|
التيار الظهري ليمتد
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 11:43
المحور:
كتابات ساخرة
اجازت الحكومة العراقية قبل ثلاثة ايام تيارا اجتماعيا جديدا للعمل مع بقية التيارات المعاصرة من اجل نهضة العراق من كبوته الحالية ورفع رايته عاليا نحو المجد والسؤدد. وقال بيان صادر من رئاسة مجلس الداخلية لشوؤن الاحزاب والتكتلات ذات الطابع الايدلوجي وصلت الى رئيس التيار نسخة منه : بعد الاطلاع على اهداف وبرامج التيار الظهري ذات المسوؤلية المحدودة وانطلاقا من صلاحيتنا تقرر اجازة هذا العمل شريطة ان يعمل ضمن الاهداف التي اعلن عنها. وفي مؤتمر صحفي عقده رئيس التيار بهذه المناسبة اكد على ان تياره سيعمل على تنفيذ برامج واهداف مشتركة مع القوى الاعلامية الاخرى وفي اطار الوحدة الكاملة في تغطية كافة الاخبار المحلية والعالمية لطميا. وأكد على ان مريدي هذا التيار متخصصون في تنفيذ برامج "لطمية" حسب نوع الاخبار الواردة مشيرا الى ان مجلس ادارة التيار استضاف العديد من المتخصصين في برامج استراتيجية للنواح السلمي والبكاء العلني واللطم الصامت، كما عقدت محاضرات على جانب كبير من الوعي والكفاءة لارشاد الانصار المتقدمين واعضاء الشعب والفرق الى كيفية الشروع في تنفيذ برنامج التيار الظهري دون معارضة سياسات التيارات الاخرى. وقال رئيس التيار الظهري حسون الداغستاني - وهو من اصل عراقي عن اب وجد – ان تياره سيعمل على متابعة الاخبار العالمية والعربية والمحلية وتكييف انواع اللطم والنواح والبكاء الخاصة بها مؤكدا على ان هذا التيار لايملك نزعة سياسية او راديكالية او امبريالي او شيعي او سنية ولا حتى يميل الى العلمانية كما اشيع مؤخرا. واضاف انه تم بناء سرادق متفرقة في مدينة بغداد ومنها سردقان في حي التنك والعيواضيعية وسردق في ساحة ام البروم بالبصرة وسردق صغير آخر في حي الطرب في هذه المدينة ايضا ، ومن المؤمل ان نبني سرادق مماثلة في المحاظات الاخرى وسوف نركز في البداية على محافظات كركوك ودهوك وبابل وذي قار. ووجه رئيس التيار دعوة حارة الى كل الاعلاميين لحضور اول تجمع وطني لايناء هذا التيار البررة في حي التنك بعد 48 ساعة من هذا الاعلان مؤكدا على ان هذا التجربة الفريدة من نوعها في الشرق الاوسط سوف تساهم الى حد بعيد في ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية والاسراع بتحالف جميع القوى العاملة. وحول سؤال عن علاقة مصطلح اللطم بالمناسبات الدينية المختلفة والتي لايحصى عددها قال الداغستاني اننا نؤكد من جديد على مفهوم اللطم وشق الصدور في ادبياتنا ليس له اي طابع ديني ولسنا مخولين من المرجعيات في قم والنجف والكوفة والمنطقة الخضراء لممارسة اي طقس ديني والامر ببساطة كما بينت ادبياتنا نوع من الاحتجاج الصامت والتاكيد على وجودنا في الساحة بعد ان تم تفريغها من جميع القوى المؤهلة لذلك. وتابع مراسل صحيفة "الليل" التقدمية واسعة الانتشار تغطية مراسم افتتاح مقر هذا التيار في اول سردق بني في حي التنك بجهود فردية وتبرعات من اهل الخير اصحاب سيارات التاكسي وعمال المساطر. ونقل المراسل تفاصيل هذا الافتتاح بشكل تفصيلي ومكرر في بعض الاحيان مما يثبت انحيازه الكامل لسياسة هذا التيار ولكننا سنقتطف منه بعض الفعاليات التي نراها تحوز على رضى القراء الاعزاء. في بداية الحفل اعلن رئيس التيار بكلمة مشهودة افتتاح اولى الفعاليات بقراءة الخبر التالي وهو يصيح: من يصدق أن رئيسا للجمهورية يمكن أن يزهد فى المنصب، ويقرر أن يتركه لكى يتفرغ للتعبير عن عشقه للشطرنج؟ الأولى الزهد فى المنصب معقولة فى غير بلادنا بطبيعة الحال(لطم خفيف) لكن الثانية غير معقولة فى أى مكان بالكرة الأرضية، باستثناء روسيا الاتحادية، هذا حدث مع كيرسان ايليو مجينوف رئيس جمهورية «كالميكيا» الروسية التى تتمتع بالاستقلال الذاتى وتقع على ضفاف بحر قزوين، (أغلب سكانها من البوذيين) "لطم اشد قليلا. اكمل الرئيس صائحا: السيد إيليو مجينوف يرأس جمهورية كالميكيا منذ سبعة عشر عاما (انتخب عام 1993) لكنه انتخب رئيسا للاتحاد الدولى للشطرنج بعد فترة قصيرة من توليه المنصب فى عام 1995، حيث عرف عنه هوسه باللعبة وذيوع شهرته كلاعب ماهر (طلم اشد ). وطوال السنوات التى خلت ظلت تتنازعه الرغبة فى التفرغ للهواية التى تعلق بها وعشقها، ويبدو أنه فقد حماسه لرئاسة الجمهورية مؤخرا، فأعلن أنه لن يطلب التجديد لنفسه، مكتفيا