ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 20:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قرأت ذات مره للفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت فأعجبني جدا تفكيره والمنهج الذي سلكه للوصول الى الحقيقة واليقين وهو منهج ( الشك ) ، ثم تساءلت بيني وبين نفسي لماذا لا يوجد لدينا نحن العرب رجل مثل ديكارت ذالك الرجل الذي يملك عقلا فذا لا يشغله شيئا سوى التفكير والشك بكل المسلمات المعرفية والأفكار والنظريات السابقة للوصول الى الحقيقة واليقين وتطهير عقله من الأحتمالات والأفتراضات .
ولكني توقفت عن التفكير قليلا ثم أجبت نفسي على سؤالي قائلة : ومن قال بأننا ليس لدينا رجل ديكارتي ! فأذا كان لدى فرنسا ديكارت واحد فنحن العرب لدينا ديكارتات كثييييييير ، وقد لا يخلو بيتا عربيا من ديكارت واحد على الأقل .
وديكارتنا العربي سبق ديكارت الفرنسي في منهجه الشكي هذا وتفوق به عليه أيضا ، فهو لم يسلك منهج الشك في العلوم والمعارف والأفكار وكل هذه الأمور التافهة التي شغلت بال ديكارت الفرنسي المتخلف ،
لا لا فهذه الأمور لا تهمه إساسا ولا تعنيه من قريب أو بعيد ، مايهمه ويشغل تفكيره هو الشك في المرأة فقط .
نعم المرأة هي من كان محور موضوع منهج الشك عند ديكارت العربي ، وشعاره دائما هو ( أنا اشك في المرأة فأذن أنا موجود ) .
أستخدم ديكارت العربي منهجه الشكي في أخلاق المرأة وتصرفاتها وسلوكياتها وأيضا في عقلها وقدراتها وكل ما يخص حياتها ، ولم يكن شكه مؤقتا ينتهي بمجرد بلوغه اليقين بما شك به مثل ديكارت الفرنسي بل شك مطلق وإلى الأبد .
فلا يقين مع المرأة فهي محل شك دائم لا ينتهي إلا بنهايتها هي ذاتها .
كانت نتيجة شك ديكارت الفرنسي بأي معلومة يدرسها ويتفحصها في من منهجه الشكي هي الحقيقة المعقولة وبذالك يغلق باب البحث في تلك المعلومة أو الفكرة بعد توصله لحل لغزها وهكذا يرتاح هو ويريحها ، بينما نتج عن شك ديكارت العربي شك أكبر من سابقه لأنه لم يهدف من وراء شكه بالمرأة إلى معرفة الحقيقة واليقين وأنما مجرد تخوين وأستصغار وطريقة تعامل .
فتوالت عليه الشكوك وكثرت إلى أن صار الشك صفة من صفاته الرئيسية والمميزة وبصمته الخاصة .
وبما أنه لم يتوصل الى حقيقة المرأة أصبح الشك يؤرقه ويسلبه راحة باله ونفسه ، ولكي يشعر بالراحة والأمان طعن في عقلها وقلل من قدرها وأنتقص من أنسانيتها وأنكر قدراتها .
وبذالك يحق له حبسها في البيت وتكفينها بالسواد والسيطرة عليها ومنعها من التحكم بنفسها وأثبات ذاتها وبالتالي عدم نزاهة أخلاقها وعدم أستقامتها بدونه أي بدون ديكارت العربي .
وهكذا أستمر شك ديكارت العربي في المرأة الى الأبد سواءا كانت المرأة تحت سلطته أو لم تكن تحتها لأنه في كل الأحوال لم يتوصل الى حقيقتها ، فظل يشك ويشك بلا نهاية ، فلا هو أرتاح ولا أراح المرأة .
لذالك أقول إلى فرنسا أذا أنتم لديكم ديكارت واحد فنحن لدينا ملايين الديكارتات ولكن التخصص مختلف
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