أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة














المزيد.....

ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


لأن انقطاع الكهرباء في مدن العراق اصبح من النكات الفجة فلم يعر الجمهور الذي يعيش في ظلام السرادق هذه الايام الامر اهتماما بل ظل ينتظر سماع قول المقرىء الذي ناح وبكى ليلة امس على البان البجاري وبهو البلدية ومقهى ابو مضر وتومان والسينمات الصيفية في مدينة كانت تسمى ذات يوم ،ثغر العراق الباسم.
وفجأة كبّر القوم وهلللت النساء ورقص الاطفال فقد وصلت الكهرباء الوطنية الى سردق البصرة الذي تقام فيه التمرينات النهائية على كيفية استخدام اللطم المناسب في الصدر المناسب. وباشارة من يد خوجه الداغستاني نائب رئيس التيار الظهري لعلع صوت المقرىء قائلا مرة اخرى:
اما مدينة الدواليب ايها السادة الكرام يااصحاب النخوة والوئام فقد كانت لكل الناس ومن مختلف الأعمار والأجناس الذين كانوا يلهون هناك في الأعياد والمناسبات وأحيانا يبتكر الناس هذه الفرص أو يمددون أوقات الفرح.
والفرجة مجانية، متوفرة لكل من يحب الفرح والمحترفون متخصصون في إيداع السعادة في قلوب الخلق يقدمونها اليك باقات بيضاء، وما عليك سوى عبور القنطرة والاندفاع من أعماقك لمسّ فرط طيبتهم.
تجد هناك كل الألعاب الماكرة، فرارات الحظ و«فوق السبعة وتحتها» والزهر و«اللكو» واختبارات القوة وخيمة السيرك المحلي الذي تنفث فيه نساء غريبات النار من أفواههن وتخرج الطيور والقطط من الصناديق الفارغة وتغرز فيه السكاكين في الجسد دون أن يصاب المرء أذى ، ستتعرف هناك على «تومان» أسطورة المدينة ومهرجها الأوحد بلا منازع وستسمع كل الأغاني التي ترغب وحسب الطلب وسيملأ أذنيك صوت أبو «الدنبلة» وطلبات الجموع بـ «جرخلة» لتغيير الحظ. سيفضون أفواه من تتعثر كلماتهم وينطقون بذكريات ذلك الميدان الساحر وسيتمنون الاستلقاء على وسادة نحل غاضب، من طرح الاقتراح الشرعي بالحديث عن أيام زمان.
فاصل قصير:
( هنا دار القوم دورة كاملة وسط السردق وقفز احدهم الى وسط القوم وكشف عن صدره وكأنه يهيب بالقوم ان يشدوا ازره في اللطم الصامت فيما كانت النساء يولولن بهدوء تمام كالهدوء الذي يسبق العاصفة
وانتظر الجمهور صوت المقرىء ولكن دون جدوى، بعضهم قال بارتجال يبدو ان المقرىء ساند اللطم الصامت بصمته، ولكنهم سمعوا المقرىء من خلال مكبرات الصوت بعد ذلك وهو يبكي بحرارة ما بعدها حرارة، ظل يبكي لفترة طويلة حتى عمت الناس رهبة وتوقعوا امرا جللا قد حدث، ولم تمض برهة حتى سمعوه يقول بتأوه: سامحوني ايها الناس فقد جاء الحديث الان عن " الطبكه" ولم استطع ان اتمالك نفسي فقد تذكرت آلاف العشاق الذين واقسم بكل غال ورخيص لو كتبوا قصصهم لفاقت كل ماقاله قيس ليلى ولفاح عطرها على كل شواطىء الخليج. تنحنح المقرىء بعد ذلك وقال بصوت رخيم:
"العبـّارة او الطبكه» التي تنقل الناس ما بين ضفتي شط العرب كان لها هناك مرفآن، واحد تابع لعبـّارات البلدية وآخر أنشأته جامعة البصرة حين كان مقرها في الشاطئ الآخر الواقع في قضاء التنومة متاخمة للحدود مع إيران تقريبا وكانوا يطلقون عليها أسماء بحارة عرب كابن ماجد وابن بطوطة وغيرهم و«أبوالطبكه» أو سائقها معروف لدى كل أهل البصرة ومن منّا لايعرف ابو مهدي.
ولـ «طبكة» الجامعة حكايات أجيال بأكملها، فمنها عبر يوميا ذهابا وإيابا كل الأطباء والمهندسين والعلماء والمدرسين،ولا يسمح لغير طلاب الجامعة وسيارات الأساتذة باستعمالها (تسع في كل مرة ثلاث سيارات فقط)، وكانت حلم طلاب الثانوية ولا يكلفك معرفة عشاق الجامعة أي عناء، فملتقاهم عادة ما يكون عند الطبكة.
وبسبب بطئها ومواقيت حركتها المحددة، كان الناس، بمن فيهم الطلبة المستعجلين، يستخدمون القوارب التي تسمى ماطورات وهي قوارب خشبية تتسع لأكثر من عشرين شخصا يسيرها ماطور يعمل بالكاز،
وإن تسببت «الطبكة» والماطورات والشط، بابتلاع الكثير من العابرين وغرقهم بحوادث مختلفة، إلا أن اندثارها ضيـّق فسحة الذكريات والأيام الحلوة.
فاصل آخر:
وهنا علا صوت الزغاريد من الشابات السمراوات رغم تحسر امهاتهن على ايام الطبكه ودفئها الرائع. وازداد حماس الشباب في اللطم والنواح معا رغم انهم بدوا للناظر انهم لايعرفون شيئا عن هذه التي تسمى الطبكه وموقعها في قلوب طلاب الجامعة ولكنهم وبحكم تآزرهم مع رفاقهم القدامى شنو حملة لطمية واسعة النطاق شملت الصدر والبطن والسيقان ثم العودة الى فروة الراس.
ولعلع صوت القارىء مرة اخرى بحنان يحسد عليه وهو يساير كلماته مع "الدنبك" وقال:
ألذ ّ المجموعات البشرية التي قطنت البصرة: الخشابة، رعاة «الكيف» وفاكهة البهجة فبرنامجهم الفرح ونهجهم السعادة، أولئك الفتية والرجال السمر الذين يعزفون على الدفوف و«الدنابك» وفي أفضل حال يحمل أكبرهم العود ليضبط الإيقاع على ظهره الخشبي ويوزع الموسيقى بلسانه ،لم ينجب العراق «كاسور» (وهو ضابط الإيقاع) مثل سعد اليابس ولا ينسى أحد فرق الخشـّابة الذين كانوا يحيون أمسياتهم في الشوارع والساحات والفرجة ببلاش.
ويقول الدكتور جمال حسين الكاتب الرائع لهذه الكلمات ان
فرق «أبو دلم» و«حسين بتور» و«ربيــّع» اشتهرت في الثبات طوال الستينات فيما ابتكره أهل البصرة بفرق الشوارع، أو الفرق الجوالة التي انتقلت الى بعض الدول الغربية بعد ذلك.
ولا يطلب هؤلاء الموسيقيون الشعبيون نقودا لإحياء عرس أو طهور أو أية مناسبة أخرى، يكفي أن تمنحهم فرصة للغناء وتعشيهم وتمنحهم «سطل» عرق يغرفون منه حتى الصباح ،وحفلاتهم بلا جمهور، لأن جميع الموجودين مشاركين، كبارا وصغارا يشاركون في الغناء والصفكة البصراوية المعروفة وعندما يقررون العودة بباص خشبي أو مشيا الى بيوتهم، فإنهم يستمرون في الغناء حتى آخر نفس.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة