أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمينة النقاش - السؤال المحوري الغائب














المزيد.....

السؤال المحوري الغائب


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإدارة الأمريكية عجزت عن ترشيد سياسة البشير فتبنت رغبة الجنوبيين في الانفصال (في الصورة: لاجئون سودانيون في مدينة أكوبو، أيار 2009)

عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية عن رغبتها في أن ينفصل جنوب السودان، وتواكب هذا التعبير مع الحملة الأمريكية التي تقودها إدارة الرئيس أوباما، لإغراء الحكومة السودانية ببعض الإجراءات، لكي لا تضع أي عراقيل أمام الاستفتاء الذي سيجري بعد أقل من أربعة أشهر في التاسع من يناير القادم حول حق تقرير المصير للجنوبيين، والذي تشير معظم التوقعات إلى أنه سينتهي بانفصال الجنوب، وتشكيل دولة أفريقية جديدة طبقا لاتفاقية نيفاشا للسلام التي وقعت برعاية أمريكية وأوروبية عام 2005.
إدارة الرئيس الأمريكي أوباما عبر مبعوثه إلي السودان الجنرال «سكوت جريش» تشجع حكومة الخرطوم على المضي قدما في إجراء الاستفتاء في موعده، ودون عقبات، في مقابل تحسين العلاقات الأمريكية معها، ورفع اسمها من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، ومدها بمعدات أمريكية متطورة في مجال الزراعة والري، وإعفاء السودان من ديونه الخارجية، ووقف المقاطعة فيما ليس له علاقة بتصدير البترول، ورفع التمثيل الدبلوماسي معها إلى مستوى العلاقات الكاملة، وقد علق الجنرال «جريشن» على تلك السياسة تجاه الخرطوم بقوله «إننا نقدم الجزرة والعصا إلي الشمال، نقدم لهم إغراءات لتحسين العلاقات بين بلدينا، فإذا رفضوها يكونون قد عاقبوا أنفسهم، وآنذاك تتحول الجزرة إلى عصا».
تأتي هذه التصريحات وغيرها، بعد أن تصاعدت الأصوات التي تدعو الحكومة السودانية لعدم إجراء الاستفتاء في موعده، بعضها إداري يتذرع بعدم الاستعداد الكافي لإجرائه، وبعضها الآخر سياسي، يشكك في قدرة الجنوبيين علي إقامة دولة، ويحذر من أن مآلها هو أن تكون دولة عدائية، للشمال تنفذ أجندة أمريكية وإسرائيلية، كما أفتت هيئة علماء المسلمين بأن إجراء الاستفتاء من الأصل حرام شرعا، وهي الفتوى التي أفسح لها الإعلام الحكومي أبوابه وروج لها، بعد أن داهم حكومة الإنقاذ الوقت، وأصبح عليها أن تتقبل بعد أقل من مائة يوم حقيقة مرة هي انفصال الجنوب، بعد فشلها على امتداد خمس سنوات منذ توقيع اتفاق السلام في اتخاذ السياسات التي تجعل قضية الوحدة هي الاختيار الأمثل للجنوبيين.
لم يعد السؤال المركزي الآن هل سيفصل الجنوب أم لا، بل هو ماذا بعد الانفصال؟ ولا تكفي إجابة عن هذا السؤال، أن يحمل رموز حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والصحف الموالية له، الولايات المتحدة الأمريكية المسئولية عن تشجيع حدوث انفصال الجنوب، إذ الصحيح أنه ليس من مصلحة إدارة أوباما الحالية، أن يتفتت السودان إلى دويلات تجلب معها عوامل زعزعة الاستقرار وسط قارة تحفل بالمصالح الأمريكية، كما تضيف إلى ورطاتها في مواقع الاضطرابات في أفغانستان والعراق عبئا جديدا، وواقع الحال أن الإدارة الأمريكية، بعد أن عجزت عن ترشيد سياسة الرئيس السوداني البشير، تبنت رغبة الجنوبيين أنفسهم في المضي قدما نحو الانفصال، ثم أعلنت مؤخرا سياسة العصا والجزرة لحفز «البشير» على عدم نقض العهود والتمسك بتنفيذ بقية بنود اتفاق السلام مع الجنوبيين.
من مصلحة الحكومة السودانية الآن العمل على إجراء الاستفتاء في موعده، والكف عن تصريحات مسئوليها، التي تؤجج البغض والكراهية والعداء بين الجنوبيين والشماليين، وأن تهيئ الأجواء في الفترة المتبقية حتى إجراء الاستفتاء، لكي يتم بسلاسة تكسب الجنوبيين ثقة الخرطوم، كي يمكن بعد ذلك حل القضايا المتنازع عليها بالتوافق والتراضي وبينها ترسيم الحدود وتعداد السكان، وكيفية توزيع الثروة البترولية، إذ المعروف أن 70% من الدخل القومي السوداني يعتمد عليها، فضلا عن قضايا اقتسام الديون واللاجئين.
فإذا لم يكن هناك مفر من قيام دولة أفريقية جديدة في جنوب السودان، فليكن الرهان على أن تكون دولة صديقة للشمال وللعرب!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورثة الجماعة
- نداء لإنقاذ معهد الكبد فى مصر
- محمود أمين العالم: المجتمع المصري في حاجة إلي حزب شيوعي والث ...
- عندما تحكي شهر زاد
- -( وثيقة تنظم البث الفضائي ) إعلان مباديء أم إعلان حرب؟
- المفكر سمير أمين ل «الأهالي»: الطبقة الحاگمة في مصر تابعة بإ ...
- شاهندة حين تحكي
- السودان بين حصارين
- الزهد حتى المنتهي
- بدلاً من القفز نحو المجهول
- التلويش السياسى
- أولويات المعركة
- أجواء سبتمبرية
- أشواق السودان
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمينة النقاش - السؤال المحوري الغائب