أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - لا ل -مواطنة الابتزاز- و -وطنية الارتزاق-














المزيد.....

لا ل -مواطنة الابتزاز- و -وطنية الارتزاق-


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



برز مؤخراً بشكل ملفت للنظر – بفعل التطورات التي عرفها ملف الصحراء وتداعيات – نوع جديد وغير مسبوق من المواطنة، لم يكن متفشياً من قبل. إنها "مواطنة الابتزاز" المستندة على "وطنية الارتزاق".
فلم يعد اليوم هذا النوع "المقيت" من الوطنية والمواطنة يحتاج إلى دليل، وهو، مع الأسف الشديد، لا يزال ينمو ويترعرع كالفطر والطفيليات، من حيث ندري ومن حيث لا ندري. وتلعب هذه "المواطنة"حالياً دوراً خطيراً عنوانه "تسويغ المواطن الابتزازي والارتزاقي" ينظر إلى القضية الوطنية الأولى، التي ضحى من أجلها أكثر من جيل من المغاربة، بالغالي والنفيس، كأنها فرصة مصلحية لابد أن تسفر عن استفادة (مال أو جاه أو موقع أو مصلحة ولو آنية).
في هذه الخانة يمكن تصنيف مَن يُنتجون، من حين لآخر، "البيانات والبلاغات الارتزاقية والابتزازية" لإحراج الدولة وبعض مؤسساتها ليفرضوا عليها تمويل أنشطة وتظاهرات لا تغني ولا تسمن من جوع، لمجرد رغبة في جني قدر من المال أو تحقيق مصالح ضيقة تحت مظلة خدمة القضية الوطنية الأولى أو بدعوى الدفاع عن الحكم الذاتي، وهناك أكثر من مثال في هذا المضمار.
على امتداد حوالي نصف قرن، ظلت إشكالية المواطنة ومضمونها من بين القضايا المهمة المطروحة على ركح السياسة الوطنية بكثير من الإلحاح. علما أن إشكالية "المواطنة" ليست ولا يمكن أن تكون قضية الدولة أو الحكومة أو الأحزاب السياسية فقط،إنها، أوّلاً وقبل كل شيء، قضية مواطن.
فالمغرب ليس في حاجة، على الإطلاق، لأناس "يبيعون ويشترون" في "مواطنتهم" ويتاجرون في "وطنيتهم"، أولئك الذين يريدون أن يكونوا "مواطنين لكن بمقابل" بعد أن حوّلوا القضية الوطنية الأولى إلى أصول تجارية. وإذا كان من الممكن التعايش مع "سياسة البزنس" أو "انتخابات البزنس" أو "ثقافة البزنس" وهلم جرا، فإنه لا يمكن قبول، بأي وجه من الوجوه، وتحت أي ظرف من الظروف " مواطنة البزنس"، وبلادنا تتبرأ من محترفي "مواطنة الابتزاز والارتزاق" ،"براءة الذئب من دم يوسف"، أراد من أرد وكره من كره.
إذن "باسطا" من تكريس هذه "المواطنة المشينة"، لأنه بكل بساطة، إن كل من سوّلت له نفسه الاتجار في مواطنته والاسترزاق بواسطتها، لن يجرّ على المغرب وعلى قضيته الوطنية الأولى، إلا ما لا يحمد عقباه في نهاية المطاف. وما يجب القيام به حالياً، أكثر من أي وقت مضى، هو وضع حلّ فوري لتهميش المؤمنين بـ "المواطنة الصادقة" الذين لا ينتظرون شكراً ولا جزاء على تكريس وطنيتهم الحقة على أرض الواقع، لأنها لا تحتمل أية مساومة، وهم الذين يدافعون على القضية الوطنية الأولى معتمدين على أنفسهم وعلى قوّة صدقية ومصداقية وطنيتهم وانتمائهم. هؤلاء هم الذين من واجب الدولة والقائمين على الأمور الاهتمام بهم عوض الاهتمام بمحترفي "مواطنة الابتزاز و الارتزاق" الذين لا يتحركون خطوة واحدة إلا بعد أن يحرجوا الدولة أو إحدى مؤسساتها ويضغطوا عليها بشتى الوسائل لتوفير لهم الأموال للقيام بذلك.
ولنقولها بصراحة، المغرب لا حاجة له لمثل هؤلاء الذين يسترزقون باعتماد "مواطنة الابتزاز" و"وطنية الارتزاق" لأنهم بتصرفهم هذا حكموا على أنفسهم بأنهم ليسوا أهلا لحمل صفة "مواطن المغرب" الحق وعليهم البحث على رقعة جغرافية أخرى للاتجار في "الوطنية" و"المواطنة" التي يعتنقونها.
واقع الحال هذا يجرنا إلى تساؤل كبير بخصوص العلاقة بين المواطنة والحقوق والواجبات: إلى أي حد يمكن اعتبار المواطن المغربي واعياً بأهمية وخطورة موضوع المواطنة؟ وإذا كانت درجة هذا الوعي متدنية فما هي درجة مسؤولية الدولة والحكومة والأحزاب السياسية التي تقع على عاتقها دستورياً مهمة تأطير المواطنين؟
في انتظار الجواب على هذا التساؤل وجب التنديد بتجليات "مواطنة الابتزاز ووطنية الارتزاق" لأنها شكلت– ولا تزال – نغمة نشاز مزعجة في نهج التعاطي مع ملف الصحراء سواء داخليا أو خارجياً.
وفي آخر المطاف، إن مثل هذه الممارسات لا تختلف، في الجوهر، عن ممارسات خصومنا، مادام قاسمها المشترك هو الوجه الابتزازي والارتزاقي في القضية، كل من موقعه ومعطفه المرجعي، إذ أن عصابة محمد عبد العزيز همّها، الأول والأخير حالياً ،هو الاسترزاق والاستنفاع بالقضية على حساب ساكنة مخيمات تندوف، أطفالا ونساء وشبابا.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد
- رئيس جمعية -الصحراء المغربية- يدعو إلى إطاحة النظام الجزائري
- رفع اليد عن ملف الصحراء والحوار مع الانفصاليين
- الأعيان يغتنون والشباب يتمردون، فما العمل؟
- المغرب :شؤون عسكرية
- هل حياة فرحات مهني -القبايلي- في خطر؟
- العقار والسكن بالأقاليم الجنوبية بالمغرب
- الحق في الولوج إلى المعلومة بالأقاليم الصحراوية المغربية
- الأحزاب السياسية لا يمكنها بلورة نظرية وتصور ورؤية حول «الجه ...
- البروفيسور حكيمة حميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا ...
- غليان ،غضب و سخط...و فيضانات
- هل حان الوقت لرفض السلطة التي توفرها أساليب الارتزاق السياسي ...
- الأحزاب السياسية بالصحراء العين بصيرة و اليد قصيرة
- أية جهوية يريد المغرب؟
- اختلالات تغتال الأمل
- الفراغ السياسي يسمح لمحيط الملك بالإثراء غير المشروع
- مظاهر الثراء و الجاه والسلطة والنفوذ بالمغرب السعيد
- هل الدبلوماسية المغربية تتصحر؟
- نشأة -البورديل- بالمغرب
- أبرز المطبوعات المغربية الناقدة تواجه مصير الإغلاق


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - لا ل -مواطنة الابتزاز- و -وطنية الارتزاق-