جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 11:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جميع الناس تبالغ بغض النظر عن الجنسية و القومية و لكن احيانا تتعدى المبالغة جميع الحدود و تكسر جميع الارقام القياسية لتصل الى طاقات الهية رهيبة تفوق كل التصورات. المبالغة في ذاتها ليست الا مزاعم فارغة لا تستند على اية اسس علمية.
الامثال على مبالغة العرب كثيرة لا تعد و لا تحصى فمثلا هناك من لا يرتاح اذا لم يرجع جميع علوم الحياة و البشر الى علي بن ابي طالب و هناك من ينسب الاف الاقوال الى شخص واحد (محمد) بعفوية ساذجة وثقة نفس رهيبة او بالاستناد على طابور طويل و مضحك من الاسناد يبلغ عدده المئات و كأنما عملية نقل المعلومات شفويا اسلوب امين لا تتعرض الى التحريف و التشوية وهناك ميل شديد الى خلق ملاحم كملحمة غسل صدر محمد من الشوائب بمجرد قراءة سورة (الم نشرح لك صدرك) رغم ان انشراح الصدر عبارة لاتدل الا على السعادة.
نسمع كل هذه المبالغات دون اعطاء ادنى ادلة علمية. ثم نرجع و نسمع من يزعم ان محمد افصح الناس في العربية و كانما تغدى معه قبل ساعة وهو الحكم الاول والاخير اهل باصدار الاحكام و فوق هذه المهزلة ينسى الفارق الزمني الشاسع و لا يذكر على ماذا تستند مزاعمه و آخر يقول ان العربية ام اللغات و القرآن ام الكتب و اول انسان على الارض و هو آدم حسب الاساطير الدينية تكلم العربية او ان العربية اغنى و اجمل و افصح لغة في العالم رغم انه لم يتعلم العربية الرسمية مع حليب امه بل تعلمها في المدرسة كاللغات الاجنبية ليستطيع ان ينزل حكمه بكل هذه البساطة و عفوية الطفل.
ولكن العرب كانت تميل الى سرد اساطير الاولين من عاد و ثمود وكما اتهم محمد حسب ما ورد في القرآن من قبل معاصريه لربما بسبب المناخ الصحراوي القاسي الذي يمتلئ بالجن و النجوم و الشعوذة و فتاحي الفال. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو لماذا يبالغ الانسان الى هذه الدرجة لغاية اليوم؟ هل انها من الجهل؟ الم تمر العرب بالجاهلية الاولى و هل هي في حاجة الى جاهلية ثانية و ثالثة؟ هل هي بسبب غرور التوسع الجغرافي و الديني و اللغوي على مساحات شاسعة من ارض العالم ام هي بسبب الواقع الحالي التعس و الشعور بالنقص.
يرجع علماء النفس المبالغة الى تغطية نقص في ثقة الانسان بنفسه ولكني ايضا اعتقد انها تأتي من الجاهلية الثانية والثالثة و الحاجة الماسة الى الاساليب العلمية وتفشي التعصب الديني والقومي و المبالغة مصدرها ايضا الضعف و الضياع و البحث عن هوية جديدة امام التطورات الحاصلة في العالم اليوم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