خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 19:36
المحور:
الادب والفن
كوعي الوردةِ بالرائحةِ، كما تركضُ فكرةٌ في روحْ، ومثلما يعشقُ عصفورٌ حقلَ قمحْ، تحملُ قمرين في خيالِها، ونجمتين في كلامِها، وترتدُّ عن يديها قطراتُ المطرِ حينَ يُحيطُها شمعُ الحنينْ، كلّما مشتْ خطوةً تفرفطَت موسيقى على الرملِ، وكلما تنفّسَتْ تغيَّرَ مجرى الهواءْ.
وحينَ صَعَدَتْ إلى حرارةِ النشيدِ تكوَّمَتْ حولَها أسرابٌ من معتقداتٍ قديمةٍ بتابعيها، وكلما أغمضتْ عينيها توحَّدَ الذاهبُ بالقادمِ بالمقيمِ وانتفضتْ كمنجةٌ على عازفها واستقلَّ حصانٌ عن مسافاتِهِ وانتهى بحرٌ من موجِهِ وخبّأت الأرضُ ذاكِرَتَها في ذاكِرَتِها.
عندما رقصتْ خجِلَتْ المواسمُ وتوقَّفَ النهرُ واستفاقَ الصخرُ من حصارِ الحضارةِ القديم وتغيّرتْ لغةُ الأجسادِ وانتمى الماءُ إلى غيومِهِ وتحرّكَ إيقاعُ اللونِ في اللونِ وسقطتْ أسرارٌ ملكيَّةٌ من الشُّرُفاتِ وتحدَّث الطيرُ إلى البشرِ واعتدلَ مزاجُ الرُّواةِ واستطاعَ العشّاقُ أن يمشوا في الساحاتِ دونَ إذنٍ وطارت حماماتٌ في دوائرَ من ريش، أما القصبُ الذي يعبِّؤهُ الهواءُ فصارَ جوقةَ فَرَحْ.
جاءَتْ، بهالةٍ من أقمارٍ زرقاءَ، رشَّّتْ أحلاماً في أسرَّةِ النائمين، حاورَت الحقولَ نبتةً نبتةً، شرحَتْ الطبيعةَ للطبيعةِ، تواطأت مع النارِ ضدَّ النار، وضعَت صغارَ الطيرِ في أعشاشِها، أضافتْ نكهةً غابةٍ إلى القهوةِ، صلَّبتْ زوارقَ الصيّادينَ بتعويذةٍ تُنْجي من الغَرَقْ، ساعدتْ الأمهاتِ في ولاداتهن الأولى، نقَلَت من حرارةِ الصيفِ إلى بردِ الشتاء.
جاءتْ، وما زلتُ في انتظارِها
4 أكتوبر 2010
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