بأربع ولايات أمضاها فى منصبه ( لطم شديد الفعالية). الذى حدث فى ألمانيا أقل غرابة، وإن اعتبر فى بلادنا من العجائب فى عالم السياسة. ذلك أن الرئيس الألمانى كريستيان فولف الذى انتخب لمنصبه فى 30 يونيو الماضى واجه مشكلة فى تعليم ابنه، حين اضطر إلى الانتقال من هانوفر حيث مقره وموطنه الأصلى إلى العاصمة برلين لتولى مهام منصبه. إذ حاول إلحاق ابنه الصغير «لينوس» بإحدى الحضانات الحكومية ذات الأسعار الرمزية، لكنه لم يجد مكانا له، فاضطر إلى تسجيل ابنه على قائمة الانتظار لحين خلو أحد الأماكن، حيث تشير الإحصاءات إلى أن فى برلين نحو 117 ألف مكان فى رياض الأطفال، مقابل نحو 152 ألف طفل لمن هم تحت 6 سنوات أما الذين تحت 3 سنوات فإن الأماكن المتوافرة لا تستوعب منهم سوى 43٪ من أطفال المدينة، وبسبب من ذلك يوضع عشرات الأطفال كل عام على قوائم الانتظار حتى تتوافر لهم الأماكن فى الحضانات أو فى المدارس الابتدائية (لطم يسمعه سابع جار). ولأن الرئيس الألمانى خارج مكتبه مواطن عادى شأنه شأن غيره من خلق الله، فإنه عجز عن إلحاق طفله بحضانة الحى الذى يقيم فيه، وحين تحدث عن هذا الموضوع إلى وسائل الإعلام فإنه ذكر أن منصبه يحظى باحترام كبير حقا، لكن ذلك لا يعنى أن يغير من نمط حياته هو وعائلته، أو أن يعاملوا معاملة خاصة تميزهم عن غيرهم من المواطنين ( لطم على الواقف). فاصل: طلب الرئيس من الانصار تغيير نوتة اللطمية الى النوع المذكور في بند رقم خمسة دال ، وبعد ثوان من الصمت صاح الرئيس: خرجت تظاهرة في البصرة قبل يومين احتجاجا على سوء ادارة محافظ البصرة شلتاغ ابن عبود وطالب المتظاهرون تنحيته عن الحكم ولكن صياحهم ذهب ادراج الرياح فلا هو طار ولا اعضاء مجلسه بل طار المتظاهرون كل الى بيته ولهذا اهيبوا بكم ان تلطموا بقوة دون ان تدقوا بيسراكم على روؤسكم خوفا من الاغماء. وابتدأ الانصار – حسب رأي المراسل – باللطم المريح ثم اللطم الصامت ثم رمي الكراسي بعيدا ، اي خارج السردق، وكشف الصدور بعد ان تأكد معظمهم من عدم وجود الجنس الآخر المحرم دخوله لمثل هذه المناسبات. وقال المراسل ان هذا اللطم استغرق اكثر من ساعة ونصف وبشكل صامت يبعث الرهبة في النفوس. وكانت قوى الامن الداخلي قد احاطت بسور السردق دون ان تتدخل في شوؤن الانصار وحركاتهم التي اثارت شيئا من الريبة لدى قائدهم الذي حاول الاستفسار عن معنى كلمة اللطم الصامت ولما لم يتلق اية اجابة عاد الى خارج السور وهو فاتح فمه استغرابا ودهشة والتي زادت حدة بعد ان علم ان الكهرباء لم تنقطع عن هذا السردق الذي تم صرف " نص ميغا" من الكهرباء لساكنيه قبل يومين.واضاف المراسل ان الانصار ارتاحوا قليلا وشربوا من الماء النقي لاول مرة في حياتهم حيث اشاد رئيسهم بالجهود المبذولة مؤكدا ان هذه الجهود لن تذهب سدى في الجمعة المقبلة حيث ستتم ممارسة البكاء فقط على الجيولوجيين الذين تخرجوا في جامعة بغداد قبل سنتين واصبحوا متخصصين في حساب عدد الكيلومترات التي يمشونها يوميا من البيت الى المقهى ومن المقهى الى الشوارع الخلفية ومنها الى الحدائق الخاصة ثم البحث في آخر الليل عن (واسطة) كبيرة لتعيينهم!!. وكرر الرئيس دعوته لرجال الاعلام لزيارة سردق الانصار في العيواضية الاسبوع المقبل والذي سيشهد احتفالا مهيبا بمناسبة مرور 212 يوما على عدم وجود دولة عراقية والانجازات التي تحققت خلال هذه الفترة.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميوشه بين حانة ومانه
-
يامحلى الفول بعون الله
-
تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
-
خلاني الوكت بس اترس وابدي*
-
ويل لكل همزة لمزة
-
سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
-
مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
-
برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
-
الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
-
عركة لابو موزة بالسماء السابعة
-
اعدائي السبعة تبا لكم
-
طويلة العمر ليلى (2)
-
المفلسون اخوان الشياطون
-
ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
-
كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
-
سعودية اسرائيلية في قمة عربية
-
حجا والحمار وأنا
-
اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
-
انا عراقي والسيستاني عراقي!!
-
ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|