فالصحن الطائر كان مصنوعا من القش والطائرة من الورق غير المقوى وكل شيء من الخيال بنيته بكذبي على نفسي فأنا أكبر كاذب كان يكذبُ وكان يصدق كل أكاذيبه , أنا اليوم مثلي مثل أفلام الكرتون فكل حركاتي مصنوعة صناعة يدوية أو الكترونية وأشعرُ بأنني أريد أن أصحو من الحلم الوردي لأتقيأ أكثر من 1400 سنة من التاريخ العربي, واشعرُ أنني أريد أن أرقص على جثث الموتى أو أنني قريباً سأرقص على جثث الأحياء والأموات, وأشعرُ بأن الطاقة في داخلي تتفجرُ مثل قنبلة ذرية وبأن عندي من قوة الذرة ما استطيع أن أفكك به كل ذرة أمامي لذلك أميل على يميني وشمالي واهتز وأنا امشي في الشارع وأشعرُ أن قلبي الذي احترق منذ سنين يريد اليوم أن ينتقم لي من العيون ومن الخدود ومن النهود, واشعرُ اليوم بأن كل الكتب التي اشتريتها والتي سرقتها أريد بأن أجعلها مصدرا للتعبير عن حزني وآلامي أو أريد أن أعرضها للناس كتابا كتاباً ليكتشف الناس كم كنتُ أكذبُ على نفسي.

وإن الطريق الذي سلكته كان دائما صعبا ووعرا ولن تستطيع بأن تجتازه معي أي امرأة مهما كان شكلها وأشعرُ بأنني هذا اليوم قد خلقت من جديد , فلا تلوموني إن رأيتموني أسبُ نفسي وألعنُ بقدري, ولا تلوموني إن رأيتموني أحرق ذكرياتي ودفتر أشعاري ...ولا تستغربوا إن صحت بكم: ابتعدوا عن طريقي ...أفسحوا المجال لعنفواني...وافتحوا طرقا جديدةً ..وتجنبوا قنابلي وصواريخي وأسلحتي المدمرة ..أنا الآن رجلٌ تتري ونازي وفاشستي وأفعى (الأنكوندا) تبتلع وتعصرُ من يقف في وجهها ..لا أحد ينكر حضوري في قلبه ولا أحد ينكر حضوري في الورق وفي الحبر وبين الدفاتر وصوتي يمتدُ بسرعة الضوء ..أنا في هذه أللحظة عبارة عن وحشٍ كاسر لا يهمه لا ضوء القمر ولا ضوء النهار ولا حتى النيران المشتعلة ألتي هزم بها الإنسان أعتى الوحوش, وأنا في هذه أللحظة على استعداد تام لألتهم أي امرأة تقفُ في وجهي مهما كان شكل وجهها أو لونها أو عرض خصرها أو طول قامتها فأنا على استعداد لأبتلعها من شَعرِ رأسها حتى آتي بأسناني على أخر إصبع من أصابع قدميها, لذلك أنصح النساء بالابتعاد عن وجهي وطريقي لأنني في هذه أللحظة أستطيع ثقب الحائط أو الأسوار الحجرية .

نا اليوم أنتقمُ من نفسي لنفسي وأنا اليوم سأنتقمُ من روحي لروحي وأنا اليوم سأنتقمُ من قلبي لقلبي وأنا اليوم سأنتقم لأيامي التي مضت من أيامي الحاضرة والمستقبلية..أنا اليوم لا يهمني شيء لا الربح ولا الخسارة فكله عندي يساوي بعضه البعض ولم يعد لي قلبٌ يحتضنني ولم يعد لي امرأة أحلم بوصلها فقد قتلتُ هذا اليوم تاريخ النساء في ذاكرتي وقتلتُ بيدي هذه (عبلة)وما زالت آثار الجريمة على وجهي كعلامة مميزة , أنظروا في وجهي أمن المعقول أن يكون وجهي وجهاً إجرامياً !1 وقتلتُ ليلى ومثلتُ بجثة بلقيس وهذه آثار الدماء على قميصي الأبيض ملطخٌ بالدماء وبالخطايا ,واليوم منذ الصباح الباكر أطلقتُ الرصاص على نانا وكأني أطلقُ رصاصة الرحمة على رأسي , وأطلقت الرصاص على بثينة وصرت هائجا مثل المجنون بحيث أطلقت الرصاص في كل الاتجاهات وقد ذبحتُ اليوم قصة العشق التي أهلكتني منذ خمس سنواتٍ حتى كادت أن تأكلني ..وأنا اليوم أشعرُ بأنني نارٌ ملتهبة قد جاءت على الغابة وأكلت العشب الأخضر قبل العشب الأصفر.. أنا اليوم تاريخ من الانكسارات والهزائم ولن أجد من سينتقمُ لي لذلك قررتُ أن أنتقم لنفسي من نفسي وأنا على استعدادٍ تام بأن ألتهم البحر إن اعترض طريقي وأنا على استعداد لأحوّل مجرى النهر ومجرى الرياح ومجرى السحاب, وأنا على استعداد لأموت في سبيل أي شيءٍ مهما كان غالي الثمن أو رخيص الثمن , فأنا في هذه أللحظة أنفجر مثل البركان وأنا في هذه أللحظة على استعداد تام لألتهم التراب أو لأطحن الصخور بأسناني أنا هذا اليوم خرجت بكل ما أملكه من قوة لأمشي في الشارع وفي القرية وفي المدينة لأقول للإشارات الضوئية بأنني لا أقف لا عند أللون الأحمر ولا عند اللون الأزرق, أنا في هذه أللحظة عبارة عن حصان ينطلق بسرعة الريح وعبارة عن ثورٍ هائج ومائج , أنا في هذه الساعة أقول للجميع افتحوا الطريق لعرباتي ولخيولي ولجيوشي, ولأمطاري الغزيرة لأنني أحس برغبة شديدة وملحة للبكاء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب
- لا تلوموني على كثرة الكتابة
- بيت جدي
- نزهة المشتاق في كشف النفاق
- أسبوع راحه
- سمفونية الحياة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الحلم الوردي