أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فتحى غريب - أشترى لى قصراً فى الجنه يامولانا...















المزيد.....

أشترى لى قصراً فى الجنه يامولانا...


فتحى غريب

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 18:32
المحور: كتابات ساخرة
    


إشترى لى قصراً فى الجنه يامولانا

كيف أَشْترى قصراً فى الجنه يامولانا..؟
لم يكد مولانا يصعد المنبر ويقف ليلقى خطبته..حتى صدمته بهذه الجمله..ووقفت المح رده فعله..تم أكملت..
ومن يعطنى صكاً يقول إنى أملكه..هل تسنطيع يامولانا هذا...هل عندك علم وتخبرنى؟...
نظر إلى وجهى ولملم لحيته..
وأعاد عمامته الى موضعا..وبيده أخذ يضغط يضغط حتى غطت عيناه..
يبدو أنه ليس معتاداً عليها..إلا فى هذه المناسبه...
يسأل ... بأنفلات عصبى.....
من أطفأ نور القاعه ياولاد؟؟..
تململوا جميعاً..ولمحت إنفراج الوجوه التى تسبق القهقهه..
قلت له متعجلا: سيدنا إن الساعه فى كبد الشمس... ,يعنى إحنا العصر ...
جنابك كبست العمه شويه....شكلك مش واخد عليها....
نظروا لى ..الحمد لله لاأعرف احد منهم أحد..
رغم إنى أبن العمده من زوجته الرابعه التى أبقى على زواجه منها فى الكتمان عشرون عاماً .
ألان مولانا...رفع عمامته.. وبحرج طيب معلهش .....
الان قرأت ملامحه يلعننى ,ويتمتم بصوت أكاد أسمعه...
هذا الشاب... باين غريب مش من البلد وغبى.. وأحمق ...وجاهل ... وحيتفزلك على ..
أطال النظر فى وجهى..
قال.إنتظر حتى إنهى الوعظه..حنقعد سوا...
وقطب وجهه ..تم بدأ الخطبه ..وحمد وأثنى..وشكر من أوقفه فى هذا المكان..
وإنطلق صوته كألرعد..يدمدم
سمعت وعظه لو نطق به كبير الشياطين والجان ماكنت أصدق...
أحل دم اليهود وقال إنهم أبناء القرده المساخيط ..
وابناء المسيح بانهم ضالون ومغضوب عليهم ,
وأحل دم العلمانيين جميعاً ,,ووعدهم بجهنم وبئس المصير...
ونعتهم بألفاسقين المطالبين بكفر مايخالف عقيدنه ودينه ..إنهم يروجون لقضايا حقوق الانسان وحريه النسوان ,
وبطريقه ساخره تلوى بيديه الى الامام والخلف..
ثم أدارهما الى أعلى ثم ألى وسطه وكأنه فى رقصه إستعراضيه ,وتغيرت لهجته الى المصريه...
يعنى عاوزين الرجاله تبقى زى حريم وتقعد فى البيوت ..نلبس طرح ..ونكفر بألله..والبنات تمشى على حل شعرها..
ينقلب الى الفصحى فى لحظه...ياساده من مات على غير ديننا فهو كافر..ملعون فى النيا والاخره..ومن خرج عن ديننا فأقتلوه..لاتصدقوا العلمانيون بأن الانسان له حريه الاختيار فى ديننا ..
ولكن هم احرار فى دينهم...لانهم الادنى ونحن الاعلون فى الارض...يبسمل ..ويحوقل...وكان حاق بألدنيا الخراب...
بأعلى مافى صوت جهار التكبير ..يهدر ويزمجر وكأن مولانا فى ساحه حرب.
"قلت فى نفسى جزاك الله على ضميرك وجهلك يامولانا هذا كل ماتعرفه عن العلمانيه"؟..
شعرت وكأن حرباً مقدسه ..يقودها هذا الرجل من منبره...
كفر كل يستخدم,أدوات الغرب الملحد الكافر.. بدأ .. من لبن البودره الاطفال الرضع..
قال: فيه سم يقتل أطفالك ياأخى فى الايمان..أُمال بزأو سدى الامهات ربنا خلقها ليه..إتقوا الله..هم يصدرون لنا الموت ونحن نصدر لهم الايمان والحب.."
