أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رياض حسن محرم - الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟















المزيد.....

الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 13:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


الإنتفاضة هى فعل جماهيرى مختلف نوعيا عن الهبات الجزئية بفعل شمولها وتعدد اشكال فعلها من المظاهرات والإعتصامات ومختلف اشكال العصيان المدنى، وتتسم غالبا بمواجهات عنيفة مع أجهزة النظام وتمتد زمنيا لمدة تتراوح بين عدة أيام " 18-19يناير" وقد تطول الى عدة شهور أو سنوات " الإنتفاضة الفلسطينية".
والإنتفاضة تغير نوعى فى رد فعل الجماهير تجاه مستغليها، وهى لا تؤدى بالضرورة الى ثورة، ولكن الثورة دائما تبدأ فى إطار إنتفاضة، والثورة بمفهومها العلمى يعنى الإطاحة بطبقة اجتماعية مسيطرة وإحلال طبقة أخرى مكانها تنفيها، هى عملية طويلة وواعية وتحتاج الى قيادة تملك رؤيا واضحة وقادرة على قيادة الجماهير فى لحظة معينة لتحقيق هذا الهدف.
تمر مصر منذ سنوات بحالة إحتقان شديد على كافة الصعد وبين مختلف الطبقات الشعبية من عمال وفلاحين وشرائح برجوازية صغيرة ومتوسطة، والتى تشبه فى مظاهرها الحالة المصرية فى أعقاب الحرب العالمية الأولى ومقدمات ثورة 1919، أو الوضع فى عام 1951 ومقدمات حريق القاهرة ، أى أن مصر حبلى بشيئ كبير قادم والمجتمع يمور بقلق عميق ومظاهر شتى توحى للجميع بأن الطوفان يطرق الأبواب.
مما يسبب الخوف والقلق الشديد أن الحركة الجماهيرية تفتقد قيادة حقيقية تمسك بوصلتها وتوجهها الى مسارها الصحيح، فى ظل غياب حزب ثورى للطبقة العاملة يقودها وتفكك وتشرذم الحركات الجنينية الثورية و غياب التنظيم اليسارى القادر على استيعاب حركتها وضم صفوفها، ناهيك عن الفوضى الشديدة فى صفوف الحركات التى تدعى تمثيل وقيادة هذه الجماهير، وتحلل بقايا التنظيمات الشيوعية منذ انهيار الإتحاد السوفيتى وانكفاء كوادرها وتوزعهم على منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الحقوقية الممولة فى أغلبها من مصادر غربية واستعمارية وبعضها صهيونية.
وفى ظل تفاقم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للطبقة الوسطى وما دونها مع نمو وتوحش الشرائح العليا للبرجوازية ومع مزيد من تركز الثروات بأيدى شريحة متنفذة تمثل تحالف رجال الأعمال مع السلطة، وفى غياب أى أمل فى غد أفضل تكرس الإنفصال بين الشارع من جهه والنظام من جهه أخرى، لتزداد نذر الإحتقان وتنبئ بانفجار قادم.
يتمثل اليأس من امكانية التغيير لدى الجماهير فى استمرار الحكم العسكرى بأشكاله المختلفة لمدة تزيد عن ستة عقود، حوالى نصف هذه المدة فى ظل حكم مبارك الذى حكم مصر لست دورات متصلة تم فيها تداول 5 رؤساء أمريكيين و 6 رؤساء فى إسرائيليين، وفى حماية أجهزة الأمن من شرطة وأمن مركزى وأجهزة مخابرات ومباحث أمن دولة، ومن ورائهم القوات المسلحة بكافة فروعها وأجهزتها.
الذى أعنيه أن هناك مظاهر متعددة لنذر هذه الإنتفاضة، من إحتقانات متواترة فى الشارع المصرى، تعبر عن نفسها فى الهبات الصغيرة المتكررة والمظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإضرابات، مع تعدد صحف المعارضة والسماوات المفتوحة والإنترنت من فيسبوك وتويتر والمدونات وغيرها مما انتجته التكنولوجيا الحديثة، والتى تصب جميعها فى دولاب الإنتفاضة.
يتشابه هذا الوضع فى مصر مع الوضع فى أندونيسيا قبل الإطاحة بسوهارتو، حيث طول مدة حكم الرئيس لأكثر من ثلاثين عاما من جهه، وإستشراء الفساد مع ضلوع أبنائه وعائلتة فيه من جهه أخرى، وفى ظل ازمة اقتصادية خانقة، وتدخل واملاءات البنك الدولى، ووجود انقسام طبقى حاد فى المجتمع، اجتمع كل هذا مع عدم وجود حزب طليعى للطبقة العاملة بعد أن تم تصفية الحزب الشيوعى الأندونيسى فى 1967والذى زادت عضويته عن 3 مليون عضو وكان يعد من أكبر الأحزاب الشيوعية فى العالم خارج المنظومة الإشتراكية.
لقد شهدت العقود الثلاث الاخيرة عدد كبير من الانتفاضات الجماهيرية فى جميع قارات العالم نجحت فى الاطاحة بعدد لا بأس به من الديكتاتوريات فى اوروبا الشرقية ضد انظمة الحكم الستالينية، بدأت ببولندا والمجرو إنتهت بسقوط جدار برلين وهيمنة النظام الرأسمالى فى الجزء الغربى من المانيا، وسقطت هذه الأنظمة عبر انتفاضة الجماهير التى عانت القمع والدكتاتورية والتخلف الإقتصادى، لكن سقوط هذه الأنظمة لم يؤدى الى تحررها وتم استبدال الطبقات الحاكمة بأشكال أكثر غبنا واستغلالا.
وفى العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة حدثت مجموعة متفرقة من الإنتفاضات عبر العالم شرقه وغربه إستطاعت الإطاحة بعدد من أعتى الديكتاتوريات، ففى أمريكا اللاتينية حدثت إنتفاضات فى كل من الأرجنتين والإكوادور وشيلى وبوليفيا وفنزويلا، وفى عدد من جمهوريات الإتحاد السوفيتى السابق فى جورجيا واوكرانيا وقرغيزيا، وحتى فى جزر مدغشقر فى افريقيا.
المشكلة أن معظم هذه الإنتفاضات الجماهيرية الواسعة والعنيفة فى هذه البلدان والتى نجحت فى الإطاحة بنظم حكم شديدة التخلف لم تستطع فى النهاية الوصول الى نهاياتها المظفرة، ولكن تم استبدال جناح من السلطة الحاكمة بجناح آخر.
نعود الى الواقع المصرى بؤرة اهتمامنا الأساسى، فكما يلاحظ الجميع أن سحب الإنتفاضة تتجمع سريعا، وحركات الاحتجاجات تتصاعد، والعديد من القوى السياسية والتنظيمات الراديكالية تحاول أن تلعب دورا مؤثرا وفعالا، ابتداءا من حركة "كفاية" مرورا بحركات سياسية شبابية من 6 ابريل والجمعية الوطنية للتغيير وقوى متباينة من ناصريين و يساريين وقوميين وتيارات دينية على رأسها الإخوان المسلمين، كما تحاول بعض القيادات العمالية تشكيل نقابات مستقلة وتصاعد الصدام بين بعض شرائح عمالية لها مطالب فئوية ورجالات الأعمال والسلطة من جهه اخرى.
المشكلة الأساسية أن هذه القوى غير ناضجة لقيادة حركة اندفاع جماهيرى تملأ الشوارع، والتحكم فى مظاهرات مليونية غاضبة على الأوضاع القائمة، ولا تملك رؤية واضحة للتغيير، الكل يعادى النظام من زاوية رؤية مختلفة بدون اتفاق على رؤية واحدة، لقد انتفضت الجماهير فى 18- 19 يناير 77 ضد رفع الأسعار، وبرغم وجود حركات وتنظيمات شيوعية تحاول تحريك الشارع مما ادى بالسلطة الى اتهام الشيوعيين بإثارتها، ولكن تم اجهاض هذه الحركة سريعا بمجرد العدول عن قرارات رفع الأسعار، والقبض على بعض القيادات.
إن ما هو قادم أشد خطورة، فالوعى الجمعى للجمهور حانق على تردى مستوى معيشته، غاضب من ارتفاع الأسعار، راصد لحالات الفساد التى تزكم الأنوف، ولديه عشرات الأسباب المختلفة التى تدعوه الى الثورة، ولكن الغضب وحده لا يؤدى الى ثورة فى غياب الوعى وافتقاد القيادة الثورية الملتصقة بالجماهير والمؤثرة فيها.
ما يقلق هو عدم وجود تنظيم ثورى قادر على التحكم فى حركة هذه الجماهير وقيادتها وتوجيه حركتها الى الطريق الصحيح، مع الوضع فى الإعتبار ردود الفعل العنيفة للسلطة الحاكمة ودور الجيش المرشح للتدخل السريع لضبط الأوضاع كما حدث عام 1977، مع علمنا ان الجيش يلعب دائما دورا رديفا للسلطة، مع التسليم بدور قوى وعنيف للمهمشين والعاطلين وما يسمى بالبروليتاريا الرثة.
إن الزعم بأن دور الثوريين هو توعية الجماهير وتعليمها هو قول مثالى ومتعالى على هذه الجماهير، وايضا القول ان الحركة تخلق قيادتها هو إسلوب قدرى، ولكن المطلوب فى نظرى هو وجود منظمة ثورية قائدة تلتصق بالجماهير وتتعلم منها وتساهم فى تطوير وعيها من النضال معها وليس من الغرف الضيقة والإكتفاء بوضع الخطط والبرامج.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ محمد البرادعى
- حركات الشباب الاحتجاجية فى مصر
- الاستغلال ..بين المفهوم الديني والنظرية الماركسية
- الوهابية المصرية...والنكوص للخلف
- الحياة الدستورية المصرية ... دستور 1923 نموذجا
- صفحة ناصعة من تاريخ مصر
- هل ثمة تشابه بين البرادعى وسعد زغلول؟
- المخبر ... صناعة مصرية
- الزواج الثانى للأقباط... الفتنة النائمة
- على هامش الصراع بين المحامين والقضاة
- موت مدرّس
- تطور الحركة النيابية والحزبية فى مصر من عصرمحمد على الى ثورة ...
- العمالة الآسيوية فى الخليج ..مشكلة متفاقمة
- فى ذكرى صلاح حسين..شهيد الفلاحين
- اليسار المصرى....وسؤال الأزمة
- خزانة الألم..والتحيز للعدوان
- المرأة والقضاء....والمجلس
- ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل
- أفاتار...والإبهار التكنولوجى
- لا تكلمنى شكرا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رياض حسن محرم - الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