أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود المصلح - السقوط في شرك المصطلح














المزيد.....

السقوط في شرك المصطلح


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم التنافس على إصدار واستيراد المصطلحات ، المنتجة في دوائر ليس اقلها وكالة المخابرات الأمريكية ، والموساد الإسرائيلي ، ودوائر التآمر في شتى العالم ألانبطاحي الانهزامي ، نرى التسابق المحموم على وصف الدين ( أيا كان الدين ) وخصوصا الإسلام بأنه آلة تفريخ للإرهاب ؟
ومن هنا سنجد العشرات من المصطلحات التي تنبع من هذا النبع الغزير .سنجد الإرهابي ، والمتطرف ، والأصولي ، فوبيا الإسلام ، والمتزمت ، والمتعصب ، وسنجد من الداخل ، الشيعي والسني ، والتكفيري ، والروافض والرواجف ، وسنجد أنفسنا نساق بلا وعي وراء تلك المصطلحات ونرددها دون تمحيص ولا تفكير ..
ولم نجد في وسائل الإعلام العربية والعالمية من يتكلم عن التسامح والوسطية بمعناها الشامل الذي يعطي بقدر ما يأخذ ، ويساوي بين الناس ويكون الأساس هو العدل وإحقاق الحق ( أو كما يقولون ليس الكيل بمكيالين ) .
فالتسامح والوسطية التي ينادي بها البعض منا تعني في نظره التنازل عن الحقوق والسكوت على الظلم وغض البصر( ليس عن المحارم ) بل عن الانتهاكات التي نتعرض لها في جوانب حياتنا المختلفة .
وأما التطرف الذي يتكلمون عنه هو أن تكون مناقضا لهم في الفكر مخالفا لهم في العقيدة ، مطالبا بحقوقك وحقوق شعبك واهلك ، هو أن تصرخ من الألم بصوت عال .. صراخك هذا تطرف ..
كان الأولى بك أن تتجرع مرارة الظلم مرارا وتكرارا ، وان تغض بصرك وتصمت ، وتتظاهر بأنك تقدمي ، وإلا فأنت إرهابي ، كيف للمظلوم الذي احتلت أرضه واستبيحت حقوقه وانتهك عرضه ودنس شرفة ودمرت أقدس مقدساته أن لا يثور وان لا يقاوم ..
فهو سيكون بين خيارين لا ثالث لهما إما أن يكون تقدميا متفهما وسطيا ويسكت على الظلم ويغض بصره ليوصف بأوصاف تنبع من مصطلحا تهم ... ربما يكون معتدلا ..
أو أن يثور وهو الوضع الطبيعي للإنسان الطبيعي .. وبهذا سيكون إرهابيا .. متطرفا .. أصوليا ..وما خطر ببالنا نحن العرب والمسلمين بشكل عام ونحن نردد تلك العبارات على شاشاتنا وصحفنا ، أن الإرهابي هو من ظلم وتعدى حدود بلاده إلى حدود الآخرين نهب وسرق وهتك وقتل ودمر وأباد واستباح وفعل فعلا تعجز اللغة عن وصفه ...فهل يعد من يقاوم الاحتلال إرهابيا ؟؟؟؟
فلم نجد دينا يتعرض للهجوم كما يتعرض له الإسلام ، ولم نجد قوما يتعرضون للاستنزاف والانتهاك كما يتعرض له المسلمون ، ولم نجد في شتى مناطق العالم على مر عقود طويلة خلت بلدانا تتعرض للدمار والنهب والسلب والحرب والقتل والغزو كما تتعرض له بلاد الإسلام .. فالحروب اليوم فقط حيثما كان إسلام او مسلمين ... ففي أفغانستان والهند وكشمير وباكستان والفلبين واليمن والعراق وفلسطين والصومال والشيشان والبوسنة والهرسك فقط . فهل هذا من قبيل الصدفة ؟؟؟؟؟؟؟ ...
فأوروبا وأمريكا واستراليا وأمريكا الجنوبية عموما تنعم بالراحة ودعة العيش والرفاهية ، يرسلون جنودهم وبوارجهم وسفنهم وطائراتهم إلينا عبر آلاف الأميال ، يدعون أننا نشكل خطرا عليهم .. ويتكلمون عن الضربة الاستباقية .. وخطر الإسلام الذي يهددهم ..فهل يملك المسلمين من وسائل الهجوم ما يشكل خطرا عليهم ؟؟ وهل يملك المسلمين من وسائل الدعاية الهدامة والآلة الإعلامية الجبارة ما يملكون ؟ وهل لدى المسلمين من القادة ما لديهم ؟ وهل سبق أن قامت دولة عربية أو إسلامية بالهجوم على أمريكا او بريطانيا أو فرنسا أو أي دولة أوروبية أو أمريكية أو غيرها ..فظلا عن عدم قدرتها على القيام ..
وبالتالي من هو الذي يمتلك الخوف المسبق ، والرغبة في التدمير والهجوم ،ومن هو الذي يوصف بالمعتدي والمعتدى عليه ومن هو بالتالي الإرهابي .. لنصل إلى من هو القاتل والمقتول ..ومن هو السارق والمسروق .
خيرات بلادنا كانت ويلات علينا .. ألا ليت أنا لم نرى النفط ولم نرى بواطن الأرض ، ألا ليت أنا بقينا كما كنا فقراء قبل مئة عام .. ألا ليت أننا كنا في أدغال أفريقيا .. نرعى مع الأغنام .. ونفعل كما يفعل الصيادين ليأكلوا يوما بيوم .. نشبع يوما فنحمد ونجوع يوما فنصبر .. وما تعرضنا لما نتعرض له .. ونحن ندرك أن القادم أعظم .



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولاد الحرام ...
- المسكوت عنه .. المخفي العظيم
- هل انا مخبر ؟
- صلاة بلهاء
- من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد A ...
- بدي اهاجر بقارب مطاطي ..
- انا مش حزبي ..
- من الادب التايواني المترجم - ترجمة محمود المصلح- صباح تشو تي
- زيارة
- سرطان يمشي على قدميه .. متخفي بصورة رجل
- مافيا عن جد
- تجربة ذاتية .. صيد الخاطر 7
- احترام الاطفال فنيا
- برقية ..
- مسألة صعبة ..
- قصص قصيرة جدا 3
- قصة قصيرة ( المحاكمة )
- قصص قصيرة جدا 1
- قصص قصيرة جدا 2
- صيد الخاطر 6


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود المصلح - السقوط في شرك المصطلح