|
الزواج السياحي
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 23:08
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
في ظل تعدد التشريعات وتباين الفقهاء في الاجتهاد بحسب درجاتهم العلمية التي تؤهلهم سن القوانين من نص يتيم أو مهمل أو فرضته ظروف خاصة كثرت هذه الأيام فتاوى رجال الدين ليس المسلمين وحدهم وإنما شاركهم علماء الأديان الأخرى ،إصدار فتاوى ما أنزل بها من سلطان فهناك من أجاز تفخيذ الرضيعة ومن أحل رضاعة الكبير،ومن أجاز الزواج الموقت ومن حرم بيع الثلج أو منع بيع الطماطم وغير ذلك من أمور مستحدثة وكأن هؤلاء العلماء في سباق أيهم يظهر بموديل جديد يلفت له الأنظار ويجعله مدار حديث الناس ليأخذ محله من الشهرة على قاعدة خالف تعرف،وآخر ما ظهر وشاع وملأ الأسماع الزواج المؤقت الذي أطلقت عليه أسماء عدة كلها تهدف لهدف واحد هو امتهان المرأة ،وسحق كرامتها ،وجعل الفقير في زمن العدالة والمساواة عبد وأن تغير أسمه أو شكله،فالبعض أسماه زواج المتعة استنادا لأية قرآنية فيها أباحة للمتعة فرضها ظرف خاص أختلف في جوازها المسلمون الأوائل وأجازها المحدثين والمعاصرين من رجال الدين وأطلقوا عليها زواج المسيار ،وأسماء أخرى تختلف في بلد عنه في آخر تبعا لاختلاف الفقهاء في الترويج لبضاعتهم ،فشاع هذا الأمر في جميع البلدان الإسلامية وأصبح المسلم الثري لا هم له إلا إشباع شهوته الحيوانية وغرائزه الجنسية،فما أن يحط المؤمن رحاله في بلد ما حتى طاف به السماسرة يعرضون عليه بضاعتهم التي لن تبور ،من نواهد أتراب وخود كعاب بين باكر وثيب ومن تخطين سن الشباب أو فتاة تجاوزت العشر بقليل ،والغريب أن معظم الدول العربية والإسلامية تجيز قوانينها هذه الدعارة المقننة،وربما تحصل على إيرادات من عرق الصبايا المجبرات على سلوك هذا المسلك الوعر أرضاء لأوليائهن أو تنفيسا عن رغبتهن أو سدا لغائلة الجوع ومواجهة متطلبات الحياة. وتشير التقارير والإحصاءات إلى تنامي هذه الظاهرة واستفحالها وأشهر من مهر فيها ومارسها بشكل ملفت للنظر السعوديون الذين رزقوا أموالا طائلة بفضل النفط وما تدره عليه فريضة الحج من أموال تزيد على أموال النفط بكثير يصرفها أغنيائهم في الطرق المؤدية لمرضاة الله ،حتى اشتهر أمرهم في بلاد الإسلام والكفر فما أن يفد خليجي إلى أي بلد أوربي أو عربي أو أسلامي حتى يتهافت عليه السماسرة والقوادون ليمهدوا له الطريق بالتمتع بالأبكار والنواهد لتتحول أموال المسلمين وحماة الديار المقدسة إلى دور البغي واللهو والقمار ،ويقدر ما يصرفه سنويا أجلاف العرب مليارات الدولارات يذهب معظمها للشعوب الكافرة في موازين المسلمين في الوقت الذي يموت الملايين سنويا بسبب الجوع والمرض والنكبات ،فأي دين هذا يجيز للغني التمتع بملذات الحياة ويحرم على الفقير الغذاء والدواء والكهرباء. وما يزيد الطين بله إن علماء المسلمين وصلحائهم ومتدينيهم يصمون الغرب الكافر بالفسق والدعارة والفجور وفساد التربية لان الحرية الشخصية الممنوحة للرجل والمرأة تبيح لهم المعاشرة الزوجية دون عقد رسمي في الوقت الذي يجري الأمر ذاته لدى المسلمين بحصول التراضي بين الطرفين فما فرق هذا عن ذاك ولماذا نقنن نحن الفساد ونحلله دينيا في الوقت الذي يجيزه الغرب قانونيا فنعتبر قوانينه تلك خروجا على قوانين السماء وفتاوانا صادرة من السماء. وأمر آخر أود أن أتوجه به للعلماء الأجلاء من أصحاب المسيار والزواج السياحي والزواج المؤقت والزواج بنية الطلاق غير المعلن وما إلى ذلك من أسماء هل يرضون لبناتهم أو شقيقاتهم أو قريباتهم بممارسة هذا النوع من الزواج ،وإذا كانوا يرفضونه لأنفسهم فكيف لهم أجازته للآخرين،هل أنهم على غير الدين الذي يأمرون به أو يجدون في الأمر معرة فيجنبون أنفسهم بلائها،فلم أسمع أن أحدا من هؤلاء أجاز لبناته أو أخواته أو أرحامه التمتع بالنكاح عن هذا الطريق . لقد تنامت هذه الظاهرة في البلدان الإسلامية بعد الصحوة الدينية التي اجتاحت الكثير من الشعوب لأسباب ليس هذا محل تناولها ،وقامت بعض الدول بسن القوانين المشجعة لمثل هذه الممارسات ،وأجازت أنشاء بيوت العفاف التي لا تختلف بأي شكل عن دور البغاء المنتشرة في الدول الأخرى ،وسمحت لمخولين يرتبطون بالسلطة أجراء المراسيم المعروفة لقاء ضرائب تذهب لخزينة الدولة مما يعني أن تلك الحكومات امتهنت مهنة جديدة أضافتها لما لها من مهن عرفت بها وهذا الشرف الجديد لا أعتقد أن التاريخ الإسلامي مر به أو سار عليه منذ بدء الرسالة،فمن أين لهم التفويض بممارسة السمسرة العلنية لما يعد خروجا عن العرف والتقليد وهل نشهد في المستقبل القريب جديدا في هذا المجال لممارسات أخرى كانت محرمة فأباحها الفقهاء بتأويل لحديث أو قول ،ليكون الحلال حراما والحرام حلالا ويختلط الحابل بالنابل فتطيح الفوضى بأسس المجتمعات ،ولا أستبعد يوما أن أجد ألأسواق عامرة بالجواري الحسان ،وروائع الغلمان يباعون في أسواق الرقيق ليكون ما ملكت أيمانكم الطريق الجديد لممارسة العهر تحت واجه شرعية ،أو تعاد أسواق النخاسة ليعيش المجتمع أحرارا وعبيد في ظل الألفية الثالثة التي جعلت العالم قرية واحدة وجعلتنا قرى متباعدة لا يجمعنا سوى الركض خلف اللذة وما تفرضه نزواتنا الشهوانية ، لنكون في عداد الحمير.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القوى الأمنية في الديوانية وموقفها الدنيء من الشيوعيين
-
من يتحمل مسئولية التزوير في شبكة الحماية الاجتماعية
-
قانون عفك
-
أستيراد الحصن للحلة
-
أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي
-
لكم والله فضحتونا
-
هل حقا أنهزم اليسار في الانتخابات العراقية
-
قمع التظاهرات وادعاءات الديمقراطية في العراق
-
لم يكفر زيباري
-
كيف تحل مشكلة رئيس الوزراء
-
لا علاوي ولا المالكي سيكون رئيسا للوزراء
-
آني أعرف ....منو أبوه
-
لماذا لا يدفع العراق تعويضات إلى إيران
-
مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(الحلقة الأخيرة)
-
هل الحل في أعادة الانتخابات
-
لماذا لا يحكم العراق امرأة
-
حساب عرب
-
مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(2)
-
مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1
-
الحاج سّمير الاشتراكي
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|