أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم















المزيد.....



المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 18:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم

من هو هذا الثائر المتقدم الذي أتى من عمق شريعة التوراة ينقضها ويبدّل حروفها السوداء بأخرى . فيها الحبّ كلّ الحبّ, فيها الإنسان كما يجب أن يكون. أتى للفقراء المظلومين. أتى للجياع المحرومين. بل وقف ضد الأغنياء لأنه يعرف ما سوف يفعلون. ما قاله عنهم فعلوه بالأمس وحتى اليوم هم فاعلوه. هم وراء فقرنا ووراء أزمات العالم الاقتصادية. هم تجار الحروب والخصومات..

المسيح ثائر من أجل المرضى الذين يحتاجون العون والمساعدة. ومن أجل التائبين النادمين والراجعين عن أخطائهم.. لم يقبل السلطة ولم يأت إليها. دعا إلى التواضع والتماهي مع الذات الإنسانية... رفض القديم ودعا إلى الجديد. قطع روابطه بالماضي وألغى شريعة التوراة .
أكد أنه يحمل رسالة تفرق بين من يؤمن بالقديم ومن يؤمن بالجديد. وأعلنها بصراحة الثائر : جئت لأفرق بين هذين النقيضين ..
لقد وضع حداً يفصل بين شريعة التوراة ومبادئه هو. رفض اليهودية وتشريعاتها..
وبعدها دعا العالم كله لرسالته التي غيرت الوصايا القديمة بأخرى جديدة وقال لتلاميذه اذهبوا للعالم كله.. صار كلامه أمميا إنسانيا شاملاً. طالب بالمحبة المطلقة بين كل البشر ومن كل الأجناس...
ووصل به الأمر ليقول لليهود أنتم غير مؤهلين لدخول ملكوت السموات.. سينزع عنكم وأنتم من أب وهو إبليس. أنت قساة القلوب. اذهبوا عني يا أشرار...


هو تكلم وعبر بصراحة عن مبادئه الثورية التي غيرت وبدلت المفاهيم القديمة التي يؤمن بها أبناء قومه ( اليهود ) وسوف نستعرض بعض الآيات التي جاء بها كدلالة على ثوريته وهدمه للفكر القديم:

- متى 28:11 - 30 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».
وهذا بخلاف شريعة التوراة التي أتت لليهود وميزت اليهودي عن بقية الأمم. وفي ذات الوقت حمّلت اليهودي أعباء شريعته الدموية القاسية!!!..

- لوقا18:4 – 19 «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».
إنه أتى للمساكين لمنكسري القلوب للمأسورين للتواقين للحرية وللمتعبين الباحثين عن أمل في الحياة وراحة لقلوبهم ونفوسهم. أتى بلغة ثائرة واضحة وبليغة.أما شريعة موسى فكانت فقط لشعب الله المختار الذي حظي بنعم الله وحده.لم تكن شريعة التوراة للمرضى والفقراء والمظلومين.ولم تكن لجميع البشر الذين خلقهم الله على صورته!!.

- لوقا6: 24 – 26 وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.
أكدّ أنه جاء ضد ظلم الأغنياء المترفين بجشعهم واستعبادهم للضعفاء. وذهب بعد ذلك إلى ما هو أبعد حين طلب من الأغنياء أن يعطوا أملاكهم للفقراء. لأنه لا أمل لهم في الآخرة إن لم يساعدوا الفقراء ويكونوا أخوة لهم بكل معاني الأخوة التي نادى بها... . دعا إلى مملكة روحية إنسانية, القداسة فيها للإنسان وليس للمال. لأن عظمة الإنسان في عطائه وحبه للآخرين...

- متى 19 :21 – 24 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ. 23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ».

- متى 21 :31 – 32 فَأَيُّ الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐلأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ 32لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ».
دعا الخطاة إلى التوبة ومن يتوب ينال ملكوته وأما الشعب المختار فليس له مكان في مملكته . وهنا بدأ برفض فكرة الشعب المختار مقدّماً الحجة والدليل على موقفه وبشجاعة جلية.بل فضل عليهم الزناة والعشارين لأنهم تابوا ورجعوا عن أفعالهم..

