أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - زيارة نجاد للبنان














المزيد.....


زيارة نجاد للبنان


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعكس زيارة نجاد للبنان انقلاباً كبيراً في المنطقة، والانقلاب يبدأ من لبنان حيث انهار حضور الأغلبية الحاكمة، وتحولت الأقلية إلى الأغلبية الحاكمة، وبدا أن لبنان جزء من المحور الإيراني -السوري.
فحزبُ الله يملكُ القوةَ العسكرية والسلاح الأقوى من الدولة، وكانت تهديداته طوال الأسابيع الماضية لقوى الدولة بأن تنسى المحكمة الدولية وأحكامها، قفزة على المؤسسات والقانون.
نسيان وإلغاء قرارات المحكمة بشكلٍ استباقي يحولانه إلى الدولة التي في يدها قرارات الحياة والموت، وقرارات السلم والحرب الأهلية.
وفي هذا الجو المفعمِ بروائحِ التحدي والجبروت بدت قوى الأغلبية ضعيفة الحضور ليستْ لديها سياسة قوية واضحة، فقد حاولتْ عقدَ صفقة سياسية مع الحكم في دمشق لكن هذه الصفقة لم تنجح، وجاءتْ مسألةُ استدعاءِ أركان الحكومة اللبنانية للقضاء السوري، تقويضاً واضحاً لأي علاقةٍ ندية بين حكومتين وتوحي بتبعية لبنان مرةً أخرى لدمشق.
ثم توّجَ هذا التقزيم للحكومة اللبنانية وقوى الأغلبية بزيارة نجاد للبنان، التي تقولُ إن إيران غدتْ هي الدولة الكبرى التي بيدها مصير المنطقة، وهي تزورُ حلفاءَها وتعد لخطط المجابهة، وتغدو دولة محاذية لحدود إسرائيل الشمالية.
زيارة تقول إن حلفاء إيران هم الأقوى، والمعنى هذا تشكل بطريقة نجاد الاستعراضية.
أي أن هذه القوى والدول التي مشتْ من طهران مروراً بعراق المالكي بدمشق البعثية بحزب الله في لبنان، هي المحركة للصراع السياسي ضد الغرب وضد إسرائيل.
وهذا ليس بعيداً عما يجري في أفغانستان من انهيار تدريجي للحكم السائد وصعود طالبان الذي هو أشبه بكابوس آخر.
وتعني لغة التحدي الإيرانية الجائلة في لبنان الآن تجاوز مسألة جريمة تصفية الحريري، وطي صفحتها كليا والتوجه نحو الصراع مع إسرائيل.
إيران من جهتِها تنقلُ معركتَها الداخلية ورفضها نمو الديمقراطية الوطنية كما فعلتْ الأنظمةُ العسكريةُ في المنطقة بتحويل المعارك للخارج، عبر استعراضاتٍ سياسية وحربية، وتكاليف هائلة تُستقطعُ من الجبهة الشعبية النازفة.
ولكن من الجهة الفعلية فإمكانياتها على الحرب الفعلية مشكوك فيها، وحزب الله ذاته يعيشُ حالةَ انكفاءٍ داخلي بعد حرب 2006 حيث لم يستطعْ إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل رغم الأحداث الجسيمة في فلسطين.
وبالتأكيد جاءتْ زيارة نجاد لتؤكد دعم إيران القوي لحزب الله خاصة، وفي خضم محاولات لتجاوز قرارات المحكمة الدولية، التي سوف تسكبُ زيتاً حارقاً على لبنان والمنطقة، وتحيلُ حزبَ الله من قوةٍ ثورية إلى قوةِ اغتيال لرمز كبير من الطائفة السنية، وليس ثمة أفضل من هذه الأوضاع لإسرائيل التي تحتل أراضي عربية وتمنع الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه.
وتعكس الجريمة خلل فهم المحور الإيراني - السوري لاتجاه التاريخ، سواءً في عدمِ تقبلِ اتجاه الأحداث والحياة نحو الديمقراطية وحكم القانون، أو في تحدي قوى كبرى هي عاجزةٌ عن منازلتها الفعلية.
بدلا من أن تقومَ بتطبيعِ نظاميها أو أنظمتها للحياة الحديثة وللديمقراطية والاهتمام بحياةِ الملايين الفقيرة المعوزة في بلدانها.
الدول العربية تقعُ بين قوتين كبيرتين هما إيران وإسرائيل تتسمان بالبقاء في عالم الاحتلال وتحدي المجتمع الدولي من دون أن تمتلك هذه الدول العربية أدوات الحل بل تتعرض للتفتت بشكل مستمر، بدلاً من تطوير أدوات الوحدة والديمقراطية، ومن هنا تقوم الدول العسكرية الشمولية بالتحدي والاستعراض أو بالمغامرات المحفوفة بشتى أنواع المخاطر التي تقع آثارها الوخيمة على الشعوب العربية وغير العربية.
فتبقى الدول الغربية والشرقية الكبرى بأيديها الحلول متى ما اتفقت على شيءٍ مشترك.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية
- المواجهة الأمريكية - الإيرانية
- الفوضوية والانتهازية
- الديمقراطية والتقليدية
- خندقان
- الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)
- الإقطاع الفلسطيني: تابع التابعين (3)
- الإقطاعُ الفلسطيني تابعُ التابعين (2)
- الإقطاع الفلسطيني: تابع التابعين(1)
- الترميز لدى عبدالرحمن منيف
- استنساخ شكلاني للإسلام
- ظواهر طلابية
- أزمة اليمن (3)
- أزمة اليمن ( 2)
- أزمة اليمن (1)
- (طنين) محاولة روائية سعودية
- هل ضاعت بوصلة الإصلاح؟
- الحلال والحرام في السياسة الراهنة


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - زيارة نجاد للبنان