أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عروس من عمان-7-














المزيد.....

عروس من عمان-7-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


عروس من عمان-7-

مساء نفس اليوم الثلاثاء كان الموعد مقررا لطلب عروس لابن أخي المغترب في أمريكا، وحضر خصيصا لعمان من أجل ذلك، أخي طلب العروس من والدها قبل وصولي الى عمان،
فابنه الآخر متزوج من ابنة عمها، التقى العروسان وقبلا ببعضهما البعض، العروس ستكمل عامها السابع عشر بعد شهرين، رأيتها طفلة وتحفظت من هكذا زواج، لكن بما أن الطرفين متفقان وراضيان، لم يعد لرأيي دور، عائلة العروس تنحدر من احدى عشائر بلدتنا، وتعيش في احد أحياء عمان، في القويسمة ما بين عمان والزرقاء، ذهبنا أنا وأخي وابنه، فليس لنا أقارب من عائلتنا في عمان، كما أن معارفنا قليلون، فأخي يتنقل بين عمان وأمريكا، ووجدنا في استقبالنا اكثر من عشرين رجلا من عائلة العروس، لا نعرفهم ولا يعرفوننا، تعرفنا عليهم وتعرفوا علينا، هم أقارب وأبناء عمومة لأصدقائي من عائلتهم المقيمين في بلدتنا احدى ضواحي القدس، وضعوا فنجان قهوة واحد أمام أخي، وتكلمت أنا طالبا تجديد النسب من ابنتهم ايمان لاياد ابن أخي، فرد عم ّ العروس"أجتكم عطية ما من وراها جزية، فالنسب نسب اللحى الطيبة شرواكم" ورددت عليه بأننا جاهزون لكل طلباتهم وبتكاليف العروس مثل قريباتها وأكثر، فصبوا لنا القهوة وقرأنا الفاتحة، وحددنا الخطبة مساء السبت 18 أيلول الحالي، سهرنا وتسامرنا الى منتصف الليل تقريبا، وأقسم عمّ العروس على غدائنا في بيته ظهر اليوم التالي، لم يقبل عذرا، ولا تعنيه مواعيدي التي ارتبطت بها مع الأصدقاء، ولم يعد أمامنا سوى قبول الدعوة، برجاء تأخيرها الى المساء بدل الظهر، وكان لنا ذلك، وأثناء السهرة سألني أحدهم ضاحكا ومازحا: "فكرك مين أحسن بلادكم وللا بلادنا" فأجبته: عمان جميلة لكن القدس اجمل، وتذكرت طفلة فلسطينية في العاشرة من عمرها من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، شاركت ضمن وفد أطفال في مخيم صيفي في باريس،أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأجروا معها مقابلة في التلفزيون الفرنسي، وسأٍلتها المذيعة الفرنسية: هل باريس جميلة؟ فأجابت: نعم باريس جميلة لكن القدس أجمل، فباريس ليس فيها مسجد يضاهي المسجد الأقصى، لقد صدقت تلك الطفلة فالقدس جنة السماوات والأرض، وأضيف انها توأم عمان، ولا بد ان تتحرر القدس، وأن تعود الى سابق مجدها، وما المحتلون الا"عابرون في كلام عابر" كما قال بلبل فلسطين الراحل محمود درويش.
يتبع
مساء الثلاثاء 23ايلول2010-09-23

في ضواحي عمان-8-
لم أشعر بالغربة في عمان، فأينما حللت وجدت نفسي بين أهلي وربعي، بمن في ذلك أولئك الناس الطيبون الذين لا أعرفهم بشكل شخصي، فالشعب الأردني مضياف، أخلاقه رفيعه، ويساعد الآخرين حتى وان كانوا لا يعرفونهم، والشعب الأردني هو أكثر الشعوب العربي التصاقا بفلسطين، يعتبرها قضيته الأولى، وتحرير القدس همّه الأول، ويستحيل عليك معرفة الأردني من الفلسطيني، فالشعبان مندمجان متحابان متصاهران متحدان، تجولت وأخي في عمان دون معرفة بأسماء الأمكنة فيها، بعد الظهر لسعنا الجوع، فقدنا سيارتنا الى الطريق السريع-الأتوستراد- الواصل بين عمان والزرقاء، هناك عدة مطاعم شعبية، بجانب كل واحد منها حظيرة غنم، ما عليك سوى أن تختار الخاروف أو الجدي الذي تريده، أو تختار اللحم الذي تريده، وسيشوى على الفحم أمامك، جلسنا تحت مظلة امام احد المطاعم، ننتظر شواءنا، واذا بأسرة مكونة من رجل يقود طفلا دون الرابعة من عمره وامرأته المنقبة، تحتضن طفلا رضيعا، تكلم الرجل مع النادل، بحوزتهما نصف دينار لا يملكان غيره، طلبا منه أن يبيعهما به "ساندويشا" لطفلهما الجائع، لهجة الرجل أوحت لي بأنه عراقي جار عليه الزمن، اقتربت منه، سألته:هل أنت عراقي؟ فأجاب:نعم، دعوته كي يجلس وأسرته على طاولة وأن يطلبوا ما شاؤوا من الشواء...وافق بعد تردد، وبعد أن انحدرت على وجنتيه دمعتان كريمتان، صاحبتهما دموع من عينيّ، يا الهي...هل أبكي عراقي أم أبكي فلسطيني؟ ألم يكتف زناة التاريخ باحتلال فلسطين وتشتيت شعبها، رفعوا هم شعار"العودة الى أرض الآباء والأجداد، عودة شعب بلا أرض الى أرض بلا شعب" كذبوا حتى صدقهم الآخرون، وكذبوا وكذبوا حتى صدقوا أنفسهم، واعتبروا أنفسهم محررين "لأرض الميعاد التي وعدهم بها الرب...أرض اسرائيل"-هكذا يسمون فلسطين التاريخية- من -الغوييم- الغرباء، وها هم يحتلون منبع الحضارة، يحتلون عراق العزة والكرامة، يدمرونه، يقتلون شعبه ويعتبرون ذلك"تحريرا" فيا لعار القوة التي"حررت" العراق من وحدة أراضيه، ومن عروبته، ومن شعبه، وأشعلوا نار الفتنة الطائفية فيه ،العراق المحتل الآن، والملايين من أبنائه الذين تشتتوا، وقتلوا، ودمرت بيوتهم وممتلكاتهم، هو ذلك البلد الشقيق الذي ما تخلى يوما عن قضايا أمته، هذا العراق هو الذي منع تصدير التمور العراقية وأرسلها هدية مجانية للشعب الفلسطيني في نكبته الأولى عام 1948وأوقف مجاعة محققة كادت تفتك بمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، الذين هربوا من ديارهم بثيابهم من ويلات الحرب والمجازر التي تعرضوا لها، خففت آلام أخي العراقي، وذكرته بأمجاد العراق العظيم، وأفضاله على العرب والمسلمين، وذكرته بوحدة الدم بين شعبينا الشقيقين، وبمقبرة شهداء الجيش العراقي القائمة على مدخل مدينة جنين الجنوبي، لم تعد بي شهية للطعام، وضعت مائة دينار هي كل ما كان في جيوبي في يد الطفل العراقي، وغادرنا المكان ودموعي تغسل نار حزني على أمتي التي ما عادت ماجدة، وطلبت من أخي العودة الى بيته، فما عدت قادرا على التجوال، وتقرحات جهازي الهضمي بدأت تؤلمني...وأصابني الوهن، فكم من الآلام ستحتمل يا قلب؟
يتبع
صباح الجمعة24 ايلول2010-09-24
مدونة الكاتب جميل السلحوت:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع شاعرة في عمان-5-
- نور في عمان
- -قالت لنا القدس في ندوة اليوم السابع
- في الطريق الى عمان
- أهلا بعيد الفطر
- في موت عبد الحيّ حياة للآخرين
- هل سنحتفل بالعيد في مقر الصليب الأحمر
- صحافة مُسَخّرة
- اسقاط الحقوق الفلسطينية مسبقا شرط لنجاح المفاوضات
- بالوع العنصرية ينضح
- نتنياهو ملك العالم
- احراق الأقصى ذكرى وعدم عبرة
- أخلاقيات الجيش المحتل
- زيارة الأقصى والطريق الى جهنم
- مأمن الله في رحاب الله
- ندوة اليوم السابع المقدسية في عام ونصف بالأرقام
- سيرة الأمكنة تقولها لنا القدس
- رواية شرفة الهذيان في ندوة اليوم السابع
- اذهب انت وربك وقاتلا
- هدم البيوت العربية سياسة اسرائيلية متأصلة


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عروس من عمان-7-