أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - لينين: تراجيديا السوفيتية!














المزيد.....

لينين: تراجيديا السوفيتية!


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 18:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن أول ما قام به سكان مدينة لينينغراد بعد انهيار نظام لينين في عام 1991، هو طلب إعادة الاسم القديم للمدينة: سان بطرسبرغ! لماذا؟


كان ما كان، قصص تدور كلها حول أسطورة عصرية تسمى الاشتراكية السوفيتية، بطلها لينين، القائد الأسطوري الذي قدم للبشرية تراجيديا من نوع جديد.

سنقدم هنا مدخلا لتاريخ هذه التراجيديا الذي صنعه نظام لينين المرعب.

لينين: البادئ الأول في صنع أكبر تراجيديا لعصرنا، أعظم بيروقراطي في التاريخ، المؤسس الأول لمعسكرات الاعتقال والمحتشدات، والإرهاب الشامل للدولة على الاطلاق، صاحب أيديولوجية سيطرة الدولة على المجتمع بأكمله، بسرعة وبلا رحمة.
لقد ظهرت أول المحتشدات في عام 1918، وخصصها لينين للتخلص من غير المرغوب فيهم. وفي عام 1922 كان هناك عشرات المعتقلات للعمل الإجباري، خاصة للسياسيين، ووصل عدد المساجين الى 100 ألف شخص في عهد لينين.

في إحدى تلغرافاته في عام 1918، يعكس لنا لينين هذا الوجه المرعب لنظامه:
"احبسوا المشكوك فيهم في محتشدات خارج المدن وانشروا الرعب في أوساطهم دون رحمة أو شفقة - لينين، المختارات".

في فترة جدا قصيرة في حكمه (1917 - 1924)، أنشأ لينين نموذجًا من الدولة الدكتاتورية لا نرى مثيلا لها في التاريخ، وكانت سلطة لينين المطلقة لا يمكن تشبيهها بسلطة أي ملك أو امبراطور في العالم، وهو كان أول ملك "اشتراكي" في قصر الكرملين.

لينين: هو الذي بني المخيمات الأولى، وأشعل مجاعة مفتعلة كأكبر سلاح سياسي في يده لسحق ثورة الكومونة.

لينين: هو الذي أسس الشيكا -الاستخبارات الروسية-، وكان من المستحيل السيطرة الشاملة دون الشيكا التي أسسها لينين رأسًا بعد انقلاب أكتوبر في 7 ديسمبر 1917، ولا عجب حين قال لينين: إن الشيوعي الجيد هو الشيكا الجيدة!

شيكا: كانت الأداة القمعية الرئيسية لسيطرة سطلة لينين الدكتاتورية في روسيا، أداة إرهاب الشاملة للدولة، وقد كانت تطبيقًا لأفكار لينين القائلة: إن الدولة أداة للإكراه ... نحن نقوم بالعنف لمصلحة العمال!
مهزلة لينين!

في عام 1920 وبعد إقرار مبدأ "عسكرة الإنتاج والعمل" الذي أتى به تروتسكي، الشخص الثاني بعد لينين في الدولة السوفيتيتة، انطلقت إضرابات عمالية في أرجاء البلاد.
وكان يعود دور الشرف للشيكا لقمع الاضرابات والمظاهرات في شوارع روسيا السوفيتية، وقتل العشرات بل ومئات من المتظاهرين.

كانت عسكرة الإنتاج الوجه الثاني لتايلورية لينين، لذلك استقبلها لينين بشكل حار، لأن الفكرة كانت تأكيدًا آخر للسلطة المطلقة لقادات الحزب، وإخضاع العمل لهؤلاء السياسيين على غرار نظام تايلور.

يقول لينين: "يمكن لنا تحقيق الاشتراكية إذا ما نجحنا في الربط بين سلطة السوفياتات والنظام السوفيتي للإدارة مع أحدث الإنجازات الرأسمالية. لا بد من الترويج لتعاليم تايلور والاستفادة من تجاربه ونظرته الشمولية - لينين".
يا للاشتراكية!

اتسمت سلطة لينين بسمات دكتاتورية حزب واحد بل وفرد واحد، ثم تعبئة الجماهير بأيديولوجية الحزب الحاكم، والسيطرة التامة على الإعلام وتحويلها الى بوق للدعاية لهذا الحزب، وتوجيه الناس بما يريده الحزب وقاداته وإقناعهم بأهمية دكتاتورية الفرد.
فها هو لينين يقول: "الديمقراطية السوفيتية لا تتناقض البتة مع دكتاتورية فرد"، "المهم وجود قيادة موحدة والقبول بالحكم الدكتاتوري للفرد - لينين، المختارات".

ولكن رغم كل عنفها، فلقد واجهت سلطة لينين عشرات الإضرابات، والمظاهرات، والتمردات الثورية، من ضمنها حركة كرونشتاد الواقعة في الحدود الفنلندية التي جابهتها سلطة لينين بالحديد والنار، ولقد أُعْدِمَ ألفُ عامل من عمال البحارة رميًا بالرَّصاص، ونُفِيَ أكثرُ من عشرة آلاف شخصٍ، ومارس تروتسكي -زعيم الجيش الأحمر- أشنع أنواع القمع والارهاب ضد الكرونشتاديين.
كان مطالب الكرونشتاديين يتلخص في:"عاشت السوفيتات دون البلاشفة!"، "لا للدكتاتورية البلشفية!".
صادف آخر يوم لمجزرة تروتسكي في كرونشتاد 18 آذار، وهي ذكرى انطلاق ثورة كومونة باريس في عام 1871.

اللينينية:

ليست اللينينية نظرية لذاتها، فإنها خليط من الأفكار من ماركس، عبر هوبسن، إلى تايلور، وإنها ليست سوى ميكافيلية متطورة، تستخدم كل الوسائل والطرق للوصول إلى الهدف، والهدف ليس سوى سلطة مطلقة والاحتفاظ بها بأي شكل كان.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام لينين نظام تايلوري -2
- نظام لينين نظام تايلوري -1
- الاتحاد السوفيتي في ضوء قانون القيمة
- الاتحاد السوفيتي السابق: كيف نبحث أسباب انهياره؟
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -3
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -2
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -1
- لينين: عدوا لدودا لثورة الكومونة
- الديالكتيك الإلهي وقانون حركة المجتمع الحديث
- ثورية الديالكتيك
- ماركس وإنجلس في التناقض
- الديالكتيك والشيوعية
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -5
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -4
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -3
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -2
- فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -1
- الحركة الكردية: من نزاع البارزاني والطالباني، إلى نزاع الطال ...
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (6)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (5)


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - لينين: تراجيديا السوفيتية!