أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء اللامي - للرجال والنساء فقط















المزيد.....

للرجال والنساء فقط


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 204 - 2002 / 7 / 29 - 02:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


 

 

الحلقة الأخيرة من البرنامج التلفزي الفضائي  الجديد " للنساء فقط " كانت نقلة نوعية ومحطة مهمة سيتوقف عندها من سيؤرخون لأعمال جماهيرية من هذا الطراز . فقد استضافت مقدمة ومعدة البرنامج الإعلامية الأردنية القديرة السيدة منتهى الرمحي ثلاث سيدات عربيات من لبنان والكويت ومصر و كن متخصصات في علم النفس وبسطت أمامهن ملف الحلقة . كان الموضوع  متعلقا  بالعلاقات العاطفية والجنسية بين الرجل والمرأة وانعكاسات مشكلات تلك العلاقات على الفرد والأسرة والمجتمع . كانت الحلقة ناجحة من حيث إدارتها ورسم الخطوط العريضة لحواراتها ومفاصلها، كما كانت مفيدة لجهة تسليط الأضواء العلمية وبقوة على قضية مهمة طالما اعتبرها التقليديون والسلفيون تابوها محظورا  لا يجوز الاقتراب منه على الإطلاق . لقد شاهدنا وسمعنا حوارات مرموقة ونظيفة وعلمية حول مواضيع يجهلها الناس العاديون بل وأغلب أفراد النخبة . فمن كان يجرؤ على التساؤل أو الخوض في مواضيع كالذبول والجفاف العاطفي أو القذف السريع وشدة الرغبة أو ضمورها وانحرافها وعن التقليد الشرقي المشهور " ليلة الدُخلة " والذي هو نوع من " الاغتصاب الشرعي" إن صح التعبير ، و غالبا ما ينتهي  بأهازيج  مسعورة وإطلاق رصاص في الهواء وهتاف الرجال المتحلقين بعيون لامعة حول العريس  " أذبح لها القطة !!

  سمعنا واستفدنا الكثير عن كيفية المحافظة على الحب بين الزوجين ، وعن ثقافة الطفل الجنسية وضرورة تنشئته تنشئة صحيحة بعيدة عن الكذب والكتمان والقمع العنيف  وعن  الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها الإجابة على تساؤلات الأطفال حول الوجود والحب والولادة ..

حكت السيدات الفاضلات الثلاث عن أمثلة وحالات جنسية لنساء  مرت عليهن في عياداتهن أو في حياتهن وأجبن على الكثير من التساؤلات بجرأة لا ريب أنها جعلت شَعر بعض المحافظين وذوي الفكر الذكوري الرجعي يقف وجلودهم تكزبر ، ويمكن لنا أن نتخيل هؤلاء وهو يصبون جام لعناتهم وشتائمهم على هذه " الأبالسة التي هربت من قاع جهنم  الى شاشات التلفزون وجاءت لكي تفسد مجتمعاتنا النقية التقية ! " وكأن هذه المجتمعات بقي فيها ما يمكن إفساده بعد أن دار شيطان النفط والدولارات  و نمط الحياة الأمريكي دورته الكبرى وفاض !

   وقد تدخل عدد من المشاهدين وكانوا من الذكور طبعا ، فمن ستجرؤ من نسائنا على رفع سماعة  الهاتف والكلام في موضوع  كهذا، ودعا أحد المتدخلين الى استضافة رجل واحد " على الأقل " في البرنامج ، ولكن متدخلا آخر رفض الفكرة من موقع التضامن مع النساء والخوف على مشروعهن الجميل من  مؤامرات  الرجل وسوطه الذي لا يرحم  ولا يدع رحمة الله تأتي ! والواقع فإن الرجال في عالمنا العربي بحاجة لا تقل إلحاحا عن حاجة النساء الى برنامج علمي و جريء كهذا . فهم غلابة ومساكين ولديهم من المشاكل الجنسية أضعاف ما لدى النساء ، ولكن العجرفة الذكورية ومحاولات الحفاظ على مظاهر التقى و الفحولة  هي التي تضع على وجوههم أقنعة سميكة من الجهل والعناد إلا من رحم ربك من ذوي الأرواح العظيمة و القوة المعنوية المبدعة . ويمكن ، على ضوء ما تقدم، أن نقترح على  المهتمين بالموضوع  برنامجا يكون اسمه  مثلا " للرجال فقط " كخطوة أولى نحو برنامج موحد يعكس الحياة في ثرائها وتنوعها وعمقها وغرابتها في حلاوتها وجمالها وقسوتها وقبحها ويكون اسمه " للرجال والنساء فقط  ".

وختاما ، أصارح القارئ بأنني بمقدار ما كنت  سعيدا كمشاهد بسيط  بهذا الإنجاز الصغير في حجمه والكبير في مغزاه فقد كنت قلقا طوال مدة بث البرنامج من تدخل أحد القادمين من العصر الحجري ليقلب الطاولة على رؤوس الجميع ويطلق سيلا من لعناته وتكفيراته دفاعا عن فحولة جسدية وتعفف ظاهري كاذب لم يأمر بهما دين ولا ديان وانحيازا لقوة عضلية  نجد مثيلها وأشد منها لدى البغال والخيول دع عنك الأسود والتماسيح فلماذا يذبحون  القطط في الصعيد يا سيدتي ؟

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...
- النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم .
- كركوك والموصل في الكعكة السياسية : حين تتحول الأوهام الشوفين ...
- توجان الفيصل ..سلاما !
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة العبودية :قراءة في رسالة مفتو ...
- ثقافة الذبح العشائرية : و نقتل الأكراد مجانا..!!
- لتكن "كركوك" أنموذجا لعراق المستقبل والسلام والمواطنة الحقة


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء اللامي - للرجال والنساء فقط