أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - مكارم ابراهيم - البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي















المزيد.....

البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 13:20
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
ترجمة بتصرف مكارم ابراهيم
كتبت الكاتبة هانا هيلث العضوة الادارية في المجتمع النسائي الدنماركي التابع لمنطقة كوبنهاكن مقالة في صحيفة القوة المضادة تقول :" لايمكن اعتبار البغاء مشكلة اجتماعية فحسب بل هي قضية تمس قضية المساواة بين الجنسين وتاثيرها كبيرعلى جميع النساء.
في بداية الثمانينات كان هناك فائض كبير في عدد نساء البغاء التايلنديات في السوق الالمانية ولذلك كان على السماسرة البحث عن اسواق جديدة لبيع البغاء فوقع الاختيارعلى الدنمارك باعتبار ان نظامه السياسي يعترف باللبرالية الجنسية والحرية الاباحية.وان الرجال في الدنمارك يشترون البغاء بحرية تامة. ولكن هؤلاء الرجال تغاضوا عن العنف والجريمة التي تحيط بسوق البغاء دوما ,والتي تؤثر بدورها على حركات التحرر النسائية العالمية التي رغم ظهورها في سبعينيات القرن الماضي الا انها لم تاخذ موقفا حازما في مكافحة الاباحية وسوق البغاء. وذلك لان هذه الحركات النسوية لم تعتبرالبغاء منافسا خطيرا على افاق المستقبل. ومنذ ذلك الحين بدا معدل تجارة الرقيق في سوق البغاء بالازدياد. فحسب تقديرات مركز البحوث للفئات المتدنية اجتماعيا فإن نسبة النساء الأجنبيات في صناعة البغاء الدنماركية يمثل حوالي 45 في المئة من إجمالي مجموع المومسات في الدانمرك. اي ان العدد الإجمالي هو ما بين 4000 -7400 امراة على حسب طريقة الاختيار. اما الحجم الحقيقي لسوق البغاء في الدنمارك فهو غير معروف وذلك لتدخل عامل السرية والارقام الخيالية في حجمها سواء على المستوى الاقتصادي العام اوالفردي الخاص.
ففي الدنمارك تجني الصناعات الاباحية وسوق البغاء والدعارة والممولين له مثل" (الفنادق ، والمطاعم والسياحة ، والصناعة ، وأصحاب العقارات السكنية ، وسيارات الأجرة وشركات النقل والاعلام وصناعة السينما) تجني سنويا المليارات من الدولارات من تسويق وتوزيع البغاء والمواد الإباحية وتتم مساعدة كل هؤلاء بطريقة مهنية محترفة ومجانا وذلك بالوسائل السلكية واللاسلكية والدعايات والاعلانات التلفزيونية الاباحية لشركات الاعلان للموسيقى وشركات التغدية, واشرطة الفيديو الموسيقية والصحف ومجلات الشباب التي وبطريقة غير واعية تنشرقصصا خرافية متكررة عن النجاحات التي حققتها امراة مومس . والمشكلة هنا هي بتجريد المراة الى صورة وصوت على شاشة التلفاز والانترتيت وجهاز الطباعة وتوجيه الاهتمام دوما على الشهوانية الذكورية التي تمنحنا السعادة وننجح بذلك.
وعلى الرغم من تردد الدولة في تمويل الابحاث والدراسات الخاصة في توثيق عدد النساء في سوق البغاء الا ان الموضوع في واقع الحال لايحتاج الى دراسات وعقول متخصصة في ادارة الاعمال لتبرهن على الارتفاع الملحوظ في عدد النساء الدنماركيات والاجنبيات اللواتي يعرضن في سوق البغاء حيث يتم عرضهن بطريقة انتقادية مثيرة للسخرية وعنيفة في نفس الوقت, وذلك على اساس ان نوعية الزبائن الذين يشترون الجنس مضمونة فهم رجال دنماركيون. ان صناعة البغاء لاتقدم على فعل اي شئ دون ان تحصل على مقابل ولهذا تقدم على كل شئ .

