أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1














المزيد.....

سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 05:50
المحور: الادب والفن
    


المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم، وحلمي كان جميلا. من النظرة الأولى أحببته، على عكس القول المأثور: الذين أحبـّوا بقوة ، لم يحبـّوا من أول نظرة. بل أكاد أجزم أنـّني من قبل النظرة الأولى أحببته، فقد كان حلمَ كلّ فتيات الجامعة. حين كنا نتجاذب أطراف الحديث عن فارس الحلم، كانت كلٌّ منـّا تصرّح أنـّها تتمنى لها فارسًا كـآدم.

*



على الرغم من أنَّ ّزاوية الحبّ أتت حادّة، إلا أنـِّي أحبـَّبـْـتــُهُ وقررتُ أن أكونَ له الحبيبة الألصق من الأخ. لم يُخـْـفِ عنّي أنـّه فيما مضى كان على قيدِ عشق أنثى استثنائية تحملُ اسمَ:"حوَّاء". أخبرني عن نوبات الغيرة المجنونة التي كانت تعتريها. قالَ إنَّ الحبَّ كالقمر، له وجهان. الغيرة هي الوجه المُظلِم للحبّ. أخبرني عن هواجسها المَرضِيَّة في كونِهِ على قيدِ حبّ مع أنثى ما، وأنّها ظلّت تفرض منع التجول في أفكاره لأيّ أنثى سواها إلى أنْ وقعتْ ضحيَّة َ وساوسِهـَا.
انخدعتْ من الأفعى، ابنة عمّهِ، التي ظلّتْ تدبّرُ لهما المكيدة تلو الأخرى لكي ينفصلا وتنفرطُ حبَّاتُ عقدِ ذلك الحبّ الأسطوريّ. في نوبةِ غيرة مجنونة، تسللتْ تلك الأفعى من ثقب ٍ في جدار ظنون حواء. دخلتْ ثعالبُ الشَّكِّ وأفسدتْ بستانَ العشق ِ. استشاطتْ المسكينة ُ غضبًا وقد صدَّقتْ ادّعاءَ الأفعى في أنَّ آدم على علاقة مع أنثى سواها وأنـّها مسالمة ووديعة أكثر ممّا ينبغي لامرأة أن تكون. أوقدتْ حطبَ الغيرة في دماغ حواء، حيث ساحة المعركة الرّوحيّة، ثمَّ ضربتْ الضربة القاضية:
- عمّي عارف ٌ أن في درج ذلك المكتب أوراق تخصّ زوجكِ، وأنّكِ لو قرأتها، ستعلمين حقيقة آدم.
رأتْ حواءُ أنّ غموضَ ذلكَ الدُرج يستفزُّها فاستشاطتْ غضبا وعاجلتْ إلى فتحهِ.
تناولتْ الأوراقَُ فقرأتْ، وحينَ عادَ آدم للقصر، ناولته الأوراقَ فقرأ هو أيضًا.
انفتحتْ أعينهما فعلما أنّهما وقعا في الفخ الذي نصبته لهما تلكَ الأفعى. غمرهما الخجلُ وهما يقرآن وصية أبّيه في أنّ كل ممتلكاته له ولها. ثمَّ، وقفا بمشاعر عارية أمامه وراحا ينسجان الأعذارَ من أوراق تين التوبة ويصنعان لأنفسهما مآزرَ من الندم.
سارعَ الأبُ بتنفيذِ العقابِ الذي توَعَّدَ آدم بهِ. نادى على بعض الخدم وأمرهم بطردِ الحبيبين ِ خارجَ أسوار القصر وحماية طريق العودة بلهيب ِ السيوف. قامتْ شاحنتان مدججتان برجال ٍ جبّاري بأس ٍ بنقل ِ حواء إلى بقعة ٍ ما بعيدًا عن القصر، ونقل آدم في شاحنة أخرى إلى بقعة ٍ ما بعيدًا عن القصر. كان الفراق الذي دامَ سنوات ٍ عجاف، إلى أن بزغتُ أنا شمسًا في حياة ِ آدم فأنرتُ كلّ خلايا اليأس بشحنات ٍ من الأمل. اجتهدت ُ أن أكونَ له الحبيبة والرفيقة، الحالمة والعاشقة. اجتهدتُ ألا أعاتبهُ على ذاكرة ٍ ليستْ للنسيان. حواءُ كانت عشقـَهُ الأول، أمّا أنا فقد صرتُ رفيقة حلمه، وأمُ ابنتيه: أحلام وأمل.

*



الحبُّ يجعلُ الزمنَ يمضي والزمنُ يجعلُ الحبَّ يمضي. لا بدَّ أنَّ حبَّ حواء مضى من قلبِ آدم لا سيَّما أنـّه منذ انفصالهما عن أبيه، لم يعثر لها على أثر إلى أن وصلته منها رسالة حملتها إليهِ سنونوة ٌ ما واختفتْ هي أيضا خلف التلال. ربّما ، لم يكن هنالك رسالة قط..! ربّما، صنعَ آدم هذا الوهم الجميل لكي يحيا على أمل ِ لقاء، فأنا لم أعثر بين حاجياته على تلك الرسالة، ولم أشأ أن أستفسرَ عنـها كي أتفادى الوقوع في ذاتِ الوساوس القهريّة التي وقعتْ فيها حواءُ راضية ً مرضيَّة. الثقة المتبادلة، كانت وستبقى الأساس الذي بنينا عليه قصرَ حبِّنا. لكن، ظلَّ هاجسٌ ما يؤرقني: ماذا لو عادتْ حواء فظهرت في حياة ِ آدم..!!



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية العودة-الفصل السادس
- سمفونية العودة-الفصل الخامس
- سمفونية العودة-الفصل الرابع
- سمفونية العودة-الفصل الثالث
- سمفونية العودة-الفصل الثاني
- سمفونية العودة-الفصل الأول
- وأنَا أبحَثُ عنِّي.. وَجَدْتُكَ
- مذكراتُ أنثى عاطلة عن الأمل
- ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ
- الطَّريقُ هيَ الطَّريق
- ليسَ بالخُبْز وَحْدَهُ أحْيَا- ومضة قصصيّة
- قَانُونُ الجَاذبيَّةِ العِشْقِيَّة
- فَرَاشَة ُ الحُلُم
- موجة من كل بحر
- شاعِرَة ٌ مَاكِرَة ٌ مَنْ يَجدُهَا..؟!
- أريدُ أنْ أحيَا
- ليسَ الشَّاعرُ ههُنَا
- عالم ريتا عودة الإبداعي..بقلم عدنان كنفاني
- ريتا عودة.. أَمِيرَةُ حِبْرٍ نَظِيف بقلم تركي عامر
- الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري


المزيد.....




- المغرب: -فوفو الذنبة- تثير ضجة على السوشيال ميديا.. -استحضار ...
- مصر.. ساويرس يدخل على خط الجدل القائم حول -الملحد- بتعليق لا ...
- قدم حالاً… تنسيق الدبلومات الفنية 2024-2025 نظام الثلاثة سنو ...
- -من دعاة التنوير والحرية-.. تفاعل على رد نجيب ساويرس حول رأي ...
- مصر.. قرار جديد بخصوص أزمة هيفاء وهبي (صورة)
- بعد حكم الإعدام.. حكم جديد ببراءة مغني الراب الإيراني توماج ...
- Admhec “القبول بالجامعات” معدلات القبول الموحد في الجامعات ا ...
- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة


المزيد.....

- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1