إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 09:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
منذ 16 نوفمبر1955، ساد المغرب جو من الغبطة والفرح برجوع الملك محمد الخامس من منفاه بعد سنة روى خلال أبناء المغرب المخلصين أرضه بدمائه الـزكـيـة.
وفي هذا الجو العام حاول العديد من الخونة وعملاء الاستعمار تعيير المعطف على حين غرة وتظاهروا بالمشاركة الجادة في الفرحة والاحتفالات كما حاولوا المساهمة بسخاء لم يسبقه مثيل من طرفهم في تنظيم اللائم للفقراء، كما سعوا تقديم المبالغ الباهضة لشراء صفة الوطني المخلص للوطن وللملك من قادة وممثلي حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ومن أعضاء المقاومة وجيش التـحـريـر.
لكن الذاكرة الجماعية، ذاكرة الجماهير لا تنسى،وبذلك حدثت وقائع على امتداد التراب الوطني .إذ كلما تعرفت الجماهير على خائن من الخونة أو عميل من عملاء الاستعمار كانوا يهجمون عليه للنيل منه، وقد عرفت البلاد. أمثلة كثيرة يمكن رصد بعضها لتوضيح جوانب من الواقع السائد آنذاك.
في 19 نوفمبر1955 قصد ابن البغدادي خليفة الباشا بفاس القصر الملكي بالرباط قصد طلب العفو من الملك على غرار ما فعله خونة وعملاء قبله. آنذاك تعرفت عليه جماهير فاس بمشور القصر الملكي فهم البعض للهجوم عليه وعندما أخرج سلاحه لحماية نفسه انقض عليه أحد الحاضرين وطعنه بحنجره ولقي نفس المصير بـعـض حـراسـه.
ولقي نفس المصير بن العربي الفشتالي وهو قائد عميل الاستعمار وعبد الله بن عبد الهادي زنيبر والقائد اليموري من عرباوة وعبد الشاوني مدافع بمحكمة فاس.
كما هجمت الجماهير في عدة مدن على الخونة والعملاء ومقراتهم، وكذلك بعض السجون إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمقاومين.
وفي الدار البيضاء كان العربي المسكيني أول عميل وجاسوس بعد رجوع الملك لقي حتفه على يد مقاوم وفي مراكش لقي نفس المصير بونبوله الذي تسبب في اعتقال جماعة الفـطـواكـي.
ومع تناسل الأحداث الدموية والانتقالية أعلن ولي العهد للمغاربة " قائلا: إن محمد الخامس يطلب منكم أن تغفروا لأولئك الذين أساءوا إليـكم".
وكأن التاريخ يعيد نفسه؟ مثل ما هو واقع حاليا بالنسبة لطي صفحة الماضي، كان هناك خلاف واضحا آنذاك بين موقف الحكم الداعي إلى نسيان الماضي وإصرار المقاومة على معاقبة العملاء على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب.
وهكذا استمرت ملاحقة الخونة وعملاء الاستعمار في مختلف المدن المغربية، وقد بلغ عدد الخونة الذين لقوا حتفهم يوم2 مايو1956 بمراكش 40 قتيلا.
وعموما، بمجرد إعلان الاستقلال طالب المقاومون والنشطاء في المقاومة بالتطهير كما رفضوا الشعار الرسمي القائل" عفا الله عما سلف والماضي لا يعاد" وبذلك وجدوا أنفسهم في صراع مكشوف مع الدولة آنـذاك.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