أن الإتجار بالنساء لأغراض الاستغلال الجنسي انتشرت بشكل واسع عالميا حالها حال تجارة الأسلحة غير المشروعة وتجارة المخدرات ، واصبحت جزءا اساسيا في الشبكات الإجرامية ولها مركزها ، لانها توفر الجنس والمخدرات في نفس الوقت .ويطلق على تجارة رقيق النساء رسميا تعبير اجنبي " التهريب" وذلك بهدف تمويه كلمة تجارة البغاء وماتتضمنه من استغلال وقمع واضطهاد للمراة.
إن مصطلح التهريب هو نفسه البغاء المعولم حتى لواعطيت له اسماء اخرى. ومفهوم التهريب في الواقع خلق تعريفا حربيا ولوبيا مؤيدا لتجارة البغاء ليجعلنا ننظر للموضوع على اان البغاء والهجرة هو اختيار المراة بارادتها وذلك بسبب الفقر ومحاولة التخلص من الوضع الاقتصادي الردئ وبالتالي فاننا نتجاهل منظور عدم المساواة في القوى المسيطرة بين المراة والرجل اي ان الرجل هنا هو الذي يشتري والمراة هي التي تباع وبهذا فاننا لم نفعل شيئا يخدم هذه القضية.
وفي الواقع اننا اصبحنا واثقين تماما بان البغاء ماهو سوى مشكلة اجتماعية ناجمة عن عامل الفقر في حياة المراة بغض النظر عن كونها جاءت من الدنمارك او جاءت من بودابست وتجاهلنا تماما منظور عدم المساواة في السلطة بين المراة والرجل.
جميع الساسة والخبراء متفقون على ان البغاء له آثار سلبية خطيرة بشكل خاص على النساء الأجنبيات ووضعهن اكثر حساسية، وأن الاتجار بالنساء يعتبر جريمة جنائية خطيرة ومع هذا فانه وحسب قانون تجارة وتهريب البغاء الذي صدرعام 2002 يلزم ترحيل المرأة التي بيعت في سوق الدعارة من الدنمارك بعد خمسة عشر يوما من وصول اوراقها الى الدوائر الحكومية بغض النظرعن كونها ضحية في تجارة البغاء. وبذلك فان الدنمارك تكون بهذا القانون قد نقضت التوصيات الدولية والتي تشمل اتفاقيات الامم المتحدة المتعلقة بحقوق المراة وجرائم المنظمات الاجنبية.
لقد تم تعريف الإتجار بالنساء على انه جريمة خطيرة بحق المرأة و مع هذا فانه يتم ترحيل المرأة الى البلد الذي جاءت منه وبتعبير ادق إعادتها الى أحضان وكرالشبكات الاجرامية . وهذا الانتهاك الخطير لحقوق المراة غلف بغلاف دبلوماسي انيق وذلك من خلال الإعانات الحكومية للمشاريع الاجتماعية للبغايا الأجنبيات ووضع برنامج حماية لمدة 15 يوما قبل ترحيلهن من خلال توزيع الواقي الذكري ومواد إعلامية على شكل ارشادات تتناول الحياة في بيئة البغاء هذه المشاريع انما هي دليل على تجاهل الدولة للاعتراف بالبغاء كعنف جنسي ضد النساء ، على الرغم من انهن لديهن نية حسنة في الحصول على عمل شريف.
ومن المثير للدهشة اذا قارنا بين المراة العادية والمومس لوجدنا عند المومس ارتفاع نسبة الانتحاروالاعتداءات الجنسية المتكررة والتشرد والاصابة بمرض التلازم التوتري بعد الصدمة وصعوبة استمرارهن في وظيفة ما في سوق العمل وتعرضهم المتكرر للاعتداءات الجسدية والنفسية وكثرة اصاباتهن بعدوى الامراض التناسلية التي يحصلون عليها من الزبائن. هذه كانت هي بعض الاثار الناجمة عن الدعارة في مجتمعنا المدعو بمجتمع المساواة والذي من المفروض ان يقوم بالمهمات الاساسية التالية :
اولا: تجريم الزبائن أو العملاء الرجال المسؤولين عن استمرا ر هذه المهنة واستغلال المراة جنسيا بشكل منتظم.
ثانيا: انتشال المومس من سوق الدعارة والاتجار بها بغض النظر عن لون بشرتها وجنسيتها.
وبدلا من هذا نجد الاهتمام بالشهوانية الذكورية واشراك زبائن البغاء الدنماركي في الدراسات العلمية الخاصة بالبغاء تحت شعار"من اجل ان لاتكون العملية مجرد جسم يقابل جسما ". والنتيجة بذلك هي كما هو من يتنبأ بالطقس الماطر في شهر نوفمبر, وهي 14 بالمئة من زبائن البغاء الدنماركية هم من الذكور و 68 % منهم متزوجون او لهم حبيبة وهناك عامل مشترك يتطابق بين الشاب الزبون والبغاء فالبعض يشتري البغاء مرات قليلة واخرون مرات عديدة. وشراء البغاء لايرتبط بنوع الدراسة الاكاديمية للرجل او نوع عمله ومستواه المهني والثقافي باختصار يمكنك ان تتوقع اي رجل يشتري البغاء بدون ان تكون لديه اية هواجس اخلاقية او تانيب للضمير ليعيق الاستمرار في كونه زبونا. والمومس لها باع طويل في هذه المهنة فهي تعرف جيدا نوعية الرجال ونحن الان نعرف الاخرين منهم.
اكدت الدراسات الميدانية بان 41 % من زبائن البغاء لايرون ضرورة حصولهم على ارشات تثقيفية مع هذا فان منظمة الفي اف اس يو ترى من الاهمية في مكان ما بتنفيذ مشاريع استشارية للارشادات واقامة حملات دعاية وينبغي الترحيب بها من قبل الزبائن.
ولكن اذا اردنا تخفيض معدل الطلب على البغاء فمن المرجح اننا سوف ننتظر طويلا اذا لم نعمل على ان تكون الارشادات متضمنة تحذيرات على شكل قوانين تشريعية تاخذ بنظرالاعتبار الفرق بين حقوق الجنسين الرجل والمراة في المجتمع وكذلك كل الاثارالخطيرة المؤثرة على حياة المراة والناجمة عن المواد الاباحية و البغاء.
وربما تعد المراة نفسها محظوظة جدا لانه لم تستخدم نفس الطرق المنهجية الارشادية مثل نشراعلانات دعاية تحمل شعار " اوقف العنف ضد المراة" , "لاتضرب المراة", "اذا ضربت زوجتك فاتصل هاتفيا مع مرشد يستمع لك" الى ماشابه من الاعلانات. ولحسن الحظ لاتعتبر هذه هي الطرق الوحيدة لمكافحة العنف ضد المرأة.
ان الحركات النسائية في الدنمارك غارقة في نوم عميق وهي حقيقة محزنة جدا, وذلك لان مكافحتها للدعارة وتجارة النساء والمواد الاباحية هو كفاح غيرمرئي وذلك لانها لاتعتبره كمفهوم سياسي يتضمن برنامج العمل في هذه المنظمات النسائية الدنماركية.
ومن جهة اخرى قامت احدى الشركات النسائية بحملات دعاية ضد الاباحية والدعارة في الشارع العام وحصرا في الأماكن العامة وضد انتاج الختم المطاطي واستهلاك المواد الاباحية طالما ان العملية ستكون في غرفة النوم الخاصة بالشخص اوفي غرف الدعارة او الكابينات الخاصة. لو اخذت منظمتين نسائيتين لها نفس الراي بالبغاء سنجد انها تجهل الكثير من التساؤلات.

ان المواد الاباحية تقدم صورة توضيحية للبغاء والاباحية وصناعة البغاء اي وجهين لنفس العملة. فزبائن البغاء تم تدريبهم وتهيئتهم مسبقا من خلال المواد الاباحية.
ان الاثار السلبية الخطيرة الناجمة عن المساهمة في انتاج البغاء هي نفس الاضرار الناجمة عن البغاء. وصورة المرأة هي نفسها في كلا الحالتين, تجريد المراة الى مادة وابرازالصورة المثالية لاستخدام السلطة وتجاهل الجنس عند المراة. انها رؤية المراة والتي لاتطول فقط كل مايمس البغاء وانما تطول جميع النساء بلا استثناء.
وبينما نحن في انتظار استيقاظ الحركات النسوية الدنماركية من نومها العميق فينبغي على المراة ان تضع ثقتها على الاقل في الحزب الديمقراطي الشعبي وحزب الراديكال اليساري الذي غير سياسته وحاليا يدعم تجريم شراء البغاء, وبهذا اظهر ولاول مرة شجاعته السياسية اللازمة في بدء ثورة ومواجهة علنية ضد كل الاساطير المعروفة عن البغاء والاعتراف بان البغاء ماهو الا تعبير عن العنف الاضطهاد والاستغلال تجاه المراة وضد المساواة ولمكافحة هذا النوع من العنف ضد المراة يجب تجريم شراء البغاء قانونيا بالعقوبات الجنائية.
دعونا نامل ان يكون كل هذا اكثر من كونه مجرد نوايا حسنة للوقوف بوجه العنف ضد المراة.
22 سبتمبر ايلول 2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
- الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
- اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
- انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال ...
- دمتم متخلفين............
- المرأة بين المطرقة والسندان
- اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
- المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
- هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
- الاغنية السياسية الى أين؟
- أغيثونا!
- المظاهرات بداية الثورة على الفساد
- الانتماء الحزبي
- كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
- مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............
- عندما تكتب امرأة!..................
- المارثون في الدنمارك متى سيقام شبيهه في العراق؟
- الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم
- مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟


المزيد.....




- فلسطينيون يتفقدون عيادة الدرج في شمال قطاع غزة بعد تعرضها لق ...
- عودة تقليد عريق.. إعادة تمثيل طقوس الإنكا لتقديم القرابين لل ...
- حريق ضخم قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في القدس (فيديوهات)
- الولايات المتحدة .. تحذير من تفشي ظاهرة العنف المسلح
- رجل مصري يشعل زفافا ومنصات مواقع التواصل برقصه على طريقة ماي ...
- بيسكوف يعلق على تصريح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ...
- لافروف يعلن توقف -بريكس- مؤقتا عن قبول أعضاء جدد
- مصر.. طبيب سوداني يعلق على الضجة الحاصلة بخصوص منشور له عن - ...
- كينيا تعلن حالة الطوارئ وسط احتجاجات شعبية ضد الحكومة
- الدفاع الروسية: بيلاوسوف أبلغ نظيره الأمريكي بخطورة تصعيد ال ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - مكارم ابراهيم - البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي