أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليم - قصة قصيرة / كِلاب ولكنْ !














المزيد.....

قصة قصيرة / كِلاب ولكنْ !


حسين سليم
(Hussain Saleem)


الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 12:35
المحور: الادب والفن
    




- " انظرْ هذهِ صورُ مِن حفلةِ تخرّجِهِ !" قالتْ (روز) .
- "أيُ تخرّج؟" استغربْتُ وأنا ابعدُ حزنَ عينيّ عنها.
وهناكَ ثلاثةُ كِلابٍ على شكل ِدمى ٍتقعُ على ركن ِالمنضدةِ،تسترقُ السمعَ، ألوانُها مختلفة ُ، الأولُ: قهوائي بوجهٍ فاتح ٍ، والأخر ابيض بأذنين وعينينِ سوداوينِ ،و أما الثالثُ ، فكان ابيض بأذنين قهوائيتينِ ، وكلبٌ رابعٌ اسود يقفُ على منصةٍ عالية من الزجاج ِ. قالت: "دورة ٌلكلبي( جان) في حسن ِالسلوك، أسبوعان لا غير في مدرسة ِالكلابِ".
صورُ كِلاب ٍكثيرة ٍمعلقة ٌفي المكتب، صغيرة وكبيرة،بأشكال ٍومواضع َمختلفة ، تختلف ُعن الكِلاب التي رايتـُها فيما مضى من حياتي، كلابـُنا مسعورة ٌ تنهش ُلحم َالبشر وتفترسُه ببساطة .
تركتْ المجلدَ عندي، وقالتْ عندَ باب ِالمكتبِ: وحين َتنتهي منه، ضعْهُ في درج ِ خزانتي.
تذكرتُ ألأخبارَالواردة : انَّ كلابَنا صارتْ أكثرُ وحشية ، وإنها تعدُّ بمئات ِالآلاف، تقتحم ُالأبوابَ المفتوحة ، كما إنَّ مرضَ السعار ِالمعروف ِبداء ِالكَلَبِ صارَ وبائيا وانه تسببَ في قتل ِ احد َعشرَ طفلا. سألتُ . قالوا ليّ: إننا لا نرفقُ بها، وانّ سنواتِ العجاف ِزادَتْ من وحشيتها.قبلت ُمجاملا وراسي يحملُ أوجاع َ أخبار الذبح ِعلى الهوية.
قال الكلبُ القهوائي ذو الشعر ِالطويل ِ: الليلة ُلدينا سهرة ُطويلة ُمع الاستاذ.
أ ُصبتُ بقشعريرة ٍحينَ سمعْتُ مفردة َالسهرة . تقدمتْ خلفـَه الكلابُ، تتراقصُ مقتربة ًمن مجلد الصور ِالمرمي على المنضدة ، حيثُ وضعَتـْه ( روز).
أخافُ من الكلاب منذ ُنعومة ِأظافري، وقد عمقـَتْ الكلاب " البشرية " هذا الخوف َفيّ، فصارَ خوفي مضاعفا. وعلى الرغم ِمن إنّ الكلاب َهنا ، في مدينة ِ(مانشستر)، وديعة ُويتعاملُ الناس ُمعها بمنتهى الرقةِ إلا انّ الخوفَ ظلّ يلازمني أينما حَلَلْتُ ،فكانتْ تطاردني حتى في المنام ، فالكلبُ الأسودُ ظلّ يلاحقني وهو يحاول افتراسي مراتٍ ، اذكرُ آخرَ مرّة ، أفقتُ مرعوبا إذ قضمَ فيها أصبعي ، بعدَ انْ أبعدْتـُه عن نهش ِجسدي .
قالت أمي حينها :فألُ نحَس ٍ.
كان الفألُ حفلة ً!
ألحّتْ الكلابُ الأربعةِ متسائلة ًبتشوق ٍوهي تحيط ُبالمجلد ،حضرة الاستاذ ! الا ترينا الصورَ !
همتُ بتقليب ِالصور ِواحدةٍ اثرَ الاخرى ، فيما دستْ الكلابُ انوفـَها قبلَ عيونـِها .
قال الابيض :" لماذا يداك ترتعشان يا أستاذ؟".
قلت :" اقيمتْ لي فيما مضى من الزمان حفلة ُارتسمتْ احداثـُها الان امامي".
- "وهل كانت مع كلابٍ أيضا ؟".
- " كانت كلابٌ بشرية ".
استغربَ الكلبُ الأسودُ:" كِلابٌ بشرية !"
- "بلى اذا اردتَ انْ تهين َشخصاً ما ، تقولُ له كلب ، واذا اردتَ انْ تضيفَ تقولُ له، حيوان، كلب ابن كلب ".
ضحكوا وحركوا رؤوسَهم يمينا وشمالا.
- "لا تستعجلوا ! فالكِلاب ُفي بلديَ الأول، مخيفة ٌوعدوانية ".
- " لماذا ؟".
- " الحقيقةُ قبلَ الآف السنين لمْ تكنْ كلابـُنا هكذا ".
تساءلت ْالكلابُ:" وماذا جرى ؟"
اجبتُ بحسرةٍ:"تغيّر النّاسُ فتغيّرتْ معهم كلابـُهم !"

قالَ الاصغرُ ذو الإذنين البنيتين :" فتساوى النّاسُ و الكلابُ ".
- "بلى".
اردفَ كبيرُهم القهوائي : " الآنَ أدركـْنامعنى عبارتـَك الكلاب البشرية ، لكننا لم نعرفْ الحفلة ".
- " ساقولُ لكم حين َنرى الصورَ".
- " شوقـْتـَنا ".
وبدأتُ اقلبُ الصورَ: (الكلب ُعلى الكرسي بجوارها )،
قال َالكلبُ الابيض ُ: "انّه ينعمُ بجلسةِ آدميةِ ".
- " بلى ادميةٍ ، كنتُ اجلسُ على كرسي، في غرفةٍ صغيرةٍ ، لا مجالَ هناكَ للنفاذ ِمنها ،اذ كانت هناك ثمانية ُكلابٍ ، بوجوه ٍمختلفة ٍ، أحاطـَتـْني من كل ِجانب ، كلٌ ينبح ُبطريقتِهِ ، تتنافسٌ في نباحِها أمامَ الكلب الكبير ِ،
( كلبُ يتزيّنُ بربطةِ عنق )،
قالَ الاسودُ:" انّه وسيمٌ". مزقتْ الكلابُ ملابسي،
( الكلبُ يضع نظارة ًعلى عينيه و يجلسُ أمامَها )،
قال الكلب ُالأبيضُ: "انّه صديقـُها ".
أجلسوني على ركبتيّ امامَ كبيرِهم، امسكَ نظارتي وسحقـَها بحذائِه وقال : ساسحقـُك اليومَ ولنْ ترى النورَ مرّة ًاخرى ، ساجعلـُه بلا حياة ، وهو يشيرُ الى عضوي، فيما كانَ جروُ صغيرُ يرسم ُبقلم ٍعلى بطني تشكيلاتٍ مختلفة ً قلتُ له وانا ابتسم ُ: هو اساسا للبول ِفقط ،
( يرفعُ الكلبُ ساقـَه للتبول )، ازدادَ نباحُه وطبعتْ مخالبـُه خطوطا على صدري ،
(الكلبُ يقفُ بجوار ِشهادتِه)،
وبداتْ الكلاب ُالمحيطة َبه بالنباح ِايضا ،
(الكلبُ أمامَ كعكةِ الميلاد )، كنتُ كعكةً تناولـَتـْها المخالبُ،
( يوقظـُها في الليل ِلغرض ِالتبول ِ)، كانَ عليّ ان ْاخرجَ من المرحاض ِقبلَ نهاية ِالعدِ الى العشرة وإلا جُلدتُ بالسوط ،
(ينامُ على سريرٍتحيطـُه الالعابُ) ، كانَ لي ملاءة ًواحدة ً، هي السريرُ والغطاءُ والوسادة ،(له حبلُ تمسكُ به ِاثناءَ التنزه ) ، ربطوا يديَّ من خلف ِظهري بالحبل ،
(والكلبُ يلعبُ و يقفزُ من خلال ِحلقةٍ دائريةٍ تمسكـُها روز ) ،علقَ جسدي بالحبل ِفدارتْ أكتافِي إلى الخلف ،
(اخذ َالكلبُ يضعُ مصابيحَ الزينةِ على شجرة ِالميلاد )، كانتْ الصدماتُ الكهربائيةِ تهزُ بدني العاري،
(و الكلب يلعب بالثلج) ، يرمي ماءً على جسدي َالمتعب ".
اغرورقتْ عيون ُالكلاب ِبالدمع ِ، وانا ا طوي مجلدَ الصور ِ. وضعَ احدُالكلابِ فمَه على يدي يشمُّها ويلعقـُها ، فيما اقتربـَتْ البقية ُمني أكثر وهي تحضنُ صدري ،
والسؤالٌ يراودني: ما الفرقُ بين كلابـِنا وكلابـِهم ؟


اريزونا / 2010



#حسين_سليم (هاشتاغ)       Hussain_Saleem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليل الكلام :للتيار الديمقراطي جريدته أيضا !
- قليل الكلام:أسبوع للصحة العامة !
- قليل الكلام:لا تنسوا الشمعة والوردة !
- قليل الكلام:الأخلاق والصحة العامة
- قليل الكلام: متى تعود البامية العراقية الى عراقيتها؟
- صدق الناس يا عزت* !
- صدق الناس يا عزت* !
- قصة قصيرة / السّبحة
- الشيوعي العراقي والانتخابات
- حكاية عشق عراقية ▪
- من وحي ثورة العشرين
- تقاليد الحزب في الدولة !
- امنيات في العام الجديد ( 1 )
- اجتياز حدود
- سفينة جواد
- قليل الكلام : قنينة غاز ومجتمع مدني !
- قليل الكلام ... آ وليس هوحزبنا الجديد ؟!
- قصة قصيرة / في حضرة حمورابي
- قصة قصيرة جدا
- ! ملعون ذاك الذي يطرب سجانه


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليم - قصة قصيرة / كِلاب ولكنْ !