- مرقس 2: 16 – 17 وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» 17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».
بدأ يقدم لهم دروسه الأخلاقية في التواضع ومحبته لكل البشر وخاصة الضعاف منهم لأنهم يحتاجون العون والمساعدة.وهنا نلاحظ إحساس اليهودي بالتميز المستمد من شريعة التوراة. فهم لا يأكلون مع العشارين والخطاة. لأن شريعتهم ميزت بين البشر وجعلتهم درجات وهذا ما رفضه هذا الثائر. فهو أتى للمرضى المحتاجين وللجائعين وللمظلومين والفقراء وكل المعوزين..

- لوقا22: 24 – 26 وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ. 27لأَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ؟ أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ الَّذِي يَخْدِمُ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلَكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدِمُ.
قدم العمل والتواضع على الكبرياء والتكبر الذي ورثوه من شريعة التوراة التي رفضها كليا وبدأ بدحض كل ما جاء فيها...وهذا ما فعله بنفسه عندما قدم درسا لتلاميذه في التواضع الذي يطلبه. فغسل أرجلهم جميعا ومسحها بمنشفة كان متزراً بها. بعكس ما جاء في شريعة التوراة التي فصلت بين البشر فهذا بكر مبارك في عيني الرب وذلك كاهن من سبط لاوي فقط وذاك من نسل داود وآخر ابن جارية وو......

- يوحنا 13: 4 – 15 قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. 6فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» 7أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». 8قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَداً!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ». 9قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي». 10قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». 11لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ لِذَلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ».
12فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ 13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ. 14فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ 15لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً.
حاول أن يوقف طمعهم وحبهم المفرط للمال. وحضهم على عمل الخير الذي يفيد الإنسان. وهذا ما أكده في:

- متى 6: 31 – 33 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.

- لوقا 9: 57 – 58 وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». 58فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِالسَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».
رسالته كانت تبيع الحب فقط فليس لديه مال أو نساء أو أملاك. هو بائع للحب ...

- لوقا 9: 59 – 62 وَقَالَ لِآخَرَ: «ﭐتْبَعْنِي». فَقَالَ: «يَا سَيِّدُائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 60فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ». 61وَقَالَ آخَرُ أَيْضاً: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذِنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي». 62فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ».
لقد عرف أن حاجة الإنسان محدودة لكي يعيش فطلب من أتباعه أن يجتهدوا للوصول إلى هذه الحاجة فقط. وهذه الحاجة سهلة جدا. لذلك أكد على الأخلاق وعلى الروح الإنسانية التي يدعو إليها لتسود بين البشر ثقافة المحبة. طالبهم أن ينظروا دائماً إلى الأمام ولا يلتفتوا إلى الخلف, أن ينظروا إلى المستقبل فقط...

- لوقا10: 3 – 4 اِذْهَبُوا. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.
ومع تقدمه في دعوته الجديدة بدأ يظهر ثوريته أكثر فأكثر وبوضوح تام..

- متى 10: 34 – 38 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأفرق الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَ الْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.

- لوقا 12: 49 – 53 «جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».
عُرف عن هذا الثائر أنه كثير الأمثال وكثير التشبيه في كلامه لإيضاح الفكرة التي يريدها. وهنا أراد أن يقول أنه أتى بفكر جديد وفلسفة جديدة وأخلاق جديدة من يقبلها يصبح مختلفا عن رافضها حتى وإن كان أخوه أو أبوه. وعندما قال جئت لألقي ناراً تابع وفسّر حتى لايفهم خطأ ما قال. أي أن الإيمان بدعوته سيقسم أهل البيت الواحد, البعض يؤمن بفكره والآخر يؤمن بشريعة الناموس القديمة.هو أتى ليقسم بين أتباعه وبين أتباع شريعة الناموس.ولم يأت ليكرس ويثبت شريعة الناموس.

- متى 10: 39 مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.

- متى 11: 12 وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.

- مرقس2: 23 – 28 وَﭐجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «ﭐنْظُرْ. لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ 26كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إلاَّ لِلْكَهَنَةِ وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضاً؟» 27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «ﭐلسَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28إِذاًابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».
لقد كان قارئا جيدا للتوراة ولكل الأحداث التي مرّت بها. كان يعلم أن شريعة التوراة ضعيفة ومتآكلة. فقدم لمنتقديه أدلة على تجاوز أنبياء اليهود أنفسهم للكثير مما فيها. لأنها كانت شريعة موسى وليست شريعة خالق موسى!!!

