أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي














المزيد.....

ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسقاط مشروع القرار الذي قدمته الدولة العربية، إلى اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يدعو إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي. يكشف مرة أخرى تدهور مكانة العالم العربي إلى الحضيض، ولم أجد في اللغة العربية اصطلاح يشير إلى ما هو أدنى من الحضيض.
لا أكتب قلقاً على واقع العالم العربي، هذا القلق لم يعد يعبر عن واقع هذه التركيبة المتفككة وشديدة التخلف الحضاري، والتي لا يبشر مستقبلها بايجابيات تستحق عناء الغضب، إنما بالحزن على مصير مئات الملايين، في عالم لا يعترف إلا بمن يملك أسبابا تجعله جديراً بالألفية التي نعيشها، والتي تعتمد على جعل العقل مقياساً للوعي والنمو والتطور، وهي كلها مواضيع غائبة عربياً.
أعرف أن كلماتي ستثير انتقادات البعض، ولكني أعرف أكثر إني احترم عقلي وثقافتي لأقول الحقيقة التي نعيشها، رغم الألم البالغ من هذا الواقع.
ربما يثور غضب بعض الأقلام العربية، على الموقف الأمريكي التقليدي الذي يوفر لإسرائيل التغطية، ولكني لا أرى مشكلة العالم العربي، وأزمة السياسة العربية، في التصرفات الأمريكية الخرقاء بكل مفهوم.
صحيح أن مشروع القرار العربي لو أقر، لكانت له قيمة رمزية فقط، وكدول عربية تحترم نفسها، كان عليها أن تجند كل ما تملكه من طاقات لعدم تحولها إلى مماسح للأحذية في الساحات السياسية الدولية، وهي تملك من أسباب القوة، ولا أعني القوة العسكرية.. ما يجعل كل الدول التي صوتت ضد مشروع قرارها، ترتعد من مجرد التفكير بالتصويت ضد مشروع قرار رمزي تقف وراءه الدول العربية ولن يؤثر على نووية إسرائيل.
ما هو الخطأ من الطلب الرمزي، غير الملزم، بدعوة إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي ؟!
وكيف يمكن تفسير الحجة الأمريكية بأن مثل هذا القرار يعرقل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعن أي أمن إقليمي تتحدث إسرائيل بلسان ممثلها ايهود ازولاي حين قال: " المصادقة على هذا القرار ضربة قاضية لكل أمال وجهود التعاون المقبلة من أجل تحسين الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط" ؟
أمن إقليمي ؟!
هل من أمن اقليمي - شرق أوسط حين تملك دولة إسرائيل حسب معلومات المعهد الاستراتيجي البريطاني بحدود 300 سلاح نووي، وسائر دول الشرق الأوسط لا تملك ما يضمن حقها الأولي في الدفاع عن أمنها ؟!
المستهجن حقاً، ليس إفشال مشروع قرار عربي رمزي جداً بل، حالة الدول العربية المتردية في الساحة الدولية، والمتردية في الشرق الأوسط.
دولا أقل أهمية على الساحة الدولية أصبحت لمواقفها قيمة وتأثير لا يمكن تجاهلها.
إن ترك الساحة النووية لإسرائيل في الشرق الأوسط لم يخدم. فكرة شرق أوسط خال من السلاح النووي. بل خدم إستراتيجية الرعب النووي الإسرائيلي في مواجهة كل الشرق الأوسط من تركيا مروراً بالعالم العربي وصولاً إلى إيران.وبالتأكيد الدافع للتفكير النووي الايراني له علاقة بالنووي الاسرائيلي.
هذا الواقع جعل الإدارات الأمريكية متراسا سياسيا للتغطية على الحليف النووي الذي يخدم الاستراتيجيات العسكرية والسياسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا، وضمن هذه الاستراتيجيات إبقاء العالم العربي في الركب المتخلف للدول. حتى دولا افريقية وأخرى في منطقة الهند الصينية انطلقت نحو الأفاق العالمية، وأضحت قوى اقتصادية وعلمية لا يستهان بها وبقدراتها ، بينما العالم العربي غارق في اجترار تاريخه المبني على الوهم في معظم تفاصيله.
العرب ادعت في اجتماع الوكالة أن إسرائيل تعزل لنفسها بالابتعاد عن إجماع كل الدول الأخرى في المنطقة التي قبلت معاهدة منع الانتشار النووي، كما قال السفير السودني نيابة عن الدول العربية.
ليت الدول العربية تهجت على عزل نفسها اسوة بإسرائيل. لشاهدنا أن العالم سيهب ليفرض تنظيف الشرق الأوسط من السلاح النووي.
إن ما تقوم به إيران من بناء قوة نووية سلمية، أو غير سلمية، لا يمكن علاجها ضمن التغطية على السلاح النووي المؤكد باعترافات وزير خارجية أمريكي سابق بزلة لسان ومعاهد ابحاث ذات مصداقية دولية.
لست مع إيران نووية، ولست مع دولا عربية نووية، ولكن الواقع القائم يجب أن يفرض تفكيراً نووياًُ عربياً. فالخطر على العالم العربي لم يعد القدرات النووية الإسرائيلية فقط، بل قريباً ستضاف قدرات نووية إيرانية، قد تشكل مع إسرائيل مطرقة وسدان في التعامل مع العالم العربي، حتى بدون تفاهم ايراني اسرائيلي.
إن سياسة دعم رفض إسرائيل للتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وفتح منشئاتها النووية لرقابة وكالة الطاقة الذرية الدولية، يفتح الطريق واسعة أمام دولاً أخرى في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لرؤية أمنها عبر امتلاك السلاح النووي.
ولكن ما أراه حاسماً في الوقت الحاضر، صحوة نووية عربية، وصحوة كرامة عربية ، تعيد تدريج المكانة السياسية للعرب في الساحة الدولية، عندها، حتى قبل امتلاك أي سلاح نووي ، سيتغير التعامل مع العرب ومع إسرائيل .



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...
- مقياس تدريج الجامعات، مقياس للتطور العلمي، الثقافي والاجتماع ...
- ما يقبله الفلسطينيون اليوم ليس شرطا ان يقبلوه غداً
- حتى يظل السلاح طاهرا...!!
- دراسة قانونية اسرائيلية تدعي: لا حق قانوني للاجئين بالعودة
- بورغ يعود للسياسة برؤية سياسية مثيرة
- مرتعبون من سجلاتهم!!
- الثقافة والعولمة
- القصة كمادة فكرية
- انصرف من امامي ايها المغفل *
- ما هو الرنين من تصفيق يد واحدة ؟
- حوار مع الكاتب نبيل عودة
- عسر الفهم والرؤية المغلقة المسبقة في نقاش غطاس ابو عيطة
- متشائم ، متفائل وواقعي
- الكرامة...
- العجرفة والغطرسة حين تصير سياسة دولة !!
- رجل السياسة
- رسالة ليست شخصية فقط
- الناقد د. حبيب بولس يواصل رحلاته ودراساته النقدية
- لقطات قصصية *


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي