|
سؤال الى الكاتب مصطفى حقي؟
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 23:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يقول الكاتب مصطفى حقي لاعلمانية بدون إنسان علماني ...؟ ولكن هل العلمانية هنا مقتصرة على الغربي؟ كتب الكاتب مقالة تحت عنوان لاعلمانية بدون إنسان علماني ...؟ بتاريخ الحوار المتمدن - العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 يقول الكاتب مصطفى حقي:" لايمكن لمن هو وريث ديانة روحية أن ينقلب إلى علماني صرف،" اتفق مع الكاتب مصطفى حقي باننا كشرقيين لن نكون علمانيين صرفا مئة بالمئة بسبب تاثير الثقافة والبيئة في تكوين شخصينتا كما يقول عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي. وربما هناك الكثير من العرب كما ذكر الكاتب حقي بانهم لاينجحون في استيعاب ماهية العلمانية لانهم يحملون الروحانيات الموروثة من مجتمعهم الشرقي كما يصفهم بانهم مازلوا اسرى مسلسل الاستعباد والتخلف وتحت تاثير شيوخهم امثال القرضاوي فتراهم يقبلون ويرضخون لمبادئ مجتمعاتهم ولايسعىون لاعتناق مبادئ عصرية بل يصرون على تشبثهم بالموروث القديم ويدافعون عنه بكل تعصب. ولكن لماذا لاتعترف بالفئة الاخرى من الافراد الذين يكافحون لطمرعادات مجتمعاتهم وشعاراتها المستبدة المتطرفة ويؤمنون بالتجديد وبالشعارات العصرية التي تحفظ كرامة الانسان كالمساواة والحرية والديمقراطية والعلمانية على الرغم انهم ولدوا في مجتمع عربي اسلامي. فليس الجميع سواسية وليس الجميع القرضاوي وهؤلاء الافراد الذين اقصدهم بكلامي وتعليقي الذي وجهته للكاتب في مقالته يتصارعون مع الحضارة العصرية للوصول الى العلمانية. الا ان الكاتب مصطفى حقي لم يعلق وبالتالي يعني انه موافق على تصريح احد المعلقين بقوله :" ان الغربي يعيش العلمانية بحذافيرها من اللحظة الأولى من حياته, في حين أن المهاجرالمتنور الآتي من بلاد القهر والاستبداد( يتمثلها تمثيلاً ) لأنه لم يساهم في صنعها ولم تهيئه الثورات لهذا الانقلاب الجذري في المفاهيم ." والسؤال هنا للكاتب : هل العلمانية اذا مقتصرة على الفرد الغربي لانه ولد في الغرب ولايمكن للشرقي ان يكون علماني صرفا حتى لو تغلب على الصراعات الثقافيه التي يمر بها لانه جاء من الشرق؟ مااردت قوله في تعليقي على مقالة الكاتب مصطفى حقي هو ان العديد من الافراد صحيح انهم جاوا من مجتمع عربي واسلامي الا انهم يحاولون ان يصلوا الى العلمانية الصرفة وهي بالتاكيد ستاخذ وقتا طويلا ربما الجيل الاول او الثاني او الثالث المهم ان نستمرفي الصراع الثقافي الذي نمر به وبصورة طبيعية بين الحضارة الغربية والشرقية الى ان نصل الى العلمانية الصرفة. حتى الغرب لم يعيشوا جميعا هذه الشعارات بحذافيرها كما جاء في التعليق ولم يشاركوا جميعهم بالثورات الفكرية . فالحركات النسوية في الولايات المتحدة الامريكية وفي اوروربا الغربية بدات في نهايات الستينات وبداية السبعينات ومازال الكفاح مستمر حتى اليوم فالثورات الفكرية ليست لها زمن محدد كالمعارك القتالية . واكتساب شعاراتها يتشبع به الفرد بمرور الزمن و يعتمد على مدى وعيه الثقافي وتقبله لهذه الشعارات الانسانية. ان النظريات العلمية يمكن ان تكون نتائجها واحدة اذا طبقت في اي مكان وزمان اما عندما نتناول النظريات الانسانية فالامر يختلف هنا اذ ان نتائجها لايمكن ان تكون واحدة لانها تتعلق بالفرد وشخصيته وخلفيته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية وبيئته التربوية لايمكن ان تنطبق على جميع الناس بنفس المستوى لاختلافنا الكبير حتى وان ولدنا في نفس المكان. ويتساءل الكاتب "هل من أمل للعلمانية بشق طريقها الصعب في مثل هذا الوضع الأصعب " نعم هناك امل وهذا ماردت ايصاله للكاتب بان هناك فئة تكافح جديا