- لوقا11: 46 – 52 فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَاالنَّامُوسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ. 47وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ. 49لِذَلِكَ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ - 50لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هَذَاالْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِالْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِالْعَالَمِ 51مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّاالَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هَذَا الْجِيلِ! 52وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَاالنَّامُوسِيُّونَ لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ».
هنا بدأ يهاجم شريعة الناموس علنا بأقوال لا تقبل الشك والتأويل. طعن بشريعة السبت وقال لهم أنتم قتلة الأنبياء وأنتم من بنى قبورهم.ومنكم يطلب دمهم..
وبعد أن رفض القديم ونقض شريعة اليهود طالب بنشر فكره الجديد إلى العالم كله. كان ثائراً إنسانياً حكيما عرف كيف يوصل أفكاره معتمدا على نصوص التوراة المبشرة بمسيح قادم كمخلص للعالم وقائد إنساني تسلّح بالإنسانية فقط كسلاح قويّ لنشر أفكاره.أعتنق المحبة وقدسها ودعا إليها واعتبرها أنها الدين الكامل والعبادة التامة..

- متى28: 19 – 20 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ والاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِالدَّهْرِ». آمِينَ.

- مرقس13: 10 وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ.

- متى22: 35 – 40 وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَﭐلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».
يوحنا13: 34 - 35 وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. 35بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ».
افعل بالناس ما تقبل أن يفعلوه لك. فلسفة عميقة ومتطورة في ذلك الزمن الذي عاش به. عاش في عصر الدولة الرومانية وتتلمذ ناهلا من ثقافتها. فتكلّم الحكمة العميقة وامتلك مفاتيح الفلسفة والمنطق..

- متى7: 12 فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُو َالنَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.
لقد رسم وبوضوح طريق ثورته الجديدة القائمة على المحبة والأخلاق. ووضع حاجزاً بين تعاليمه وتعاليم التوراة...

- متى8: 11 – 12 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ 12وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى -لظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».
- متى 21: 43 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.

- يوحنا 8: 44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.
ولكن نجد بالمقابل نصوصا لا تتطابق نهائياً مع شخصية المسيح الواضحة في كلّ نصوص الإنجيل. وتشعر وكأنها خارج السياق العام للمضمون ومنها:

- متى5: 17 – 19 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَاالصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.

- متى23: 1 – 3 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.

- متى 15: 21 – 27 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَا. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «ﭐصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».

إذا ماذا حدث مع هذا الثائر الإنساني حتى يقول كلاماً يتعارض مع رسالته وفكره؟؟..كيف يقول: لم أرسل إلاّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالّة؟؟ ألا تتعارض هذه الآيات القليلة العدد مع رسالته وفكره الواضح؟؟.كيف يقول أنه أتى ليكمل شريعة الناموس التي أبدع في هدم حجارتها؟؟.كيف يطلب من المؤمنين به أن يحفظوا ويفعلوا حسب ما جاء في الناموس ؟؟ !! ولمعرفة هذا التناقض لا بدّ من نظرة شاملة تلقي الضوء على تلك الفترة وخاصة الفترة التي تلت موت المسيح...
إذا ما نظرنا إلى الفترة التي تلت موت المسيح نجد أن المسيح لم يكتب الإنجيل بل طلب من تلاميذه أن يعلموا الذي علمهم إياه. طلب منهم أن يذهبوا إلى كل الأمم يعلموهم تعاليمه. وبعضهم بقي يعلّم اليهود أنفسهم بأن المسيح قد أتى وكان بينكم ورفضتموه. حتى أن الكنيسة نفسها تقول أن إنجيل متى وجه لليهود الذين يملكون خلفية دينية ووعد ا إلهيا بقدوم المسيح. ومن هنا ربما حدث التسريب السابق للنصوص المخالفة لفكر ودعوة المسيح. أي حدث أن اختلف مريدوه بعد موته, في طريقة نشر رسالته . فالمسيحيون القادمون من اليهودية ويحفظون شريعة الناموس أضافوا هذه النصوص ليقولوا لليهود أن المسيح أحبهم وأتى لأجلهم وأنه ميزهم ولكنهم رفضوه وقتلوه . أما المسيحيين القادمين من بقية الأمم فهم غير مضطرين لأن يمالئوا أحداً. فنقلوا رسالة المسيح كما هي . وهذا ما يفسره انقسام الكنيسة وقتها إلى كنيسة أورشليم وكنيسة الأمم ..

