|
الى سعد رفيق الحريري ... لا تساوم لا تستسلم
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 15:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقلت صحيفة "الديار" اللبنانية عن مصادر مطلعة على اجواء القمة السعودية ـ السورية أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الاسد هي استكمال لمفاعيل التنسيق السوري - السعودي في شتى المجالات وعلى كل المحاور وفي ما يتعلق بلبنان متابعة ما ارسته القمة الثلاثية خصوصاً في شأن تعزيز الاستقرار وإيجاد مخارج لمأزق المحكمة الدولية.
وأضافت المصادر: أما بشأن زيارة الرئيس سعد الحريري التي وصفت بالعائلية فهي زيارة لمواكبة نتائج هذه القمة والعمل في ضوء هذه النتائج باعتبار أن هناك برودة حصلت مؤخراً من دمشق تجاه الرئيس الحريري بسبب فرملة ما كان قد بدأه خصوصاً عدم ترجمة حديثه إلى الشرق الاوسط على الارض.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الحريري كان في صدد التوجه إلى دمشق في مرحلة سابقة ولم تتم هذه الزيارة، الأمر الذي فسر بأنه انزعاج سوري من بطء وتيرة حركته إلى الامام، متوقعة أن يكون للرئيس الحريري مواقف وخطوات جديدة في ضوء نتائج قمة الاسد – عبدالله. دولة الرئيس، ورد في ديباجة روما الأساسية للمحكمة الجنائية الدولية، أن أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي بأثره يجب ألا تمر دون عقاب، وانه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال، من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني، ومن خلال تعزيز التعاون الدولي. وورد فيها ايضا انها عقدت العزم على وضع حد لافلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، وعلى الاسهام بالتالي في منع هذه الجرائم. دولة الرئيس لبنان الديمقراطي الرسالة، المتعدد الثقافات، مهد الحضارات، وأرض التلاقي لا يمكنه البقاء خارج اطار احترام حقوق الانسان ونشرها والترويج لها. اغتيال الرئيس الحريري وما سبقه وما تبعه من اغتيالات وتفجيرات، دفع أكثر من نصف الشعب اللبناني للثورة، فجرت المطالبة باعتماد محكمة ذات طابع دولي، وكأننا نخجل من المطالبة بمحكمة دولية بكل معنى الكلمة، تحت ذرائع السيادة الوطنية، أمام الجرائم الخطيرة والانتهاكات الجسيمة للمواثيق الدولية وللقانون الدولي الانساني، ليس هناك أي مناصب وشخصيات تحيد. فالجريمة لا تفرق بين حاكم ومحكوم، بل تطال الجميع دون استثناء، فاذا لم ننتبه لهذه الحقيقة وبقينا نتلهى بالقشور فاننا سنصل الى مرحلة لا نجد فيها لا دولة ولا مواطن. لطالما عانت الشعوب من ويلات الحروب، ففي لبنان ارتكبت أبشع المجازر والجرائم من العام 1975 سأعدد لك بعضها كمال جنبلاط، رياض طة، صبحي الصالح، أنور الفطايري، حسن خالد، بشير الجميل، رمزي عيراني، رينه معوض، شهداء 14 آذار الأحياء منهم والأموات .... عاشت الجريمة فسادا في لبنان وكان الضحية الأبرز المواطن العادي الضعيف الأعزل، وكل ذلك بسبب شيوع ثقافة اللاعقاب واللامساءلة، فهؤلاء المجرمون يدركون أن أية أفعال ترتكب لن يحاسبوا عليها، وأن لا عقاب ينتظرهم، وأن حياة الناس لا أهمية لها ولا تثير قلق المجتمع الدولي، بالرغم من خطورتها وفظاعتها. هذه المرة لم يكن حساب الحقل كحساب البيدر فانطلقت المحكمة الدولية من أجل ترسيخ مبدأ العدالة والقانون والحقيقة في بناء الدولة المستقلة، ومن أجل وضع حد لجرائم القتل والإغتيال السياسي التي أودت بحياة زعماء ومفكرين وصحافيين وأعلام كبار من بلادنا، وقفوا بوجه الظلم ونظام الغدر وسلطة الوصاية رافضين الدخول الى السجن الكبير، هذه المحكمة سيكون لها ما بعدها ليس في معاقبة من "قرر ونفذ ومول وشارك" في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه فحسب انما في اقرار مبدأ المحاسبة في النظام السياسي وفي ممارسة الحكم، وستشكل خلال المرحلة القادمة عنوان "للردع" كما قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. انطلاق هذه المحكمة يضاعف من صدقية التزام المجتمع الدولي تجاه الأمن والسلام الدوليين، ويوفر