أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - شتان بين الزعيم الشريف والعميل!














المزيد.....

شتان بين الزعيم الشريف والعميل!


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وشتان بين وجه القمر المنير بدرا ساطعا في عتم الليالي، وبين قفاه المظلم المرعب المكشر الذي لا نراه، ولا يرانا، وبنا لا يبالي!
وكما في الليلة الظلماء يفتقد البدر، ايضا في الظروف الحرجة المصيرية التي تمر بها الاوطان يفتقد الزعيم القائدُ البدر.
وكما كان لينين بدرا للروس، وديغول بدرا للفرنسيين، وتشرشل بدرا للانكليز، وبسمارك بدرا للألمان، وواشنطن بدرا للأمريكيين، وماو تسي تونغ بدرا وثورة ثقافية لأهل الصين.
فمن سيكون بدرا للبنانيين في الظروف المصيرية الحرجة جدا التي يمر بها الوطن الصغير والذي تكالبت عليه قوى الشر كالكلاب المسعورة تريد تنتيشه بين اسنانها قطعا قطعا ورميه على قارعة الطرقات إربا.
وكأن 40 سنة من زجه في الكوارث والفتن والمآسي لم تكفها لتنفك عنه بسلام، بل ازدادت ضراوة ووحشية في النهش فيه ووقاحة سافرة مع الايام في التعامل مع شعبه الصابر على الآلام.
وعندما أفكر بالقادة والزعماء العرب لا اريد التعميم، ولكن لا ارى في معظمهم قديما وحديثا الا اقفية مظلمة ومرعبة ومكشرة ودموية واستبدادية ومخابراتية ودكتاتورية وانقلابية وشمولية. وكأنهم قد هبطوا علينا من قفا القمر لينكدوا مع رجل الدين علينا حياتنا، ويقمعوا حريتنا، ويعيثوا فسادا في مجتمعاتنا، ويعبثوا بمستقبل اطفالنا، ويسلبوا مواردنا، ويسرقوا لقمة عيشنا، ويستغلوا طيبتنا ويركبوا على ظهورنا الى ان يركلهم الموت الى مزبلة التاريخ!
ولا عجب ان يتمنى البعض عودة الاستعمار لينظم لنا حياتنا ويساعد شعوبنا ويحقق احلام اطفالنا.
وشتان بين الذهب الأصيل النفيس الذي كلما حكيته بالبريق لمع، وبين الذهب المزيف الذي كلما حكيته انقبعت قشرته وظهر معدنه الوضيع.
فالزعيم الشريف هو الذي يحب وطنه من قلبه، ويعمل على انقاذه بكامل قواه من فك الطامعين، ويحافظ على سيادته واستقلاله وعزته ومنعته وكرامته ولا يزجه في المهالك ويحب ايضا اهله ويعطف عليهم ويبكي من اجلهم ويحفظ كرامتهم ويحاول تحقيق افضل مستقبل لهم ولأطفالهم في وطنهم. لماذا؟ لأنهم يمثلون شرفه الذي يحافظ عليه برموش عينيه.
وشرف الوطن وشعبه هو الأعظم في عيني الزعيم الشريف الذي ترخص روحه حبا وبذلا وعطاء من اجل ان يسلم شعبه ويرقى ويرتفع مقاما بين الامم.
اما الزعيم العميل الوضيع الخسيس هو الفاجر التاجر الذي يستغل وطنه لتحقيق مآربه الآنية الظرفية من كرسي وجاه ومنصب ومال.
هو النصاب الكذاب المنافق الغشاش المحتال. ولهذا لا يهمه البتة الحفاظ على سيادة وطنه واستقلاله وعزته ومنعته ويزجه غير مبال بالنتائج في المهالك، ويحقد على اهله ان لم يطيعوه، ويسفك دمهم ان لم يتبعوه، ويغتالهم ان خالفوه. هو يريدهم طوع يديه، لكي يضحوا بحياتهم ووطنهم كرما لداء عظمته. هو العظيم العقيم. هو السم المقيم. هو المريض في قلبه السقيم. هو المستعجل لدخول التاريخ من بابه الواسع الذميم. هو نيرون او هتلر او شمشون. هو القائد الضرورة الذي على الجميع يمون. هو المقاوم الذي لا ينكسر رمحه المسنون. هو مرشد الأمة والامم وممثل الله في الكون. هو الزعيم الوصي الأبوي الكلي المطلي بالذهب المزيف هو الإله وسعت كرسيه البلاد بالطول والعرض ممثل الله على الارض وهم العبيد الغلابة الاطفال القصار. هو الرب وهم الشعب.
ولهذا فلا شرف عند الزعيم العميل الذي لا يحترم شرف الوطن ويهين اهله في كرامتهم ويجرح احاسيسهم ولا يكترث لمشاعرهم. فهم في نظره عبيد وهو السيد المجيد ذو الرأي السديد.
والزعماء الشرفاء هم من قدموا من بين صفوفهم انبل القادة الشهداء، والزعماء الاشقياء هم من يختبئون رعبا وهلها وفزعا وانهزاما وخوفا على ارواحهم وراء الشاشات.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة محمد رعد المعروضة مرفوضة
- من سيسقط-حزب الله- أم المحكمة أم لبنان؟
- سورة -البقرة- تحت المجهر(1)
- اين هي المقاومة يا حاج محمد رعد؟
- كل الحق على الشيطان
- نظرة تحليلية لموضوع الكذب في القرآن
- يا معشر الصائمين: ابشروا القبلة حلال!
- ردا على مقالة الأستاذ هايل نصر:- تنويريون-
- قرائن نصر الله ستورطه أكثر(2) الأخير
- قرائن نصر الله ستورطه أكثر(1)
- هل رمضان شهر الصوم ام النوم؟
- الْمُسْتَهْزِئُ
- نصر الله من قفص الاتهام الى الزنزانة
- نصرالله: طز بلبنان وبالمحكمة الدولية !
- السيدة ثورة تنصف الرجل
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(2) والاخير
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(1)
- من يتحمل مسؤولية التغيير ؟
- برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد
- رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - شتان بين الزعيم الشريف والعميل!