أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الصورة بين المقدس والدنيوي














المزيد.....

الصورة بين المقدس والدنيوي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 21:10
المحور: الادب والفن
    


،أريد الإشارة إلى أن الفكر الإسلامي الدي اعتبر محرما للصورة،ليس الدين نفسه،إنما هي اجتهادات مختلفة،فالشيعة مثلا لم تشكل لهم الصورة حرجا لأن التاريخ له دورلا يمكن إغفاله،فقد تعلموا رمزنة الخطاب والحركات أيضا،وفيما بعد غدت الصورة جزءا من الحمولة التاريخية للمعاناة التي عاشها أهل البيت واحبتهم من العرب والعجم،أما الملاحظة الثانية فهي تتعلق بأننا في الدراسات التي تناولها الغربيون ليست علما فقط لأنهم نحتوها بمفاهيم قربت القاريء بشكل وظيفي من الفكرة،أي التعريف من خلال الوظيفة التي تؤديها الصورة،وهو تعريف تنبه له الغرب متأخرا،لأن العقل البشري كما حدده برجسون مولع بالتجسيد المادي،والصورة اللغوية أكثر صور الوهم تأثيرا كما اعتقد نيتشه،إن اللحظة المعاصرة بما فيها من محاولات لردم الهوة الفاصلة بين الحضارات والتمثلات لهي أصدق دليل على أن الفكر الإنساني يراجع داته في أقصى حالات الحيرة،ويعتبر دلك دليل صحة لا اعتلال فكري،في نظر الكثير من العرب،وهي فكرة محترمة لالوم على أصحابها ،فالفكر غير قابل للإختزال أو التحامل،إنه رؤية ومجهود كيفما كانت نتاءيجه فهو فعل بشري قابل لمحاورة نفسه وحتى النيل منها،مهما كانت المعيقات.إن الصورة فعل بشري الغاية منه,أو منها هي تمثل الكائنات المفارقة أو حتى الطبيعية,تلك التي لها القدرة على استمالة الناس لوجودهم الخاص أو حتى المخيف,ربما لهدا السبب تخوف المسلمون منها,واعتبروها تشبها بالخالق,في نظر البعض وليس الكل,أي الإجتهادات السنية,كما سبقت الإشارة لدلك,أما الفكر الشيعي وبعض الإجتهادات القريبة منه في الملة وأفكر,فلم تستشعر الإحراج,بل حاولت التخلص منه تميزا عن السنة أو تأويلا للكتاب المقدس ومغامرة في البحث عن دلالات الصورة العميقة المرسخة لقيم الجمال غير المتعارضة مع الغايات الإسلامية في استحضارها لقوة الله وشموخ خلقه,وهو ما دهب إليه المسيحي,عندما صمت عن تصوير القديسين والحكماء دون أن تمس ستهم,بل إن اليهودية نفسها لم تخض في هده الصراعات انتظارا لما ستؤول إليه فيما بين المسلمين والمسيحيين,لكن ما هي أبعاد هدا الصراع الحضارية التي يسعى المختلفون دينيا لطمسها؟

الصورة ليست مرئية فقط بل إنها أيضا لغوية,فالمجازات فعل بشري في جمالية وكل أبعاده الفنية,لأن الفكر يتمثل بالصور كان هدا الفعل مند البداية تحولا في الفكر الإنساني والحضاري البشري,لأن اللغة به انتقلت من الإستخدامات المادية إلى رمزية,وهنا كا التحول العميق وبداية الفني الغائر في التجريدية الفلسفية والفنية بانتقاله من الديني الهيامي والمحدد مسبقا بما ينبغي تمثله كصور لها غايات فوق بشرية,تهدي إليها الآلهة وحدها أو المختارون من الناس,لكن الصراعات البشرية تقحم كل الرموز والإنتاجات الثقافية في معتركها الدي لا ينتهي مهما حاول الفكر الحر تلافيها,كما أن الصورة حاضرة ,ليس في الفني المحايد كما يحلم المسالمون بدلك,بل حتى في صلب المقدس,الساعي لاحتكار الفكر وتقويمه وفق الحاجات الخفية لرجال الدين أو حتى السياسة,هده اللعبة يدرك أبعادها الفنان ويكشفون جوهرها في لحظات تاريخية معيبة عندما يشتد الصراع وتميل الحقيقة وجهة الوضوح منتصرة لنفسها على كل من يناقضها,إنها لحظة القطيعة كما عرفتها أروبا في مرحلة النهضة والأنوار,ولدلك كانت الفنون التشكيلية بوعيها الحاد أكثر قدرة على التماس التاريخي والتنبؤ به قبل الرواية والشعر,فهي رهيفة الإحساس بالآتي ,هدا هو المخيف في الصورة وتحفظ بعض الإجتهادات الدينية في التعامل معها,إلا تلك التي فرض الواقع عليها الإمتثال للعقلي في صورته الفنية,التي طالما حوصرت في المتاحف وأبعدت عن أعين الناس لتصير بضاعة الغاية منها تزيين المحلات التجارية أو الكناءيس والبيوت المدعية للترف والإعتبارات الطبقية الباحثة على التميز وسلطة الإبهار السياسي والثقافي كما فعل الغربي لامتصاص عمق النظر الفني المتميز بالقدرة على النفاد للتاريخي العصي على التحوير الإيديولجي,سواء كان متحاملا أو قامعا للفكر والتحول,إن هده التوقيفات عرفها التاريخ الغربي وكدلك العربي.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة المؤسسات
- النقد السياسي للدولة
- الحضارة بين العنف والتسامح
- الشيوعية في العالم العربي
- الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان


المزيد.....




- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...
- فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي ...
- فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس ...
- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الصورة بين المقدس والدنيوي