أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - العراق دولة الحوارات والتصريحات














المزيد.....

العراق دولة الحوارات والتصريحات


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل الشائع ان كل شي اذا تجاوز حده انقلب ضده . في العراق تدور حوارات بين الكتل السياسية منذ مايزيد عن سبعه شهور والحوار بحد ذاته ظاهرة ديمقراطية وهو عكس الاحتراب وطالما كان الحوار طريقا لحل الكثير من المشاكل بين الدول الا انه لم يسبق ان جرى حوارا بهذه السعه في داخل دولة ما لان المفروض بالحوار ان يعطي نتيجة اما بالنجاح او بالفشل والعراق الان يمكن ان نطلق عليه بلد الحوارات التي تدور بامتياز في دائرة محدودة لايبدو لها نهاية في الافق القريب .
المجلس الاسلامي الاعلى يتحاور مع العراقية والعراقية تتحاور مع التحالف الكردستاني ودولة القانون تتحاور مع التحالف والائتلاف العراقي ورئيس الجمهورية يتحاور مع الجميع وعلى وجهه ابتسامة عريضة تبنيء بان الحل اصبح قريبا . هذه الحوارات بمجملها لم تفضي الى نتيجة انما اطالت عمر الازمة ووضعت البلاد في وضع مفجع ومعقد الى ابعد حدود التعقيد , والامر المثير للدهشة ان الحوارات بين الكتل تعقبها تصريحات غير منضبطة من هذا الطرف او ذاك وكلها متضاربة ولاتسير في اتجاه واحد ، فعندما يصرح مسؤول في القائمة العراقية بانه تم الاتفاق مع المجلس الاسلامي الاعلى والفضيلة على التشكيلة الوزارية ينبري فورا متحدث باسم حزب الفضيلة ليقول بأن هذا الاتفاق مازال بعيدا وان التحالف او الائتلاف العراقي لايمكن ان يتفكك وهو يعني ان التحالف الشيعي وجد ليبقى ولافائدة من التفكير بالاتفاق مع غيره لهذا السبب بالذات . احد قادة التيار الصدري صرح بأن السيد رئيس الوزراء يساوم لدعم بقاءه في السلطة مقابل اطلاق سراح عناصر من التيار من السجن او الاعتقال ويقول ان هذه الصفقة مستحيلة ونفس الشخص يظهر بعد ايام قلائل في اجتماع (تحاوري) مع المالكي رافعا يده ومصوتا لصالح تجديد الولايه لرئيس الوزراء المنتهيه ولايته .
القائمة الكوردستانيه عرضت مشروعا من (19) بندا فيه الكثير من اجندات وشروط الاكراد وسرعان ماعقدت الاجتماعات التحاورية مع قائمة دولة القانون ليصرح احد الناطقين بأسمها بانه تم الاتفاق الكامل مع التحالف الكوردستاني بأستثناء نقطة واحدة بسيطة سوف يتم التغلب عليها ، وبعد ايام يصرح اخر من نفس القائمة بأن المشروع الكردستاني هو قيد الدرس وليس من المتوقع قبوله بالكامل ، التحالف الكردستاني من جانبه يعلن بانه الاقرب الى المجلس الاسلامي الاعلى ولديه علاقة استراتيجية مع هذا الطرف ومن ثم تتوقف الحوارات بينهما لاسباب معلنه وغير معلنه . التيار الصدري يعلن بأن ترشيحه للمالكي ينتهي بتاريخ 15-10 واذا فشل في تشكيل الوزارة فأن التيار سوف يسحب ذلك الترشيح ثم يأتي شخص اخر من نفس التيار لينفي وجود توقيتات بشأن هذه القضية .


المسألة العراقية اصبحت شبيهه بالقضية الفلسطينيه فالجميع يهرول الى العواصم العربية والى دول الجوار لبحث الموضوع ويعود ليصرح بان الزيارة كانت مثمرة واخيرا ذهب السيد المالكي الى سوريا عدوه بالامس وعاد مبتسما ليعبر عن ارتياحه من نتائج الزيارة . اما طريق طهران فقد تحول الى الدرب المفتوح الذي تذهب اليه وفود لتعود اخرى .
هذا الموقف بمجمله انما هومضيعه للوقت واضرار بمصالح هذا الشعب الذي توجه بكل جدية وحماس الى صناديق الاقتراع ثم اصبح الان يواجه فرضيات شتى قد تؤشر الى مستقبل مخيف لهذا البلد فكل النشاطات الاقتصادية والاجتماعيه والخدميه متوقفة والجريمة منتشرة في عموم العراق في كل يوم نسمع عن عملية سطو على مصرف او محل للصرافة او لبيع المصوغات الذهبية وكل يوم نسمع عن عمليات خطف وقتل واغتصاب وغيرها ، اما الفساد المالي والرشوة فهي منتشره بشكل لم يسبق له مثيل ولعل من العجيب ان نقرأ تقريرا لهيئة النزاهه تصف فيه اكبر المستشفيات في بغداد بانها الاولى في الفساد المالي وهذا يعني ان العناية الصحية للمواطن اصبحت هدفا للابتزاز وهذا امر لم يشهده العراق طيلة حياته .
عندما سقط نظام صدام حسين كان مؤمل ان يحقق العراق قفزات الى الامام لتعويض الخسائر والالام التي عاناها الشعب طيلة عقود لكن اي شي من ذلك لم يحدث ولم يتحقق فالجميع يشتكي من تدهور الاوضاع عدا فئه قليلة مستفيدة تقضي اغلب اوقاتها في عواصم اخرى غير بغداد . والملفت للنظر ان الوضع الجديد في العراق خلق شريحة من المتخمين الذين يستلمون رواتب ومخصصات ورواتب تقاعدية كبيرة في الوقت الذي يوجد الاف العراقيين ممن يعيش بين القمامه وفي بيوت من الصفيح .
عندنا عدد كبير من الوزراء السابقين واعضاء البرلمان والهيئات الخاصة والمدراء العامين والوكلاء يتسلمون رواتب ومخصصات تفوق الخيال وهذا الوضع سوف يظطر العراق بعد سنوات قليلة في ان يخصص اكثرمن نصف ميزانيته لدفع مستحقات هذه الشريحة من الوزراء وغيرهم . وقيل ان السيد وزير المالية طلب قرضا من البنك الدولي واليابان لتسديد مستحقات اعضاء البرلمان السابقين والحاليين من اللذين لم يحضروا الى بناية المجلس سوى جلسة واحد فقط واصبحوا الان مقبلين على نهاية الفصل التشريعي الاول وربما هذا الحال هو مدعاة للسخرية في بلد يكثر فيه المسؤولين الكلام عن الدستور وعن دولة القانون وعن الديمقراطية .
لقد صرنا في وضع قد يبدو من المستحيل او من الصعب جدا وضع الحلول للمشاكل المتفاقمة الا ان رئيس الوزراء الحالي يقول انه ليس هناك مشكلة اذا اخذ موضوع تشكيل الحكومة وقتا اكثر وهو يعلم قبل غيره مدى التعثر الذي تعرضت له مشاريع وقوانين وتشريعات وخطط لتشغيل الايدي العاطلة ولتامين الاستقرار في عموم البلاد ولحل المشاكل المستعصية وغير ذلك من الامور التي يصعب تعدادها خلال هذه الكلمة القصيرة .
بقي امرا واحدا هو التمني ان تسنح الايام القادمة بالفرصة لانهاء المشكلة والبدأ بعهد جديد يبشر بالخير لهذا الشعب .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم العراق ؟
- التفاوض على ماذا .. ؟
- جو بايدن في بغداد
- الجديد في الشأن العراقي
- العراق .. اين الحل ؟
- ديمقراطية الوقت الضائع
- العراق امام انتكاسة جديدة
- الانتخابات :- المشكلة ام الحل ؟
- الانتخابات العراقية والاصطفاف الطائفي
- الديمقراطية والتحدي الاكبر
- الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة
- الانتخابات التشريعيه في العراق وعملية التغيير
- في عشية انتخابات العراق للعام 2010
- قانون دولة القانون
- 7 اذار هل سيكون موعدا للتغيير ؟
- الديمقراطية وسياسة الاقصاء
- العملية السياسية في العراق والمازق الجديد
- الحركة الديمقراطية ضرورة وطنيه لتقدم الصفوف
- العراق سفينه بلا ربان
- خطوة الى الامام .. خطوتان الى الوراء


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - العراق دولة الحوارات والتصريحات