أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا حمد جاسم - باكراً كعادتي أغادر أسمال فراشي














المزيد.....

باكراً كعادتي أغادر أسمال فراشي


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


باكراً كعادتي أغادر أسمال فراشي..حياة بسيطة تبدءا بحركات للجسد والذهن
نافذة غير محكمة الإغلاق تداعبها نسمات حارة صيفاً باردة شتاءً
منظر مألوف بين أغصان سدره عاليه تتخللها خيوط شمس بعيده لم تنبلج بعد كاملة..زقزقات قريبه وأخرى بعيده مع سعلات هنا وهناك من سطوح وغرف وطرقات ضيقه وأصوات مختلفة لكعوب مسرعه وشطحات لنعالات مختلفة النغمات باختلاف المواد التي صنعت منها ..بقايا إطارات سيارات أو بقايا جلود...صمت أغصان لم تقوى النسمات الفقيرة على تحريكها لتخرج من بين أوراقها الخضراء واليابسة بعض حفيف
عصافير لاهثة تبحث عن بقايا ما تركه متسكعي الليلة الماضية من بقايا أكل أو بصاق أو تفريغ بطون غالبها نعاس الكحول فأفرغت ما علق فيها من بقايا المقبلات والمطيبات.
لحظات تعيشها لوحدك في محيطك لأن السواد الأعم لايزال يغط في سبات تعلم عليه منذ نعومة أظفاره...يشق الصمت صوت هادر بعيد ينادي على المتسكعين أن إنهضوا فهناك ما هو أحسن من النوم أنها لحظة لقاء الرب..ورغم التكرار والترهيب والترغيب لاينهض إلا من نام باكراً ليوفر وجبة طعام لليوم التالي وهم قله لأن الغالبية ملئوا بطونهم خمراً.
يغيب الصوت حزيناً محرجاً لعدم الأستجابه فالنيام تعلموا إن الرب في كل مكان حتى حسبوه معهم في فراشهم فلا داعي لحرق الطعام رغم قلته لاحتمال عدم التعويض
يقترب سعال حاد..شهقات..دندنات..متوجهة نحو صرير أقفال لأبواب بعيده وقريبه
العم جابر سعاله متميز لأنه مصحوب بشخير وهو في طريقه إلى السوق كما في كل صباح ليأخذ مكانه يرتل بصوت شجي بعضٌ مما حفظ من آيات قرانيه لايبسمل عند ابتدائها ولا يصدق في ختامها...ينوح منذ جلوسه الأول حتى نهوضه الأول ليجد إن هناك بعض القطع المعدنية من العملة الوطنية لاتسد له رمق ولا تعوض مافقد من طاقه
ومع انسياب خيوط الشمس وتراكمها وكأ أللأيام السابقة من الأيام الدراسية.وصبيه يغيرون وقع الحياة بحركات وقهقهات وصيحات وسعلات وشطحات.
بغتة هاج كل شئ الأغصان ..الصبية..الطيور..أشعة الشمس لأنها شعرت عن بعد أن شئً في الأفق يقترب...أصوات تصوروها لكائنات مرعبه تخيلوها ديناصورات جائعة تتحرك بثقلها على أسفلت الشوارع
ديناصورات حديديه ماشيه وطائره بأحجام مختلفة تهدر بأصوات ورشقات ودوريات ودويات يتقافز منها أشباه رجال أتعبهم ما يحملون من معدات الخوف من أسلحه وخوذات حديديه ودروع وعتاد لتساعدهم على الهروب من الحقيقة أما بالموت أو القتل أو الاستنجاد.
العم جابر لايعرف ما يجري..الأصوات غريبه و ألألحان غريبة خدشت سمعه فما عاد يعرف ما يرتل وبالذات عندما وصل إلى:
(إن ألله إذا أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها أن أفسدوا.....) والعم جابر لم يميز طيلة حياته بين المترف وغيره ولم يشاهد مايميز بينهما..أيهما المترف..من يغرد ويزقزق ويشيع الفرح أو من يعربد ويدوي ويشيع الرعب
الأصوات تقترب..يشتد نعيقها وحركة ألطيور يشعر بها من حوله أنها الطيور التي كانت تشاركه الجلسة عندما يبسط (الصفر طاس) لتنقر ما يتساقط من بين أصابعه من حبات الرز وفتات الخبز لكنه اليوم يجدها هائجة تنقره في يديه وعقاله وتطن في إذنه وهولا يعرف ما تريد وما هذا الهيجان
وما هي إلى لحظه شعر بشي حار وحاد يخترق عنقه ولم تقوى بعدها يديه إن تحدد مكان الأصابه أقترب المشهد من نهايته عرف ماأصاب الطيور من حوله..لقد كانت تحذره وعندما لم يستجيب تجمعت حوله لحمله ونقله إلى مكان آخر لأنها شعرت إن الخطر قادم لاكنها لم تتمكن حتى شخر شخرته الأخيرة وناحت الطيور وهي تشاهد بركة الدم طينت رث ملابسه وغيرت لون حبات الرز التي حاول أن يفتح يديه لتنقرها الطيور
دارت الطيور دورتها الأخيرة حوله لكن الديناصورات الحديدية وما تنفثه أفسد ت الأجواء وأصاب الطيور بالغثيان فركع بعضها أرضا وسكن الأخر على مابقيت من أغصان و ولى هارباً البعض لعله يخبر البعيد أن مصيبةً حلت وان زاير جابر لازال في مكانه مكوراً محتضناً عكازه وسفر طاسه وقد سرق أشباه الرجال تلك القطع المعدنية
قالت الطيور عن شوارع أسفلتيه وترابية مملؤه بالحفر التي أمتلأت ببقايا أجساد ومياه أسنه ودماء وأغصان تكسرت داست بعضها أقدام الأشرار ولأخر ظل متشبثاً بقشرته
طيور فقدت بعض ريشها وتكسرت أجنحة البعض وكتب وأقلام هنا وهناك ونسخه من جزء تبارك ظهرت من تحت
بسطال أحد الزوار الثقلاء وكف طفل تحمل كتاب عليه صورة الكعبة ملطخه بالدماء
عبد الرضا حمد جاسم



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بعد طول غياب
- خريف العمر
- إذا كان الخنزير حرام /ج6..أسمي
- رد على مقال السيد يعقوب ابراهامي/من يخاف من دوله يهوديه ديمق ...
- إذا كان لحم الخنزير حرام/ج5..ألسراط المستقيم
- منسيون في عيد اللومانتيه
- عمر وعبر
- أذا كان الخنزير حرام/ج4 الصيام
- أذا كان الخنزير حرام/ج3
- أذا كان لحم الخنزير حرام/ج2
- العيد مَرْ(مرْ)
- في عيد اللومانتييه..أفتقدكتم
- مرتزق....بعثي..صدامي
- أحنه والفرح والحزن
- أذا كان الخنزير حرام فكل الأنعام حرام
- الدستور العتيق
- لماذا هذا التشرذم في الوضع السياسي العراقي
- رساله الى الرئيس أوباما
- خرافة الديمقراطيه الأسلاميه/رد على مقال الأستاذ نضال نعيسه ب ...
- زامل سعيد فتاح وطالب القره غلي


المزيد.....




- وفاة عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن عمر يناهز 91 عام ...
- شيماء سيف: كشف زوج فنانة مصرية عن سبب عدم إنجابهما يلقى إشاد ...
- فيلم -هنا-.. رحلة في الزمان عبر زاوية واحدة
- اختفى فجأة.. لحظة سقوط المغني كريس مارتن بفجوة على المسرح أث ...
- رحيل عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن 91 عاماً
- وفاة كوينسي جونز.. عملاق الموسيقى وأيقونة الترفيه عن عمر 91 ...
- إصابة فنانة مصرية بـ-شلل في المعدة-بسبب حقن التخسيس
- تابع الان مسلسل صلاح الدين الأيوبي مترجمة للعربية على قناة ا ...
- قصيدة عامية مصرية (تباريح)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود يفوز بجائزة غونكور الأدبية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا حمد جاسم - باكراً كعادتي أغادر أسمال فراشي