فى لحظه مَرت أمام عينى أبراج التجاره الامريكيه فى 11سبتمبر وماتلاها من عشق وحب وحنان "..
وتابع أما حبوب منع الحمل حرام ..حرام ..وكل من يستخدمها يحاسب يوم القيامه بألحبه وبالساعه ..ويضرب لنا الامثال والحكم ,ويعبُ من قاع الزمن وكأن حبوب منع الحمل ِإكْتشفَتْ على يد جهابزه الشرق ..
ثم عرفوا ضررها ونزلت لهمم آيه فيها فحرموها..
لاأعرف من أين يأتى بألمصادر,والتأويل,والربط التفسيرى الخيالى؟
لاول مره أسمعها ألان من فمه المتبحر الممطر ,وتوقفت عن الفهم وماعدت أسمع ..
ألاحق ببصرى أمطار الرزار من فمه تتطاير على وجهى رزازاً... فيبدو ان أفكاره صدمت رأسى...
فتوقفت حاسه السمع عندى وترنحت فطلب وقتاص مستقطعاً لترتاح قليلا من هذا التخبط الفكرى الاقصائى الظلامى المتوحش..
الذى احاط مولانا بهاله كتب عليها كما تخيلتها...إبليس حين يعظ..
الان عرفت الى أين تتجه البلد..؟؟؟وكبف ضبعها الفقر وإتشحت الاسواق والشوارع ووشحها ألسواد...
أنتهت راحه السمع وبدات الافاقه وحركت قدمى فى هدوء الى الامام قليلا ثم أعدتها .... لاحظت أنه
يخفض من وتيره صوته قليلا يقول :ألتلفزيون ياجماعه حرام وبه فسق وفجور..ونساء سافرات وبرامج بتخرب العقول ,,,كده ولا حد ليه رأى تانى ..
حد منكم عنده تليفزيون ياعباد الله يتخلص منه الله يهديكم..
أسمع واحد من الصف الخلفى يقول: مولانا معاه تليفون محمول هو مش حرام برضه .
أعتقد ان صوته لم يصل مسمع مولانا وإلا تغير حاله كما فعل معى ..
يكمل وبدأ ت نبرات صوته ترتفع قليلا ..
جسد المرأءه عوره,وأن خرجت فيكفيها عين واحده لترى وتبصر بيها الطريق..... وإن ظهرت الاخرى كانت زانيه.. يكررها مرتين ..
يأيها الناس قال مولانا القرعاوى رضى الله عنه ..للمراءه تضاريس ربانيه.. يعنى النسوان" ياولاد ياشباب يارجاله"..قال واحد من الصف الاول يعنى حريمنا..يامولانا... أيوه الحريم ياأبو زمزم...
ليهم حاجات طاله من جسمهم وجاحات داخله..وحاجات طريه وبيضه..هى دى التضاريس ياأبو زمزم..
هذه التضاريس تجذب وتشد عين الرجل فتزنى عينه فيهم , ورفع من وتيره صوته الامر وكأنه قائداً عسكريا فى ميدان قتال....والحرب على الابواب...
لتخفى كل أمراءه تضاريسها ,ولو فى جوال من أشوله القطن او الشعير إن لم تجد سبيلا لشرائه... لضيق ذات اليد وقله الحيله لرب الدار..وفقره..لعدم وجود عمل ..ولكن لتعلم اخى المؤمن وجوده هنا عمل ..وعبادته لله عمل ..فلا تهمك اعمال الدنيا يأبن ادم...ياأبن أدم مادمت هنا معى..لإن الدنيا متاعها قليل زائف..والخير فى أعمال الاخره....فلتتنقب النساء...وتتعفف
ولتصنع درنقه تتنفس منها ,وتضع طعامها فيه وتأكل فلا يراها أحداً من الذكور فيشتهيها ...أو...يشتهى الطعام منها الذى تأكله.. وبلاش تمشوا تترقصوا ياحريم البلد.. كده.. يقف قليلا من مقعدته.. ويلولب زراعيه بطريقه ضحك لها الجميع ..
وطوح بهما فى الهواء يمينا ويساراً .. وتوقف ..وعاد لعدلته...
وأكمل.. ومن تعصى ..فهذا بلاغ منى وليست فتوى..اللهم إنى بلغت فأشهد,,ولتعلم ألنساء فى البلد أنها إن لم تعمل بما قلت ...فقدعصت الله نفسه ,
ويوم تموت فويلها من عذاب القبر..وهى وحدها فيه لاأب ولاأخت ولازوج ولاولد... والثعبان الاقرع وصرخ وكأنه لدغه ,,يالهوى إرحمنا يارب...
ثم يزيد جاعورته الى أعلى درجه ويوم تقوم القيامه وتنهد الارض بمن عليها ,ومن فيها ...
حيسلخ جلدها حيه وحته وحته.. ويشويه فى نار حاميه من حديد ونحاس ... ولابياض ولاحمار ويدير عينيه للجميع وكانه لحظه هذيان بينه وبين نفسه ..
يقشعر جسدى وهو ينظر إلينا بنظره ..وكان الشيطان الان يعظ.. يخرج منديله يمسح رغوه بيضاء كثيفه التصقت ببدايات شق فمه حتى بدت كنقطتان كبيرتان يزين بهما لحيته , ولكن يبدو أنهما خرجتا كارهتاً البقاء فيه..أو هزمت فى داخله من الكلمات النعراويه فى وهم الحرب والنحر والقتال ...
يالهذا الداعيه الواعظ الدكتور العالم الواسع الفم الى حد أنى المح بلعومه..
وهو يتراقص بين فتحتين..كألمزامير البلديه..التى رأيتها ليله البارحه فى فرح إبن عم العمده.
يكمل يقول: لها ملاك الرب هذا ماكنت به تتزينين وتتباهين ,وتزنين يآمه الله ياعبده ..ياعبده ...
ألم أرسل لكم وكلاء عنى يرشدونكم للهدايه وطاعتى.... ..فأاسمع ياإبن القبر والكفن..سبحان من سيأتيك من العفن..
ثم يكبر ..فنكبر وراءه..الله اكبر ..اكبر ..ولم اشعر بنفسى.إلا وانا أصيح بأعلى صوتى معهما..الله اكبر ..الله اكبر..يعيش مولانا الدكتور....
لاأدرى هل أصابنى إيحاءً عقل القطيع الجمعى هذا ..؟ أو .. تسلطنت من الدروشه حتى وصلت الى ماأشبع السلطانيه (يعنى مخى )..ففاض لسانى بهده الجمله..التى لاتقال إلا فى زفه الحكام..والملوك...وزعماء الالهام..والبطرخانيه...
فصرنا نفكر جميعاً من أحشاءنا... أم أن سخونه الطاسه وحميتها البوفيه فينا أشعت فخرج منها اللهب الهتافى هذا ..
صدق من قال عقل القطيع...وهذه تجربه عمليه....
يرفع مولانا يده ويدعى الله أَمتنا على ديننا..ولا تشمت الاعداء فينا...وسلط عليهم المرض..والجوع.. والفقر والزلازل..والبراكين..والفضانات...وإجعلهم يقفون طوابير من أجل رغيف العيش..وإجعل زعيمهم يحكمهم حتى يأخذه الله..أخذ عزيز مقتدر..أو أجعل عسكره يتقلبون عليه.".قلت فى نفسى الراجل إتجنن وبيملى شروطه على ربنا"البوق الدكنور يتابع وأحرق وأسخط من يخالف ملتنا,وديننا..
اللهم إجعلهم لنا عبره وموعظه,وإرفعنا عنهم منزله...ودرجات...
ودمرهم وإخرب بيوتم ياأكرم من ندعوه فيجيب...
ينظر للجالسين على مقاعدهم الكل فى سكون .. وكأن الطير على رؤوسهم ,الكل يحملق فى السماء..
أصابهم الوجوم والخرس,تكاد تأتيك عبر أريج المكان.. نحنحه إنجرفت من أبعد الصفوف المتراصه فى اخر البهو.
يهدأ قليلا تم يتابع فى صوت منخفض ياجماعه اللى عنده ست فى البيت ولا مره بمعنى أمراءه ,ولا بنت لازم ينقبها ويبلغها بما قلنا وأفتينا.....عين واحده تكفى لقضاء الحاجه فى الخارج...
يقبض فى يده اليمنى مسبحه كامله العدد كحبات الزيتون سوداء,ما أكبرها...تمنيت لو كان يهدينى واحده منها..
يهمس فى أذنى رجل متقرفص بجوارى,ينصحنى لاتنظر فى وجه مولانا العالم الدكتورممحصاً.. الرجل ولى مقدس.
إخفض من راسك ,إنت قاعد فى الصفوف الاولى بلاش عينك اللى تندب فيهم رصاصه ,كفايه اللى قلته له وهو فى أول الخطبه ...دا حيخللى يومك هباب...عاوز قصر ياخويا فى الجنه...امال هو يقعد فين...إتلهى على عينك..وناوله طاستك
وونك عشان يعرف يملاها..مولانا ادكتور فقيه عالم فى كل الاديان..وكل حاجه تنفعنا ..سألته....
كيف وكلمه دكتور غربيه لايحملها إلا من يكشف عن نظريه فى علم مادى ؟
وكلمه عالم لاتصلح إلا لمن ينتج ماينفع إنسان فى دنياه وليس فى أخرته,
أليس هذا هو النفاق والتمايز بعينه؟
,يكفيه فقيه فى علم الدين أو بوق دعوى ,نظر ألى فى ملل "نسينا أن الاستاذ الدكتور العالم الواعظ لازال بنا يطرب ويقرقع بصوته ....
ضرب طبله أذنى كهدير قطار فقد فرامله , ابدو وكأننى غنمه وسط القطيع فى مِروِضه"...
قال لى الرجل: وماالعيب فى منحه كل الالقاب ,,الكل يتفشخر ,,يتمايز على خلق الله..
أهم فى البدايه يشقوا صفوف الخلق كداعاه , فأن زاد مريديه زادت سرعته فى طحن أمخاخ العامه والخاصه , يركبنا حتى يصبح المسيطر وحده على سلطان العقل ..
شمال شمال ..يمين يمين...تنام أزاى وتصحى إزاى..لحد باب الحمام ...
البلد جرجروها من ودانها...قلت له ألله ماإنت فاهم اهه...أمال بتحضر ليه...نضر لى وقال أبقى كافر يعنى...طيب..طيب ..خلاص..خليك معاه ناوله ودنك...وإتمخمخ...وإتبطرخ...
احدث نفسى ..مهى البلد شبابها عطلان ومش لاقى حاجه تشغله,والفساد رغم كل كلام مولانا بقى للركب ,.وأهى بتتنفس هنا وأماكن التنفيس كترت..واى حد بخرجها من اللى هى فيه بتمشى وراه ..
أخذت نفساً عميقاً ...سارحاً بخيالى أقول : هذا نتاج ظلم الانسان لاخيه إلانسان..
فتحين أمثال الدكتور العالم الفرصه لتوزيع أفيون الغيبيات بوفره علينا بتصريح رسمى من النظام الحاكم..., أمرهم أن يقربعونا فقربعونا ... فنصاب بداء الراحه والنوم حتى الانتعاش والهزيان...
والناس سابت للاغنياء واهل السلطه والجاه الدنيا..ودوروا على الاخره ونعيمها ببلاش ..
بداً الكل يقف من على مقعدته..وبقيت مكانى أنتظر ..الصفوف تنسل فى هدؤ الى الجزامات ,الكل يعرف طريق مداسه تقبض عليها بكفيه ويتجه الى الباب عند المصد الخشبى الذى يفصل بين الشارع والدخول الى السجاد الاحمر الدموى المفروش بطول وعرض الساحه..إلا أن البعض المنتعش حتى الثماله..بقصد أو بغير قصد..لست أدرى .. نسى أو تناسى ..أين وضع الشبشب الزنوبه الذى لايملك سواه..كما إدعى ..
يقف بجوار الجزامات الملتصقه بجوار باب الخروج ..حتى لاينسل احد دون التبرع و مد يده فى الصندوق..ألخشبى,,محصن بقفل صينى لجمع .. يسأله ..مشفتش شبشب مقطوع من قدام لونه بنى بلاستيك ياأخى؟ لايجد جواباً...الرجل عينه على كل من يخرج من المسجد ولايضع نقوداً..لاوقت لتغيير الانتباه...الطوابير تتجه إليه..أسمع همساً بارك الله فيك...اركز على فاقد الشبشب..أنظر اليه متحيراً ..
أقول فى نفسى لو خرج حافيا أفضل من شبشب مقطوع..
يجيب له عصبى...الله يكون فى عون الناس ...
إبتسمت ...ويلى لو لم يجده فيكون حذائى هو الضحيه والعوض له ...
أعود لصوابى معقوله..الله يخزى شيطانك....
دا لسه مطحون ومقربع وعظه تدوب الحديد..وتٌنخنخُ الجمل...أدرت وجهى لسقف الساحه .....أختفى الرجل ..
أفقت ..على صوت الدكتور العالم السَمَيْدع(الرجل الذى لامثيل له) ينادى.... أنت يا إبنى ياللى سئلت..عن بيت ولاقصر فى الجنه...تعال قرب منى...
تقدمت ثلاث خطوات ببطء..ولاحظت إنه يلبس بنطلون صوف انجليزى تحت عبايته..لم ألاحظ هذا بطول الموعظه...ركزت عينى عليه أكثر...مددت يدى أحيه فرفع يده اليسرى بألتحيه
وماكان أن إلتقطت عينى ساعه رادو من الذهب الخالص..يحلم بشراءها كبار الاثرياء... أعرف أغلى الساعات وأقدر قيمتها .. فقد كنت أعمل فى تجاره التحف الاثريه والساعات والمخطوطات ..نقتنى هذه التحف الغاليه وندرسها ونقيمها ونبيعها لمن يعرف قيمتها..يعنى بألطلب...
خفت أكثر ..وهو يرمقتى وكأنه يعرف أننى لست من رواده ..بل أنا غريب جاء لزياره أحد اقاربه فى قريه أبو حماد..وإننى ضيفُ ثقيل فى ساحته البوقيه.....
أسبقه قبل أن يفتح فمه..الساعه جميله ....ومش سهل تلقى منها أثنين فى البلد...رادو مش كده.سويسريه ..فى همس لنفسىمن بلاد الكفره المغضوب غليهم...الله يخرب بيتك يامولانا...احمد الله لم يسمعنى...
نظرإليها وقد تدلى كم الكاكوله حنى وصل الى كوعه... وكأنه أول مره يعرف الماركه...باين عليها وهمهم...أنت بتعرف فى الحاجات دى باين عليك..واد واعى...ضحكت..
قلت: الساعه مش حرام أيضاً يامولانا..
يبدو..... أننى كدرت ملامحه,,يالى من أحمق..سيقطع الحوار الان..ولكنه
وأشار إليها... أنا واخدها هديه..والهديه لاترد ولاجناح عليها...طيب حرد عليه أزاى؟
وهو اللى بيحلل وبيحرم..ويبيض ويسود..وكله عنده بألتفسير ..وألتأويل جاهز...
ضحك ..وقال عاوز تشترى قصر فى الجنه..وإنفرجت وجنتيه وكشف عن أسنان سوداء لم تمسسها فرشه بلاط لامن قبل ولامن بعد...عرفت انه من رواد الشيشه والمعسل البلدى...
لا..لا كنت أقصد يامولانا..كيف اضمن قصر فى الجنه ..لان القصور فى الدنيا بعيده المنال وغاليه..ومحرمه على الغلابا..
لحد الشقه..لازم الشاب تطلع روحه على مايطول حجره بصاله..وإن طال ..يبقى الواحد يفكر أبعد قلت قصر فى الجنه أحسن
وخفت احسن ملحقش حتى بير سلم فيها قلت أقول لجنابك..أى والله..مابكذب يامولانا..وضحكت..فأبستم فى لون التكشيره.
شوف يابنى وضع يده على كتفى وهو يكمل الكلام ..فهو أطول منى بما يقرب عشره سنتيمترات,وانا بألكاد أزيد عن الستين بعد المتر من السنتيمترات...
انا مكلف من الدوله ,ومن مركز التوعيه والنشر الدينى..بأن أعظ الناس حتى أدخلهم الجنه..وأما الدنيا فلها ناسها..
عاوز تدخل الجنه وتملك صك كمان بملكيه قصر فيها أولا تبرع لمسجد الزاويه بألف جنيه...وإحضر معانا كل يوم الاجتماع
وتابع الخطب بتاعتى دى حتى على الانترنت...
وفى الاذاعه والتلفزيون..على القنوات الدينيه مثل ومثل واخذ يعدد لى اكثر من أربعين قناه....
طيب ياسيدنا ماأنت قلت التلفزيون حرام.....نظر لى : حرمت عليك عيشتك .داكلام أنا مكلف بيه..ولازم أقوله حتى لاينساق الناس وراء شهواتهم فيه..دول زى البهايم ..عاوزين أللى يرعاهم..مسح لحيته لم تتغير ملامحه..
لماذا لاأعرف؟تابع..
ولكن الضرورات تبيح المحظورات...ولولا.. وجود برامجنا الدينيه وكثرتها فيه لحللنا دم من ينام وفى داره تلفزيون....
فهمت ..قلت فهمت....بس العلمانيين مالك ومالهم يامولانا...فاجأنى هو إنت علمانى..قلت له أيوه يامولانا..قال يعنى كافر وبتصلى..عندنا..قلت وبصوم كمان...وهل عنك مانع لصرتى فى مسجدك..؟؟؟؟رد بعفويه مش عارف..قلت له لما تعرف يامولانا ..أبقى كفر اللى انت عاوزه ودخل الجنه اللى إنت عاوزه...تجمع بعض القرويين حولى ..الكل ينظر لى وينتظر الاشاره من مولاهم الدكتور عالم الغيب, وضارب الكف ..ومحدث الودع ..نظرت حولى ..قلت هل تعرفوا مين أنا ؟..أنا بن العمده من زوجته الرابعه فى مصر...
لحظه وتبخر الجميع ..وكأنهم كانوا سراباً وضاع أثره..
اما دكنورنا الداعيه فقد أحسن كلامه وتحول الى عصفور يصوصو فى يدى...
وهمس لى فى أذنى قل للحاج أبونا العمده ..يبيع لى الفدانين اللى على ناصيه البلد..أبنى فيهم..حته زاويه للصلا والعباده... ودار بسقف خرسانه مسلحه..أركب عيله الدش بدل الدار المليانه براغيت وحيطتنها بألطوب اللبن ... ومتعرشه بنصاص نخل ..أخذ يدغدغ الحروف تحت شفتيه ..
الواحد قرف من البيوت المتلزقه ببعضيها دى..الله يخرب أم دى بلد متخلفه.
الواحد زهق كل خطبه اللى يزيده يعيده...ولاحد فاهم ولاحد عارف ..واهو اكل عيش...عاجلته قول اكل بقلاوه..وجاتوه يادك
ضحك..قلت تعال انا حتوسط.. نس ليه الف جنيه..وسوف أضمن لك العقد..فى الدنيا مش عقد فى الاخره..
وحخليه يبيع لك الارض ياابو الدكتره.... وافق فورا.. مد يده فى سروال العبايه .وأخرج حزمه من النقود عندما لاحت له دار أبى العمده ..سمعت ابى ينادى ..رحت فين ياوله وإيه إللى خلاك تصلى فى جامع مولانا الابليس..
فى خفيه دس كميه من الاوراق النقديه فى جيبى ,أعتقد انه كان لايعرف عددها...قال: أنتظر وعدك.
ولكنى أخرجت المال من جيبى ورددته إليه فى أدب..
قلت: كنت أُداعبك لاأكثر,,أنت صدقت ,,تغيرت ملامحه.
بس لى سؤأل : إنت يادكتره علمانى ولا أيه يامولانا ؟.ونظرت ملوحاً له بيدى دون حاجه لدعوته بألدخول....




#فتحى_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بفش غلبى بألشعر الشعبى...لحكام مابعد التسعين فى بلاد الشرق.. ...
- لن أفقد وطنى ..وأجدادى.
- أدب الاجداد المصريين...حضاره الحياه....
- شعر الدراما الواقعى
- ربما يتحقق الخوف


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فتحى غريب - أشترى لى قصراً فى الجنه يامولانا...