|
انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 09:54
المحور:
كتابات ساخرة
لاخلاف ابدا ان نكون شيعة نحترم آل البيت ونقدر نضالهم في سبيل رفعة الاسلام ووضع الرجل المناسب في الولاء المناسب وبالتالي فنحن شيعة لان آبائنا كانوا كذلك ولامناص من السير على خطاهم. لاخلاف ان نكون سنة ونحترم كل اتباع المذاهب الاخرى ولانميل الى تكفير من لاتعجبنا افكارهم وبالتالي نحن سنة لأن آبائنا كذلك ولا مناص من السير على خطاهم. وكذلك الامر بالنسبة للدروز والايزيدية والبهائية والهندوس والبوذيين وغيرهم.. هكذا هم بني البشر يتوارثون افكارهم عن آبائهم واولياء امورهم ومنهم من يقول انه وجد ضالته فيها ومنهم من يثور على فكرة ما ويحاول تغييرها وهي بالتالي سنّة الحياة رضينا ام ابينا. نحن نختلف بالمذهب، بالفكر ، بالانتماء الى هذا الحزب او ذاك ، بعضنا يبحث عن مصالحه غير عابىء بما يريده الاخرين ، ولكن.! ولكن لا اختلاف على الانتماء الى الوطن ليس هناك شيعيا يحب وطنه اكثر من السني ، وليس هناك درزيا ينابز بهذا الحب مع زميله البهائي، فالكل يقف تبجيلا لهذا الانتماء تماما كما يقف الحجاج في يوم عرفه امام الله الذي لايسألهم عن مذهبهم ولا يطلب منهم ان يقفوا على شكل طوابير، كل مذهب له طابور ولكل طابور له اتباع ولكل اتباع له مريدين. الانتماء الى الوطن لايمكن الخوض في قدسيته ، انه خط احمر، تجاوزه اعلان الكفر بالقيم والمبادىء. يحلوا للبعض ان ينظّر بالقول: ان الحكومات السنية توالت على حكم العراق منذ مئات السنين فلم نر منهم أي خير بل خلطوا اعتقاداتهم الدينية مع افكارهم الشخصية ومصالحهم الذاتية وطلعوا بطبخة هي اقرب الى الوليد"الخدج" منها الى أي شيء آخر. وهاهم الشيعة يتولون الحكم فلم نخرج منهم الا بالسفاسف وعظائم الامور ،عدا محاولتهم ارجاع القوم مئات السنين الى الخلف عبر تسليط الضوء على مآثر تاريخية عفى عليها الدهر وشرب. واني عل يقين لو الايزيديون تولوا الحكم فسيفعلون مافعله اخوانهم الشيعة والسنة وهكذا الحال مع بقية المذاهب والاديان. من هذا كله نتوصل – او اتوصل انا شخصيا – الى حقيقة ان الانتماء للوطن يجمع الجميع ، فامام هذا الحب يقف الجميع رهبة وخشوعا بل ويصطفون صفا واحدا في محراب حبه غير عابئين بسفاسف الامور. اقول هذا وفي نفسي غصة، فقد انقسم الناس في العراق هذه الايام الى طوائف: طائفة وجلهم من الشباب تبحث عن اصلها في شجرة العائلة وتكتشف ان جذورها من اكارم القوم فتغير لقبها وتبدأ بالترويج له ناسية او متناسية هذه الام العظيمة : العراق. طائفة اخرى رأت ان مذهبها هو الصحيح وهو الذي يجب على القوم اتباعه والا فالويل لمن عصا ناسية او متناسية هذه الام العظيمة : العراق. طائفة اخرى تشعر انها اقلية وعلى اصحابها العمل على الثبات واعلان الوجود عبر الدعوة ظاهريا الى الحوار والنقاش وباطنيا تحّين الفرصة للنيل من الآخر ناسية او متناسية هذه الام العظيمة : العراق. طائفة اخرى تسعى الى السخرية من شعارات الانتماء وكأنها بذور مرض الايد ز فيضحك اصحابها من هؤلاء الذين مازالوا يتغنون بحب الوطن ورشف رحيقه الذي لامثيل له ناسية او متناسية هذه الام العظيمة : العراق. لست بمنأى عن التهمة فانا مثلكم متيم بحب العراق ولكني ابن جاحد لاني لا اعرف كيف امارس هذا الحب وسط هذه الغوغاء اللعينة. فكلما احط قدمي في مرسى اعتقد انه محطة لحب الوطن يطلع لي قوم لاوجوه لهم يقولون لي ساخرين: يا هذا انت قديم وافكارك بالية، تنح عن الطريق ودعنا نمر فلا مجال الان لهذه الخزعبلات التي تتغنى بحب الوطن وبوس ترابه، تنح وخلينا نعبر فالدولار هو حاكمنا الرحيم، اما الولاء الذي تتحدث عنه الى هذا الذي يسمى الوطن فقد انقرض كما ان انقرض انسان النيادرتال.. دعنا نمر .. دعنا نمر ياهذا والا فسوف نسحقك ونبيدك عن بكرة ابيك. الكافر ليس من يشرك بالله او يعصي اوامره بل هو الشيعي الذي يعتقد ان السني كافر والعكس صحيح، ولكن الصحيح ان كلهيما آثمان حين يديرا وجههما عن حب الوطن.. الشريف ليس شيعيا او سنيا او درزيا او يهوديا او مسيحيا بل هو الذي لايساوم على حب شيء اسمه العراق. هل يفكر المحب في اذية محبوبته؟؟ هل يفكر العاشق في التأخر عن لقاء معشوقته؟؟ هل يستطيع الولهان ان يسمح من ذهنه صورة الموله به؟؟ هل يمكن للمتيم ان يكبت حبه عن تلك التي أسرت كل كيانه وجعلته عبدا لها وهو راض ؟؟ هل يمكن للابن ان يسمع امه كلمات قاسية وهو يموج بحبها ويسجد لها كل صباح ؟؟ هل يمكن ، وهل يمكن؟؟ لا ايها السادة لايمكن ذلك واذا كان ذلك ليس ممكنا فنحن في الضفة الآمنة اما غير ذلك فنحن كفرة ومبغوضين الى يوم الدين.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
-
اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
-
التيار الظهري ليمتد
-
ميوشه بين حانة ومانه
-
يامحلى الفول بعون الله
-
تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
-
خلاني الوكت بس اترس وابدي*
-
ويل لكل همزة لمزة
-
سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
-
مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
-
برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
-
الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
-
عركة لابو موزة بالسماء السابعة
-
اعدائي السبعة تبا لكم
-
طويلة العمر ليلى (2)
-
المفلسون اخوان الشياطون
-
ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
-
كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
-
سعودية اسرائيلية في قمة عربية
-
حجا والحمار وأنا
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|