قارع الاجراس

محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 23:55
المحور: الادب والفن
    

كومة من النفايات تدحرجت ككرة ركلتها الأقدام
بعيدا قذفتها مياه الينابيع بلا وداع
ترقص من ضياع المصباح , ومن التيه في قاع المدن السومرية
تغتسل آثامها في رثاء الأجداد ونزواتهم المجنونة,
دنست الفرات
ممزقة الأوصال , تعيش المتاهات ,من جوفها تنبعث العاهات
حرباء تفشى في أنفاسها الوباء
تخطت بامتياز العهر درجات
تمرغت اردانها جفاء , تقرأ الوحل في أياديها حين يحدث التلاق
منهم اشعر بالعار, أنا منهم براء
كلهم حمقى ,كلهم أوباش ,مسعورين تجذبهم للحضيض المومسات
دماؤهم الملوثة بدخان الانفعال صعقت العناق
قتلت بازدراء البسمة في شفاه الأحفاد
أصابعهم منقوش عليها وشم الخراب
تطرق أبواب النار, ترسم جدارا فاقع الألوان
من الحجارة تحيط به الأشواك
تلوذ بالصمت من عري الفاحشة في كؤوس الخمر
فاقدة أزرارها في سكون رهيب
تتبع طريقها المتعرج بنظرات قاتمة
ترتعش أذيالها على موائد فرشت للقصاص
أوراقها مهملة طمرتها الرمال التي تحمل الرذيلة .
في كل الطرق التي تمنح الدفء وضعت علامة استفهام
في كل مراكبها تستوطن الجرذان ترقصها النميمة
مبتلة حتى النخاع
اقرع أجراسي ,يشتد اللغط
.. أتأمل فيهم وحل النسب
أناديهم بأسمائهم ,تفوح روائحهم فامسك أنفاسي
ثم أعود مختزلا طريقي اقرع الطبول, أتفحص عريهم في خطواتي
ساخرا من اللهاث الموروث لهذيان العرّاب
متكأ على الأنغام التي عزفتها أناشيدي كعشبه عاشقة للقمر
في منحدرات الجنوب
أتطلع بأسى من شرفة معبدي للدماء التي تشمئز منها العروق
يداي اغتسلت رجسها منهم, لم تقترن بالآثم
عاشقة, تعزف على القيثارة لحن السماوات

#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات