أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة














المزيد.....

الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 21:33
المحور: حقوق الانسان
    


كانت وزارة القوى العاملة فى الماضى القريب منوط بها توزيع خريجى الجامعات والمدارس الفنية على الوزارات والهيئات المختلفة وكانت أسبقية التخرج تمثل المعيار الأساسى للتعيين. ولم يكن هؤلاء الخريجون فى حاجة إلى وساطة الوسطاء أو نفوذ النبلاء للفوز بالوظيفة الميرى. أما فى هذا العصر الذى يشهد خصخصة القطاع العام وندرة الوظائف الحكومية فقد يضطر الخريج إلى تدخل الآباء والأقارب لكى يتغلب على البطالة التى تزداد وطأتها فى ظل الأزمات التى يمر بها العالم. الغريب أن الفئة الوحيدة التى تقف لها الصحافة بالمرصاد فى هذا الشأن هم أساتذة الجامعة.

من الملاحظ أن كل فئات المجتمع تحرص على تأمين مستقبل الأبناء بشتى السبل سواء كان ذلك فى ذات المصالح والمؤسسات التى يعملون بها أو فى مواقع أخرى. ففى شركات عديدة يقوم المسئولون بتعيين أبنائهم وأقاربهم. أعرف مسئولا بإحدى الشركات نجح فى تعيين اثنين من أبنائه وأخته وابن شقيقته وأعرف الكثير من العاملين فى هذه الشركة الذين قاموا بتعيين أبنائهم قبل خروجهم على المعاش. وكذلك حصل أقارب بعض أعضاء مجلس الشعب والشورى على فرص عمل فى إحدى الشركات فى إحدى محافظات الصعيد مما أثار حالة من السخط والإحباط بين مئات الشباب. وحتى البنوك القومية طالها مرض المحاباة حيث تشير تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات التى وردت فى جريدة اليوم السابع الصادرة فى 27 مايو 2010 إلى أن أقارب ومعارف كبار المسئولين بالبنوك حصدوا كل الوظائف المتاحة. المثير للدهشة أن مؤسساتنا الدينية أيضا لم تستطع الإفلات من عدوى المحاباة حيث طالعتنا إحدى الصحف المستقلة الصادرة فى الأول من فبراير 2009 بخبر مفاده أن المستندات الرسمية أوضحت أن مسئولين بالأوقاف قاموا بضم مساجد وهمية غير موجودة على ارض الواقع لتعيين الأقارب. إذن نحن أمام ظاهرة بدأت تنتشر فى ربوع المعمورة، ظاهرة لا تجد من يتصدى لها بقوة وحسم.

ورغم انتشار الظاهرة بشكل واضح فإن بعض الأقلام لا تجد الشجاعة إلا عند الحديث عن تعيين أبناء الأساتذة قى الجامعات وكأن الأساتذة هم الفئة الوحيدة التى تسعى لتأمين وظيفة متميزة لأبنائهم. لا شك أن هنالك أساتذة يفعلون كل شىء لكى يعين أبناؤهم كمعيدين فى الكليات التى يعملون بها. فأساتذة الطب مثلا حريصون على توريث المهنة لأولادهم ونفس الكلام يقال عن أساتذة التخصصات الأخرى. وهذا من حقهم طالما سعوا لها بالطرق المشروعة. أما الوسائل غير المشروعة كالتزوير فإنه يؤدى فى الكثير من الأحيان إلى نتائج كارثية كما حدث فى عام 2007م فى كلية طب عريقة حيث تم توجيه تهمة التزوير فى أوراق رسمية لوكيل الكلية لينتهى الأمر بالحكم عليه بثلاث سنوات فى السجن.

ما يتجاهله البعض هو أن معظم أساتذة الجامعة والمراكز البحثية يعبرون عن رفضهم للأساليب غير المشروعة. لعل القارئ يعلم أن علماء هيئة الطاقة الذرية منذ شهور قليلة عبروا عن رفضهم لأسلوب توزيع الوظائف والدرجات العلمية فى الهيئة. وفى ظنى فإن من حق الأساتذة تشجيع الأبناء على التفوق والاجتهاد للفوز بالوظيفة المرموقة شريطة ألا يتدخل الآباء فى نتائج الامتحانات من خلال استغلال وظائفهم أو صداقاتهم مما يمثل إخلالا لمبدأ المساواة والعدالة.

وخلاصة القول: لو كانت ظاهرة المحاباة والوساطة فى نيل الوظائف الحكومية منتشرة فى العهود السابقة ما استطاع أى من المسئولين أن يصل إلى الوظيفة التى يتمتع بها الآن والتى يوزع من خلالها الوظائف على الأقارب والأهل والأحباب. ينبغى وضع معايير واضحة لكل وظيفة، معايير من شأنها أن تحد من هذه الظاهرة التى ساهمت فى تواضع الأداء فى العديد من المؤسسات القومية.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون
- لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة