أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية















المزيد.....

ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية
د.أحمد أبو مطر

القضايا و المناقشات الخلافية ذات طابع المزايدات السياسية التي أعقبت تصريحات ياسر الحبيب المسيئة للسيدة عائشة رضي الله عنها إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، توقفت عندها من زاويتين لم تأخذا حقهما في الكتابات العديدة التي أشعلت هذه القضية شمالا ويمينا من خلال سياقات عديدية ، يبغي أغلبها خدمة أجندات خاصة أو إقليمية، وللأسف المبكي أن كل هذا يتم على حساب سمعة الكويت ومسيرة التنمية السياسية و الوحدة الوطنية فيها.

الأولى: أين كويت الخمسينات والستينات؟

أكتب حول هذه الزاوية بألم مستذكرا كويت الخمسينات والستينات حيث عاصرتها ميدانيا من عام 1968 إلى عام 1977 ، كانت الكويت آنذاك مثالا عربيا بدون مجاملة في ميدان حرية التعبير وديمقراطية الحراك السياسي مما جعلها نموذجا عربيا من خلال وسائل تعبير لا حدود لآفاق هذا التعبير، إذ كانت جرائد ومجلات: الرأي العام، السياسة، القبس، العربي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، الطليعة، وغيرها الكثير مثالا يحتذى في صحافة عربية عمرها يفوق المائة عاما، وأتذكر في واحدة من تلك الصحف العربية العريقة في عاصمة عربية مشهورة، كان الصحفيون عندما يتعرضون لقيود تمسّ حرية التعبير، يقولون لمسؤوليهم صراحة: ما هذا ؟ أنظروا لسقف الحرية في صحافة الكويت الدولة حديثة العهد؟. في ذلك الزمن الكويتي الجميل، لم يعرف الكويتيون مطلقا لا في السرّ ولا العلن مصطلحات مثل ( سنّي ) و ( شيعي ) أو أية مذاهب أخرى، كان الجميع مسلمون...مسلمون فقط، لأنه حقيقة إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في الإسلام، ففي عصره وعدة سنوات من بعده، لم يكن هناك سوى الإسلام الذي رسوله النبي محمد، فمن أصدق الرسول الكريم أم من جاءوا من بعده، وقسّموا المسلمين فرقا وطوائف وجماعات وأحزاب، بينها من الفتن والحروب والصراعات أعمق وأقسى مما بينها وبين من يطلقون عليهم أعداء الإسلام، فإذا هذه الفرق والطوائف من خلال ممارساتها وصراعاتها وأحقادها ضد بعض، هي العدو الحقيقي للإسلام.

أين كويت ذلك العصر الجميل، حيث كانت جامعة الكويت رغم حداثة تأسيسها لها موقع مميز بين الجامعات العربية؟. أين ذلك الزمن الراقي الذي كان فيه مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ومجلته الدورية، يتمنى كبار المفكرين والكتاب العرب أن يتعاونوا معه ويكتبوا فيها؟ أين ذلك الزمن المتحضر الذي كانت سلسلة "عالم المعرفة" ينتظرها القراء العرب في غالبية العواصم العربية؟. أين ذلك الزمن الرائع الذي أوصل عبد العزيز السريع ومحمد المنصور وصقر الرشود وعبد الحسين عبد الرضا وغيرهم المسرح الكويتي ليكون منافسا لمسارح عربية عريقة في أكثر من عاصمة عربية؟.
الكويت تلك بدلا من البناء على إنجازاتها المذكورة والمشهود لها لدى كثيرين غيري من الكتاب والباحثين العرب، الذين عاصروا تلك التجربة ميدانيا، بدأت تشهد في ربع القرن الماضي تراجعا يمسّ حرية التعبير من خلال حراس مزايدات سياسية تأخذ للإسف الطابع الطائفي ( سنّي شيعي )، بحيث يتربص أفراد من كل طائفة بما يصدر من شخصيات الطائفة الثانية ماسّا أية موضوعات أو شخصيات لطائفتهم مهما كانت نسبة التجريح في هذا، ليبدأوا حربا طائفية قائمة على الفتنة، متذرعين بالدفاع عن الرسول وأهل البيت، متناسين قول الرسول ( الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها). والنتيجة الحتمية لهذا الحديث أنّ الكثيرين ملعونون شاءوا أم أبوا، عرفوا أم تجاهلوا!. وهؤلاء الحراس الطائفيون من كل الطوائف لا يريدون خيرا بوطنهم الكويت، لأن خدمة المصالح الشخصية والمزايدات السياسية عندهم فوق الوطن، وإلا ما معنى هذا الضجيج والشغب المرفوض من ياسر الحبيب وكذلك الردود عليه؟.



الثانية: ردود فعل الرسول في حالات مشابهة

ينبغي التوقف عند نقطة مهمة، وهي أنّ أفكار الإساءات للرسول وبعض الصحابة أو أهل البيت، هي نفس الأفكار التي يجترها المسيئون منذ ذلك التقسيم ( سنّي وشيعي ) الذي لم يكن معروفا في زمن الرسول، وبالتالي فهي أفكار ليست جديدة مما يعني أنّ من يثيرها أياكانت طائفته لا يقصد سوى خدمة مزايدات سياسية خاصة بأجندات معينة، أو من أجل مصالح شخصية أهمها الشهرة ضمن سياق
( إشتم تعرف )، لأنه ما الفائدة من تكرار شتائم وتجريحات مكررة منذ مئات السنين لتلك الشخصيات الإسلامية؟.

وكمثال معاصر تلك الإهانات والتجريحات التي أعاد تكرارها رجل الدين الكويتي المقيم في لندن ياسر الحبيب. إنها شتائم وإهانات ليست جديدة، فقد تكررت على لسان عشرات الشخصيات عبر التاريخ، شخصيات أهم وأشهر منه، ولا أظنّ أن غالبية العرب والمسلمين كانوا يعرفون من هو ياسر الحبيب، وإذا بشتائمه وإهاناته الجديدة القديمة، تأتي مباشرة بعد أن هدأت زوبعة تصريحات القس المجهول تيري جونز، ليصبح ياسر الحبيب وتيري جونز من أشهر الشخصيات بعد سلمان رشدي ورسّام الكاريكاتير الدانمركي، وإن كانت شهرة مبنية على باطل وإثم مرفوض، تمشيا مع المثل العربي القائل ( يحب الكبرة ولو على خازوق ).

لقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم أبشع من هذه الإهانات، خاصة ما عرف ب ( حادثة الإفك )، حيث أتهمت السيدة عائشة نفسها في شرفها علنا وصراحة، وانتشر الطعن في شرفها وعرضها سريان النار في الهشيم، وليس عند العرب قديما وحديثا أبشع وأجرم من هذه التهمة، والكل يعرف تأني الرسول وصبره وحلمه، رغم أنه يعرف مطلقي تلك التهم وظلّ صابرا متماسكا إلا أنّ برأ الله تعالى السيدة عائشة ( إنّ الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكل إمرىء منهم ما اكتسب من الإثم ). فلماذا ندّعي أننا نسير على خطى الرسول وهديه، في حين أنّ غالبية تصرفاتنا وسلوكياتنا تتنافى تماما مع تعاليمه وهديه؟. لماذا أصبحت حياة الرسول وأهل بيته مجالا للمزايدات السياسية التي تفرق بين مواطني الوطن الواحد، وإذا بهما فريقان متناحران على بعد خطوات من قتل كل واحد الآخر؟. بالعكس في العراق بدأوا القتل حسب المذهب منذ سنوات، بدليل هذا القتل اليومي الذي يحصد العشرات كل يوم.

أهداف رخيصة بإسم الطائفة

المضحك المبكي في ردود الفعل على إهانات ياسر الحبيب للسيدة عائشة، أنه بعد الصراخ واللطم والشتائم، دخلت المقاطعة الإقتصادية الميدان، تماما مثل الحملة الفاشلة بمقاطعة البضائع الدانمركية، فقد بدأت تنتشر في الساحة الكويتية نداءات ودعوات لمقاطعة شركات اتصالات وقنوات تلفزيونية على خلفية أنّ شركة الاتصالات الفلانية قطعت بعض الخدمات عن القناة التلفزيونية الفلانية، على خلفية أنّ شركة الاتصالات شيعية والقناة التلفزيونية سنّية، وهكذا ضمن هذا السياق الطائفي الرخيص الذي لا يهدف الدفاع عن الإسلام كدين بقدر ما هو لخدمة أغراض خاصة أوأجندات إقليمية.

هذه الأسئلة ليست موجهة للكويتيين فقط،

فنفس الحيثيات تتفاعل سرا وعلنا في العديد من الأقطار العربية، فإما الحذر واليقظة النابعة من الحرص على بلادنا أو فالطريق الحالي لن يؤدي إلا إلى التهلكة، خاصة أن أكثر من قطر عربي دخل فعلا بسبب هذه الفتن التي ما عادت نائمة، إلى خانة التشرذم والدول الفاشلة. هل من المعقول أو المفهوم أنّ حوالي ثلاثين دولة أوربية لا يجمعها دين واحد ولا لغة واحدة على أبواب الوحدة الكاملة ، ويتنقلون منذ سنوات بدون جواز سفر أو تأشيرة دخول، وكافة الأقطار العربية التي تدّعي انه يجمعها الإسلام واللغة العربية الواحدة، قد دخلت فعلا طريق التشرذم والتشظي، فلا توجد دولة عربية تخلو من تفاعل مشكلة أو وضع سيؤدي بها آجلا أم عاجلا لهذا التشرذم والتقسيم.

وعودة إلى أهل الكويت أكرر: أين قبرتم ذلك الزمن الكويتي الرائد الحضاري الجميل الذي كانت فيه الكويت مثالا لحرية التعبير والديمقراطية الحقيقية؟. إرحموا الكويت كوطن للجميع، فالفتن ذات الطابع الطائفي لا ترحم أحدا، بل تحرق الجميع، وملعون من يوقظها أيا كانت طائفته أو مذهبه أو هدفه. عودوا إلى كويت الخمسينات والستينات، وستروا كم سيكون الجميع مواطنين كويتيين فقط، حيث الدين دين الله واحد لا فرق ولا طوائف فيه، والوطن للجميع.
[email protected]
www.dr-abumatar.net



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مقاطعة الحركة الإسلامية للإنتخابات قرار خاطىء؟
- سارة شورد
- ردود فعل المسلمين أكثر اساءة إلى الإسلام
- النظام الإيراني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تجربة رامي علّيق في حزب الله
- مفاوضات مباشرة..لم لا؟ و إلا ما البديل؟
- قرار حق العمل لفلسطينيي لبنان
- زيارة القدس تطبيع أم تعريب؟
- الشيخ صبحي الطفيلي: استمعوا جيدا لما يقوله هذا الرجل
- مؤتمر حسن نصر الله الصحفي: الفيلم الهندي أكثر إقناعا
- فخر لفلسطين والسلام في العالم
- إخوان الأردن: لماذا المقاطعة اليوم والمشاركة أمس؟
- عرب ومسلمو النرويج:كيف ينبغي ان يتصرفوا؟
- نضال الإنترنت الفلسطيني
- لماذا قواعد أحمد جبريل في لبنان وأعراس خالد مشعل في دمشق؟
- تفاصيل جديدة عن التوطين والتجنيس للفلسطينيين
- هيثم المالح ثمانون عاما أغلبها طردا وسجنا
- نعم للتوطين والتجنيس
- النقابات العربية واقع أم خطابات وهمية
- حذاء الزيدي عريسا في غزة


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية