امنة محمد باقر
الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 09:53
المحور:
الادب والفن
لا ادري ان كان الحر قد رحل ... تماما ... ام هو احساسي فقط ... بقدوم الخريف ...
لم تعد الشمس بقادرة على المباهاة كالسابق ... هاقد وهنت وضعفت ..... وتسلل الخريف .... نسماته تبسط اياديها الحالمة .... على وجوهنا ......... وعطره يملأ الاماكن ............ كلها ........ فرحت كثيرا .....كأن ضيفا محببا قد عاد.... وعدت الى الحياة من جديد ........ بعد ان احرقت حرارة الصيف .... حتى مزاجي !! هل احس الجميع بقدومه ، ام انني احلم ام انه انذار مبكر ....... ورحلت الكآبة القديمة ............... لا استطيع ان احتمل الصيف المقيت اربعة اشهر ....... طوله كالنهر وحره كالقهر ........
رجعت الشتوية .... وعادت معها صور ملأت مخيلتي عن ضيف وسيم كان يزورنا ... يترك كل مافي بغداد ويأتي لزيارتنا ..... او يذهب مودعا .... في روتين ............ كان يملأ حياتنا بهجة ..... الامير الجميل الذي ماعاد بيننا ....
رجعت الشتوية .... وملأت مخيلتي صور عن بدايات الاعوام الدراسية .....او بداية عقد عمل جديد ....او سفرة هنا ... وحكاية هناك ........
رجعت الشتوية .... التي اعادت انتمائي الى حياة بت امقت كل ما فيها .... حتى الكلمات ... التي سامرتها طيلة عمري .... وعادت معها ذكرياتي عن جوزفين ونساء صغيرات .... كبرياء وهوى .... وجين اير ...... وبين مدينتين ... وآنا كارنينا ... رجعت الشتوية ..... ومذكرات فتاة رصينة .........
رجعت الشتوية ..... لم يأتي الاول من نوفمبر بعد ...... ولست املك حاسة الشم !! ولكن الشارع الذي اعتدت ان امشيه الى عملي .... والصباح المبتسم الجديد ....... والشمس التي ارتدت وشاحها كالجدة العجوز ...... وما اخبرتني به ... الشجيرات ..........
رجعت الشتوية ........ واكتوبر يبتسم ضاحكا... في مطبخنا الصغير ... بانتظار قدح الشاي الدافئ ...حيث نتسامر كي ننسى برودة اوقاتنا ......... !
#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