للوصول الى العلمانية الصرفة وحتى لو جاءت هذه الفئة من مجتمعات مستبدة مقهورة مادامت تعيش صراع الثقافتين والحضارتيين فسوف تنتصر حتما في النهاية . اما اذا امنا باننا لانفهم ماهية العلمانية لاننا لم نعيش حذافيرها فلن نحاول ممارسة العلمانية لانه عبثا ان نتحول الى علمانيين مئة بالمئة كما يقول الكاتب بل علينا ان نجلس ونندب حظنا باننا خلقنا في مجتمع عربي اسلامي لايعرف ماهية العلمانية والديمقراطية ونقول هذا قدرنا ولانحقق ماحققه الغرب من تقدم حضاري . ان الثورات التي كافح فيها الاوروبيون لنيل الحرية بشكلها الصحيح والوصول الى مجتمع علماني لم تكن ثورات دموية قامت على تصفية الشعوب بل كانت ثورات فكرية اعتمدت على الادب والمسرح من خلال نقد سلبيات المجتمع والنقد الذاتي .كما قال الدكتور والبروفسيور جورج برانديس اشهر الكتاب والادباء الدنماركيين فهو يرى ان الادب الاوروبي كعملية تاريخية ونقد ادبي كانا السلاح في الكفاح لنيل الحرية. لان تاريخ الادب الاوروبي كان حركة جدلية بين التيارات الثورية والرجعية. فالثورات الفكرية هذه لم نشارك فيها نحن " الشرقيين " عمليا ولكن هذا لايمنعنا ان لانؤمن بها ونمارسها مثل الليبرالية والديمقراطية والعلمانية وذلك لاننا جئنا من بلاد العرب والمسلمين. فالنظريات الانسانية تولد في مكان ما وفي زمن ما وهذا لايعني انها تقتصر على افراد ذلك المكان وذلك الزمان لانها اصلا غير ثابتة بل في تطور مستمر و كل مرحلة زمنية ستضيف لهذه الشعارات ابعاد جديدة لذلك لايمكن ان تقتصر على الفئة التي شاركت في تاسيسها وبالتالي سيؤمن بها من يشاء ويدحضها من يشاء ولاتستطيع ان تجزم ان الشرقيين جميعا لايمكن ان يكونوا علمانيين صرفا لانهم جاءوا من الشرق والا بهذه الحالة تكون قد حسمت ايمان الافراد بالعلمانية كما حسم الخالق امر هدايتنا منذ الولادة فهو الهادي وهو المضل.
مكارم ابراهيم
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطغاة يصنعون البغاء
-
مواجهة عامة مع الكاتبة نوال السعداوي
-
البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
-
ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
-
الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
-
هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
-
اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
-
انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال
...
-
دمتم متخلفين............
-
المرأة بين المطرقة والسندان
-
اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
-
المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
-
هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
-
الاغنية السياسية الى أين؟
-
أغيثونا!
-
المظاهرات بداية الثورة على الفساد
-
الانتماء الحزبي
-
كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
-
مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............
-
عندما تكتب امرأة!..................
المزيد.....
-
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى
...
-
إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من
...
-
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم
...
-
ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
-
لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م
...
-
المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
-
رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا
...
-
مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا
...
-
التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
-
أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|