المريدون من اليهود كان عندهم حنين وارتباط بيهوديتهم أما الآخرون من الأمم فلم يكن عندهم شريعة سابقة تربطهم وتشدّهم إليها. لذلك ظهر صراع حقيقي بين كنيسة أورشليم وكنيسة الأمم..
حاولت كنيسة أورشليم أن تحافظ على شريعة التوراة باعتبارها صحيحة وأن المسيح أكملها ولم ينقضها. بينما كنيسة الأمم رفضت فكرة أن المسيح لم ينقض الناموس, بل قالت بأن المسيح نقض الناموس وألغى وصاياه. ألغى القديم وأتى بالجديد وقدموا الكثير من البراهين والأدلة التي قالها وعملها المسيح.. والتي تشير إلى رفض المسيح للقديم وعدم وجود تلاؤم ما بين القديم والجديد. ففي قصة الخمرة الجديدة الموضوعة في زقاق قديمة رفض واضح للقديم وعدم دمجه بالجديد الذي أتى به المسيح...
ففي متى 9: 17
وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».


واستطاع أبناء كنيسة أورشليم أن يضيفوا بعض النصوص التي يُستدلّ من تعارضها مع رسالة وفكر المسيح, كما أضافوا كتاب التوراة كاملا إلى الإنجيل لإضفاء القداسة عليه وللتأكيد على أن شريعة التوراة هي كلام الله الذي لا يزول.. ومن أهم الفرق التي كانت تتبع كنيسة أورشليم النصارى الذين كانوا يؤمنون بأن المسيح رسول أتى ليتمم شريعة التوراة وأنّ إتمام الشريعة لا يعني نقضها مطلقاً ولم يعترفوا بإلوهية المسيح كما كانت تعتقد كنيسة الأمم.. انتشر أتباع هذه الكنيسة في شمال الجزيرة هربا من اضطهاد كنيسة الأمم التي قادها بولس الرسول وانتشروا بعد ذلك في كل الجزيرة العربية ومن أشهر نصارى الجزيرة كان القس ورقة ابن نوفل وأمية ابن أبي الصلت..

ومنذ الانقسام الأول للكنيسة, استمرت الانقسامات وتعددت الكنائس. ولو دخلنا بعمق بكل الانقسامات التي أصابت الكنيسة وحللناها لوجدنا أن شريعة التوراة هي السبب الحقيقي وراء ذلك, بما قدمته من اختلافات مع النصوص التي قدمها هذا الثائر (المسيح ) الذي رفض القديم كليا ولكن بلباقة وذكاء لأنه يعلم أن بيئته تربت على الصلف والقسوة. تربت على شريعة فيها القتل أسهل من شرب الماء, وهو يعلم ذلك جيداً..
هو يعلم أن من يدعو يهودياً لعبادة إله آخر يقتل ومن يعمل يوم السبت يقتل, وهو يعلم أن أفكار التلمود كانت منتشرة عند اليهود بكل ما فيها من عنصرية وكره وشهوة للدم. لذلك نستطيع أن نعلم مدى الجرأة والشجاعة التي تحلى بها ومارسها عندما قال: السبت خلق للإنسان ولم يخلق الإنسان للسبت..

مات المسيح بدون أن يكتب حرفاً أو يدوّن كلمة تكون المرجع المطلق لتعاليمه. والاختلاف بعد موته كان عميقا, حتى أن بعض تابعيه وصلوا حدّ الغنوصية التي تعتبر إله التوراة إلهاً شريرا يختلف عن الإله النوراني الحقيقي. فإله التوراة مادي انغمس في القضايا الدنيوية وقاد الجيوش والحروب وميز بين البشر وبين الأخ وأخيه فهذا بكر مبارك وذاك فاقد للبركة!!..
وما وصلت إليه حال كنيسة المسيح من انقسام واختلاف وتمذهب يشير إلى قوة الهجوم المضاد الذي انطلق من اليهودية التي اعتبرت أن المسيح مسح وجودها وألغاها............
هذا الثائر حمل المحبة فقط كسيف في وجه القديم...
وحتى نعرفه تماما علينا قراءة الإنجيل بعيدا عن التوراة و الإقحامات اليهودية في الأناجيل...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّ ملّة عند الله هي الملّة الناجية؟؟
- هل الإله خلق الإنسان ضعيفا أم الإنسان خلق الإله قويا ؟
- الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس
- الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها
- الصنمية توأم الإنسان منذ كان
- قراءة نقديّة للنصّ المقدّس – التلمود ضرورة توراتية
- لماذا أبدع اليهود وفشل المسلمون؟
- القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم