|
اللاميّة الجلاليّة
علي سيريني
الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 02:43
المحور:
الادب والفن
16/10/2010 منذ خمسين عاما يقفز الدب فوق الجبال يأكل يمرح يضحك من الدم وسط القتــال وعلى حين غرّة من الأيام والليــــــــــالِ نزل الدب راقصاً ضاحكاً من الأعـــــــالِ
هبط الدب إلى بغداد يقبّلُ خشم العقــــال وظل يتردد عليه دون كلل في تجــــوال ولم يقطع وصلته بالأسد بقي له صاحبا يزوره يبوسه في محبة ووصــــــــــــال
أكرمه الأسد فالدب بدا له مفيـــــــــــــدا وأغمره أنه ضيفٌ دائمٌ على الكرنفــــال فطاب له التصفيق أينما حلّ وارتحـــــل وبات معروفا كلعبة في كلّ الأحــــــوال
رأى المهرّج الأمريكي عرضــــــــه فأعجب به وأخبر الدب على الحال طار الدب إلى البيت الأبيض ضاحكاً وقدّم عروضاً في فنون الرغـــــال
خلع الدب رداءه الأحمر باستحياءٍ فصفق الأمريكان له على أية حال فارتجل ضاحكاً أن الروس سقطوا قاطعه بوش عُدْ بأمرنا دون جدال
صفق المهرجون جميعا وأمضوا لــــه فوراً رئاسة شعوب الأوحــــــــــــــــال عاد الدبّ مبتسماً تغمره السعـــــــــــادة وسرّبوه بعد السقوط في إحدى الليالِ
وبذا تحيّنت للدب فرصة ثميـــــــنة وصار في إثرها مطية الإحتـــــلال وأمسى بلا ثقة عند الخلائق كلهمو يقضون منه فرادى برذائل الأفعال
منذ البدء ينادي الأتباعُ الدبَّ بالعمِ يهشُّهُم يرسلهم إلى اتون قتـــــــال يتساقطون كالذباب يتركون خلفهم أكواماً من أزواجٍ وعيــــــــــــــــال
وبعد كل كرّة يضع الدب على صدره شارةً ويأمرُ بأقامة الإحتفـــــــــــــال يوزع على الأرامل خناجر النصــــــر ويهدي للأيتام حكاية الآمـــــــــــــال
زعم الدب أنه يعتزل اللعــــــــــــــب ويتفرغ لكتابة الذكريات والأحـــــوال كيف غدر وكيف قتل وأين خـــــــان مذ أن بدأ اللعب على الحبـــــــــــــال
مرض الدب في كرشه فرامَ المشـــافي حذروه أنّ كثرة الأكل تفتك بالطحــــال أوصاه الطبيب بتخفيف الــــــــــــوزن فذهب يشتم الأكراد على قبر كمـــــال
أخبروا الطبيب بما حصــــــــــــــــل فكَرْكَرَ من الدب وعلى المــــــــــــآل فقال ليس غريباً ما اسمعــــــــــــــه إنه كحليمةٍ عادت إلى نفس حـــــال
عاد الدب إلى قصر الرئاســـــــــة يباشر ما عليه من الأعمــــــــــال قدّم وزيرٌ إليه مشروعاً يمضيــــه فاعتذر الدبُ وقال: الأمر للمــلالي
فذهب على عجلٍ إلى طهـــــــران ذليلاً بائساً يلحّ في الســـــــــؤال يستشيرهم في تبليطِ شــــــــارعٍ يرد الإمام: لك الأخذ بأقوالـــــــي
عاد منتشياً بزواج المتعة ســـــــــرّا إن لم تغضب أمريكا فلا يبــــــــــالي فليس يكتفي من البعل بواحـــــــــــدٍ ويعجبه العاهرُ من الرجـــــــــــــــال
عاد فاستدعى المزمرينا المطبلينــــــــا ينكت لهم على أنجُم المعــــــــــــــــــــــالِ قهقهاتٌ ملأت فنـــــــــــــاء القاعــــــة فلم يسمع ما خرج منه في البنطـــــــال
فقال ما قال من نكتٍ ركيــــــــــــــكةٍ يهين فيها أبطال الجبـــــــــــــــــــال فسمكو جبانٌ وصلاح الدين خائنٌ وظل يرغي بائساً في الحثــــــــــــال
ومرّة استدرجه قردٌ على عادتـــــــــه فأطرق مليّاً يبحث في السجـــــــــــال ولمّا رأى القوم سجيّتهم النجـــــــوى تقمص أبا دُلامة ونكّت على الحــــــال