للشعوب المظلومة والمقهورة والرازحة تحت سيطرة انظمة القمع والديكتاتورية فرصة امل بغد افضل. ان زمن التسوية والصفقات على حساب العدالة والمحاسبة ومعاقبة المجرمين قد ولى، ويعزز هذا المنطق ما أعلنته الدول الدائمة العضوية من تجديد التزامها دفع المستحقات المالية للمحكمة عن السنة الثانية، اضافة الى ما كشفه وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير من أن الرئيس الفرنسي أبلغ الرئيس السوري أن لا مساومة على المحكمة الدولية، أضافة الى ما سبق و اختبره العالم في السنين السابقة من محاكم مشابهة طاولت الرئيس العراقي والرئيس الصربي وستطال الرئيس السوداني وغيرهم ممن ارتكب الجرائم بحق شعبه ومعارضيه. وعلى الرغم من هذا الأنجاز الكبير وهذه التطمينات الدولية والتجارب المشابهة فإن عودة التوتر الأمني الى لبنان بالتزامن مع ارتفاع مستوى التوتر الإقليمي في المنطقة وعلى خلفيات مختلفة، تضاعف من قلق اللبنانيين ليس على المحكمة ونتائجها انما على مستقبل الإستقرار الأمني في لبنان، حيث ما زالت نظرية "المحكمة مقابل الإستقرارالأمني" تخيم على اجواء العلاقات العربية - العربية رغم مبادرة خادم الحرمين الشريفين التصالحية، والقمة الثلاثية في لبنان، ومبادرتك الحسنة النية في الشرق الأوسط، لم يأخذ الطرف الآخر أي من هذه المبادرات بعين الاعتبار، ودفعه خوفه من محكمة قد تكشف لأول مرة في تارخ لبنان المجرمين المنفذين والمخططين الى الهجوم عليك شخصيا، وبتهديد كافة اللبنانيين المنضوين تحت المشروع الوطني لقوى 14 آذار المنادي بالحرية والسيادة والاستقلال. ترجم هذا الهجوم والضيق من المحكمة بمذكرات توقيف أبعد ما تكون عن القانون، وبهجوم صاعق على فرع المعلومات لكشفه جريمة عين علق، وانجاز ملف المحكمة الدولية، تلك الجريمة التي أصبح معروفا من كان ورائها. لذلك كله الأمل كل الأمل بأن يكون وجود المحكمة الدولية " العصا " الكبيرة في ثني المجرمين عن ارتكاب جرائم أخرى في لبنان، وذلك عبر كشف الجناة ومقاضاتهم لا تساومهم ولا تتنازل، حافظ على دماء شهدائنا وادخل التاريخ من بابه العريض، مهما تنازلت لن يكتفوا وسيطلبون المزيد، لا تسكت عن حقك وحقنا فالساكت عن الحق شيطان أخرس، الكرامة والسيادة الوطنية بكشف الجناة وليس بالتخلي عن المحكمة خوفا من الحرب، من سيحارب نحن لسنا مسلحين ولا نرغب بالحرب، سيحاربون طواحين الهواء. أوافق الدكتور سمير جعجع عندما قال أن حمايتنا هي مسؤولية الأجهزة الأمنية اللبنانية، ان عشت فعش حرا أو مت كالأشجار وقوفا، لا تساوم ولا تستسلم، الواقفون معك تحت رايات الحق بحر هادر لا يخيفهم تهديد
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سجل نجاد اعدامات واغتيالات بالجملة
-
لماذا الذعر علام الهستيريا؟
-
خيارات حزب الله
-
كردستان على خطى صدام
-
استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض
-
المقاومة .. فشل اليسار أسباب ومسببات
-
الحقيقة بين حماده وجنبلاط
-
أصليون لا أصوليون
-
خطاب الحريري ... أم وئام وهاب
-
التعاون .... وحفظ وحدة لبنان
-
عادل مراد
-
أتكون أربيل عاصمة للعراق؟
-
اتهام فانقلاب
-
العمالة نشأتها بالتاريخ وتبريراتها
-
الدفاع عن الاستقلال الوطني
-
بين الدولة واللا دولة منطقين
-
منطق الدولة ومنطق الميليشيا
-
رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية
-
مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا
-
مصير مسيحيي الشرق
المزيد.....
-
وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن
...
-
-نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
-
دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة
...
-
ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي
...
-
شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و
...
-
-ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال
...
-
عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در
...
-
لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|