مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 19:59
المحور:
الارشيف الماركسي
"لأسباب خاصة بالدولة"
الدولة هي السلطة , و الهيمنة , المنظمة , و سلطة الطبقات صاحبة الملكية على الجماهير ... إنها النفي الأكثر فظاعة , الأكثر فظاظة , و الأكثر كمالا للإنسانية . إنها تحطم التضامن الشامل بين كل شعوب الأرض , و تجعل بعضهم في حالة اتحاد فقط بغرض تدمير , و الاستيلاء على , و استعباد كل الآخرين ... هذا النفي الفظيع للإنسانية , الذي يشكل جوهر الدولة نفسها , هو من وجهة نظر الدولة , واجبها العظيم و فضيلتها الأسمى ... هكذا , فأن يهاجم المرء رفيقه , أن يضطهده , أن ينهبه , يسلبه , يقتله أو يستعبده , عادة ما تعتبر جريمة . لكن من جهة أخرى , في الحياة العامة , من وجهة نظر الوطنية , عندما ترتكب هذه الأشياء في سبيل المجد الأعظم للدولة , للحفاظ على سلطتها أو توسيعها , تتحول جميعا إلى واجب و فضيلة .... هذا يشرح لماذا أن كل تاريخ الدول القديمة و المعاصرة هو مجرد سلسلة من الجرائم المثيرة للاشمئزاز , لماذا أن الملوك و الوزراء , في الماضي و الحاضر , في كل الأوقات و كل البلدان – رجال الدولة , الدبلوماسيين , البيروقراطيين , و المحاربين – إذا حكم عليهم من وجهة نظر الأخلاق البسيطة و العدالة الإنسانية , لاستحقوا مائة مرة , ألف مرة , الحكم بالأشغال الشاقة أو بالموت على المشنقة . لا توجد فظاعة , وحشية , تدنيس , كذبة , خداع , أو عمل مشين , سرقة فظة , أو نهب وقح , أو خيانة دنيئة , لم يقم بها , أو يقوم بها يوميا , ممثلو الدول , تحت حجة من الكلمات الفضفاضة , الملائمة لكن المرعبة في نفس الوقت : "لأسباب خاصة بالدولة" .
ميخائيل باكونين
نقلا عن http://www.zabalaza.net/zababooks
ترجمة : مازن كم الم
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