لم يخجل يومــــاً على سجيتــــــــــــه ولا أبدى عزاً أو مجداً للأجيـــــــــــال حتى إذا وافته المنيّة يومــــــــــــــــاً أن لا يُلعن أبداً كأبي رغــــــــــــــــال
وظل عند الأجانب دوماً ذليــــــــــلا يكتفي بالجلوس عند النعــــــــــــــال وإذا ما عاد إلى بني الكُـــــــــــــــرد عاد شتّاماً جلّاداً بأسوأ خصـــــــــال
في مذهبه أمسى الكذبُ شطـــــــــارةً والسياسة هوى أو رقصٌ على الحبال فما كذب الشيخ الرئيــــــــــــــــسُ إذاً أنه عاهر السياسة بين الرجــــــــــال
يا حسرة على بني الكُــــــــرد أنهمو كانوا نسوراً تحـــلّق في الأعـــــــالِ باتوا أذلاء حاسريـن في أمــــــرهمو يسوسهم مهرّجٌ لائقٌ بالأدغـــــــــال
كيف يستقيم الظل والعـــــــــود أعوج والسارق الآن حاجبٌ على بيت المــال قال صاحبي قصيدتك مدهشـــــــــــــةٌ قلت على طبعه أتت لامية الجـــــــلال
إيضاحات: فنون الرغال: نسبة إلى أبي رغال الذي خان العرب وتقدّم جيش أبرهة الأشرم في محاولته تخريب الكعبة وأصبح في ما بعد مثلاً للخيانة والعار ثم سلكت العرب مسلكاً وأخذت ترجم قبر أبي رغال هذا. قبر كمال: أي قبر كمال أتاتورك مؤس جمهورية تركيا. الملالي: حكام طهران. أبو دُلامه: كان شاعراً ومهرّجا يسلي أبا جعفر المنصور، وفي إحدى المرّات كان في مجلس المنصور رهطٌ من عليّة السلطة، فأمره المنصور أن يهجو أحداً في المجلس. فلمّا خاف العواقب اعتذر من المنصور لكن هذا الأخير هدده إن لم يهجو أحد الحاضرين، فقام أبو دُلامه يهجو نفسه. وبعد مضي قرون طويلة خرج علينا زعيم سياسي في العراق ينكت على نفسه في المجالس. الشيخ الرئيس: الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي وصف مرة أحد الزعماء السياسيين في المنطقة بأنه "عاهرة السياسة"!
#علي_سيريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجنون الدولار الثوري
-
لطمية لكاكه حمه
-
من كاكه حمه لإبن أبا سمير
-
الأنبوب الكُردي العربي يوصل النفط إلى الغرب ويعيد البداوة إل
...
-
أبو رغال الكُردي: الإستقلال بنت أحلام القصائد
-
أوهام الأمة الإسلامية أو لكل فئة إسلامها
-
أوهام العروبة والدمار
-
مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!
-
السيد مسعود بارزاني إستفاقة تنتظر الصدق!
-
ذكرى إغتيال بيار جميّل بين لبنان وكُردستان
-
حرب الأقنعة في العراق ما وراء القناع قداسة المظهر وفضاوة الج
...
-
كيف تشتري سلطة إقليم كُردستان ذمم المثقفين العرب وغيرهم؟
-
هل مازالت كركوك -قدس- كُردستان؟
-
نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2
-
نيتشيروان بارزاني: الأكراد كُسالى! 1-2
المزيد.....
-
العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
-
لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو
...
-
مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة
...
-
الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل
...
-
محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال
...
-
إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
-
صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي
...
-
جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
-
للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم
...
-
أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|