أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القانون والعدالة














المزيد.....

القانون والعدالة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 04:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحمل ذات الإنسان رواسباً خيرة وشريرة وبزيادة الوعي تقل الرواسب الشريرة الكامنة وتزيد على حسابها الرواسب الخيرة لكنها لا تختفي تماماً من الذات فعند تعرضها للتحريض في ظروف معينة ينحدر سلوك الفرد وتصرفه إلى الحضيض. وقد يرتكب فعلاً منافياً للقانون لكنه سرعان ما يندم عليه لأن وعيه كان مغيباً تحكمه عوامل خفية خارجة على إرادته حرضت رواسبه الشريرة لارتكاب حماقة ما ضد المجتمع.
مهما كانت نوع الدوافع لارتكاب جناية أو جريمة أو حماقة ما في المجتمع يعدّها القانون انتهاكاً تستوجب العقوبة خاصة في الدول المتخلفة بعدّه ليس أداةً للعدالة وإنما أداةً للقصاص، فمن العدالة أن يسري القانون على الجميع لكنه غالباً ما يكون شديداً على فقراء المجتمع بعدّه أداة قصاص، وفي المقابل يمثل مظلة حماية للمتنفذين في الدولة والمجتمع.
حين تنظر العدالة بعين القانون فقط، تعدّ عدالة عوراء لأنها تقتص من المذنب بناءاً على الأدلة الجنائية في موقع الجريمة ولا تنظر إلى عوامل المحيط الاجتماعي المحرضة للرواسب الكامنة في الذات الإنسانية ليختل سلوكها لذلك يجب أن يكون للعدالة عينان، عين القانون وعين الرحمة عند اصدارها الأحكام.
يقول (( ثربانتس )) : " إن المذنب الذي يقع تحت طائلة حكمك، عليك أن تنظر إلى بؤسه كإنسان عرضة للإنحرافات الاجتماعية الفاسدة فكن رحيماً معه من دون أن تنتهك عدالة القانون، لأن صفات الله كلها عادلة لكن رحمته أكثر عدل ".
لا تعني العدالة تراخي حكم القانون ولا شدته بإنزال القصاص بالمذنب وإنما الإنصاف والرحمة لتقويمه، وطالما مبادئ العدالة واللاعدالة نسبية ولا يمكن الجزم الكامل بحيادية القاضي فإن الرحمة تعدّ الصلة الوهمية بين العدالة والقانون خشية إصدار الأحكام الجائرة.
تستند عقيدة أجهزة الضبط والتحكم في المجتمع إلى استخدام العنف والشدة ضد المتهمين لكن عقيدة أجهزة القضاء قائمة على العدالة لحفظ النظام الاجتماعي لذلك ليس إنصافاً أن يكون القاضي شديداً بأحكامه ولا ليناً إلى حد التراخي.
يعتقد (( ثربانتس )) " أنه من العدالة أن لا يلقي القانون بكل ثقله على المذنب، لأن سمعة القاضي القاسي ليست أفضل من سمعة القاضي العطوف ".
كما لا يمكن الجزم أن القضاء نزيهاً تماماً، لأن القضاة ليسوا ملائكة وإنما بشراً يرتشون مثل الآخرين، فالكثير من الأحكام القضائية عدّت جائرة وغير عادلة لأن القاضي كان متساهلاً في أحكامه ليس بدافع الرحمة وإنما بدافع تقاضيه للرشاوى.
حين تفسر مبادئ القانون لصالح المتهم بدافع العطف والرحمة وجهله بمبادئ القانون وتعاظم حجم رواسبه الشريرة الكامنة والمنفلتة من عقالها لتُغيب إرادته فيرتكب مخالفات قانونية خلال حياته اليومية ضد الآخرين لن تضعف القانون ولا تخل بالنظام الاجتماعي، وإنما تجعل منه أداةً للعدالة في إنصاف بؤساء المجتمع.
لذلك على القانون أن يكون عادلاً ومنصفاً ورحيماً ومصلحاً لأفراد المجتمع خاصة الفقراء منهم وأن لا يكون التسامح تحت تأثير تقاضي القاضي للرشاوى وإنما تحت تأثير الرحمة والاصلاح.
يعتقد (( ثربانتس )) " أنه إذا أريد لعدالة القانون أن تكون متسامحة إلى حد ما، فيجب أن لا تكون تحت تأثير الرشاوى وإنما تحت تأثير الرحمة ".
إن جسد القانون عدالته وروحه رحمته، فإن كانت عدالة السماء قائمة على الرحمة لإصلاح البشر فليس إنصافاً ولا عدالة أن يكون القانون الوضعي عديم الرحمة بالبشر.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العدالة
- التاريخ والحضارة
- أهمية الإرث التاريخي للمجتمع
- ماهية التاريخ
- الدين والسلطة
- فصل الدين عن الدولة
- الدين ومنظومة العقائد
- القيم الدينية والثقافية في المجتمع
- اللغة والأمة
- ماهية الكلام ( الوظيفية والمدلول )
- ماهية اللغة
- التفكير الخلاق لإنتاج الفكرة
- التفكير والزمن
- إنتاج الفكرة والنسق الفكري
- الفكر والمعتقد
- الذاكرة والاستيعاب
- الذاكرة وآلية الإدراك والوعي
- الذاكرة والإرادة العمياء
- الذاكرة والإرادة القوية
- الذاكرة والروح


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القانون والعدالة