حامد المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 19:46
المحور:
الادب والفن
في الشناشيل غرفة زجاجها ملون أحمر أصفر أخضر برتقالي تفتح الشبابيك في الغرفة الفارغة فتدخل العصافير والبلابل لتلتقط الحب المنثور في أرضية الغرفة، تُجمع العصافير لتُذبح ويُنتف ريشها وتُوضع بأشياش على المناقل في البتاوين ليمضغ عظامها سكارى المقاهي.
اختلط عصفور مع البلابل المتبقية التي تُجمع في الأقفاص للبيع في سوق الغزل وفر العصفور صوب سوق الصفافير هو وبلبل معه أراد العصفور أن يضاهي البلبل بذنبه الأصفر لعله يغرد مثله ويتخلص من نتف الريش رأى العصفور في السوق رجلٌ بحفرة في رمل يهز إليته يمناً وشمالاَ ليبيض إناء بالقصدير وعلى صخرة قرب الرمل نزل العصفور فذرف من برازه على الصخرة واخذ يحك ذيله مترنحاَ مثل الرجل الذي يبيض القدر واخذ يزقزق لعله يترنم مثل البلبل الذي على السلك في أول السوق وطار العصفور قرب البلبل لكنه لم يقوى على التغريد مثله وفي يوم ربيعي ذهبت جدتي إلى المشتل فرأت بلبل في قفص احمر سألت : هل يغرد هذا البلبل السجين قالوا لها: انه يغرد أحسن من العصافير وجلبته إلى الدار وصارت في كل يوم تسقيه وتغذيه وتخرجه في الحديقة ليغرد بينما تصطف البلابل الطليقة قربه لتغرد هي الأخرى وصارت هداياها للأحفاد بلابل تغرد لكنها كانت حزينة لسجنها البلبل فارتأت أن تتغافل وتترك باب القفص مفتوحا فانطلق على الشجرة قرب البلابل الأخرى يغرد مثلها ويبتعد عن من لون ذنبه ببرازه.
#حامد_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