أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء













المزيد.....

تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 11:52
المحور: كتابات ساخرة
    


قررت أمس ان اتمتع بيوم مشمس على البحر واترك المسلمات والمسلمين في حالهم علني استطيع على الاقل ان احتفظ بما تبقي لي من ملابس جديدة او قديمة لم امزقها بعد ، فما كان مني الا ان اعددت الشاي بالهيل الهندي وكوبين من البلاستيك البلغاري وقطعة جبنة ملفوفة بصمونة قاسية ولا صمون الجيش العراقي ايام زمان.
وكعادتي المدمنة في الاطلال على بريدي اليومي قبل ان اخرج ففتحت الصندوق لاجد رسالة من احد الاعزاء – وهي كلمة مثقفة جدا – سأغيرها بعد حين فقد قلبت عالي نيتي سافلها.
كانت الرسالة من صديق لدود في الخباثة واعرف عنه انه خبير في خربطة كل برامج الاخرين خصوصا اذا كانت رغبة في شرب كوب من الشاي على البحر الهادىء وكأني به يقول من بين الاسطر "ولك اي هادىء واي بحر تعال اقرأ هذه البلوى الجديدة".
عدلت عن عزمي وافرغت الشاي في "جدر مزروف" ورميت الصمون العسكري للطيور الحمام التي تتجول في حديقتي كل يوم وبالكاد قاومت رغبة رمي قطعة الجبنة الهنغارية فاحتفظت بها الى حين.
استمعت الى شريط اللقاء التلفزيوني الذي ارسله صديقي المناكد وكان لقاءا تلفزيونيا مع احد الدعاة الاسلاميين ويحمل لقب دكتور كما قال المذيع.
حين اكملت الاستماع والمشاهدة حدث التالي:
ذهبت الى الحمام لاقص ما تبقى من شعرات رأسي فرأيت وجها قبح من ناظره.
كسرت كل الصحون الصغيرة والكبيرة التي وقفت امامي في مطبخ البيت.
رغبت من كل قلبي ان اشاهد انتوني كوين وهو يرقص الرقصة اليونانية الرائعة في فيلمه زوربا اليوناني ولكن الحظ التعيس لم يسمح لعيني ان ترى الشريط المصور ساعة الحادث.
فرشت جميع قمصاني على ارضية الصالون وبدأت انزع عنها ازرارها، نعم الازرار فقط.
قصصت كل بناطيلي ذات السيقان الطويلة لاجعل منها سراويل تصلح للتنزه داخل البيت فقط.
صليت ركعتين الى ربي طالبا منه ان احتفظ بآخر شريان دموي من شرايين عقلي.
واخيرا وليس آخرا استطعت ان اؤجل ذهابي الى تلة الجبل القريب مني لاني رأيت عددا من الطلبة فوق قمته ومن العيب ان اصرخ ، كعادتي، وهم هناك يسمعون صراخي وربما عويلي، حينها سيأتي القوم افواجا من معهد الطب النفسي وشرطة السلوك البشري ومستشفى الامراض النفسية وكوادر الاحزاب اليسارية وحتى من مستشفى الطب البيطري الذي تعلو بنايته فوق اي بناية في حينا الصغير.
ورأيت فيما يرى الرائي ان شوارعنا غصت بالناس وازدحمت بالرجال ذوي الاجساد المنتقاة والأيادي الطويلة ، رأيتهم يمسكون عصي ملونة في نهايتها وردة حمراء او صفراء ويتبادلون الاحاديث الودية فيما علت من بعضهم ضحكات تشبه ضحكات من يتشفى بما يقول الآخرين.
رايت ايضا عددا من النسوة متلحفات بعباءات زرقاء شفافة لاتكاد تحجب ماوراءها يأخذن زاوية صغيرة ماما شجرة ملساء فيما كان الاطفال يلعبون لعبة الشرطي والحرامي الا قلة منهم آثرت ان تكرر لعبة عروس وعروسة بعدان وجدوها ممتعة للغاية.
وفجأة رأيت رجلا ذو جسم رياضي اسمر السحنة آتى راكضا الى القوم وهو يصيح: فتحت محلات سلفادور فليصطف الجميع بالطابور.
ومثل الاطرش بالزفة رأيت القوم يصطفون صاغرين فيما كان العديد منهم يمسد لحيته ضجرا من الانتظار.
تقدمت بحذر الى آخر الرجال المصطفين لاسأله عن سبب هذا التجمع امام محل اعرف انه يبيع آخر كتب التقنية والرياضيات وليس من المعقول ان يهب كل هؤلاء القوم لشراء كتاب علمي صدر امس الاول ويبحث في تقنيات علوم الحاسوب والشبكة العنكبوتية وكيف تجمع 4+5 بدون معلم ولكني وياللكارثة وجدت يافطة كبيرة في اعلى بوابة المحل كتب عليها (وصلتنا احدث الافلام عن كيفية ضرب المرأة شرعا والاماكن المخصصة لذلك).
قال الرجل بعد ان رآى حيرتي مرتسمة على وجهي حتى بدوت كأشد الناس بلاهة في موسوعة جينز: لقد صدر كتاب جديد للعلامة الدكتور، اوه نسيت اسمه، يضم مشاهد مصورة شارحا فيه الطريقة المثلى لمعاملة المرأة التي تهجر الفراش الزوجي وهو كتاب كما قيل لنا انه يجدر بالقراءة شرعا وهو من السنن الكريمة.
كعادتي لم افهم شيئا مما قاله هذا الرجل الملتحي فانا معروف بين المقربين بشدة غبائي المطلق ولا استوعب اي امر مهما كان تافها الا بعد اعادته على مسمعي اربع مرات او اكثر.
خجلت من اعادة سؤالي اليه، ورأيت ان الطريقة الوحيدة للاجابة على سؤالي ان اصطف مع القوم علني احصل على نسخة من هذا الكتاب المصور واعرف مايدور حولي من غائب الاسباب.
بعد طول انتظار عدت الى البيت فرحا احمل الكتاب الثمين ووعدت نفسي بقراءة ممعنة تليها غفوة لابد منها.
في الغلاف الاخير للكتاب كتب الناشر عدة اسطر جعلت وجهي مصفرا ودوار رهيب يعصف بنافوخي ومغص حاد ورغبة قوية للذهاب الى الحمام وضجيج اشبه باصوات طيور الغربان حين تحلق بالاعالي.
قرأت: تقول الاحصائيات ان 90 بالمائة من البريطانيات يحببن الزوج القوي فهن يردن رجلا قواما على النساء لايبكي مثلهن عند اول اشارة مرور حمراء.... ويقول المؤلف ان الرجل القوي يعني استعداده لضرب زوجته باماكن معينة فالله كرّم المرأة بعقوبة الضرب تيمنا بحديث الرسول محمد حين قال ( ولا تضرب الودهة ولا تقبح) وهذا معناه ان الضرب يجب ان يكون في مناطق معينة مع التحذير من شتمها ولا اسماعها كلمات نابية لان الله لايقبل بذلك، وبما نا الضرب من اجل التأديب فانه يجب الايزيد على عشرة ضربات بحيث لاتكسر عظمة ولايقطع لحمة ولا يكسر سنا او عينا كما انه يجب على الزوج الا يرفع يده الى الاعلى بل يضرب بموازاة صدره ولابأس من استعمال عصا قصيرة ولتكن في نهايتها وردة صفراء او حمراء ويحبذ الضرب بها على المؤخرة لانها لاتؤذي كثيرا.
ولأني كريم الاصل كما هو معروف عني فقد احتفظت لكم باسم الموقع الذي اراد الناشر ان يتيح من خلاله نشر الثقافة بين اطراف الدنيا:
http://www.youtube.com/watch?v=eNSGqnAREAs

لاأدري وانا استمع الى هذا الدكتور الابله لماذا تذكرت اطفال الحجارة وسألت هل سيقفون في الطابور حين يكبرون ليشتروا عصا بنهايتها وردة لضرب مؤخرات زوجاتهم من اجل تكريمهن ، ربما سيفعل اطفال العراق بعد حين.
فاصل: ارجوكم عدم التلفظ بالفاظ نابية بعد مشاهدة هذا الشريط فقد حرّمها شرعا هذا الشيخ الدكتور الغالب على امره.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء