أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - خلاني الوكت بس اترس وابدي*














المزيد.....

خلاني الوكت بس اترس وابدي*


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 09:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في سنة من تلكم السنوات العصيبة ،وما اكثرها على العراق، كان الحصار الدولي على اشده فقد نال من الفقراء بقايا خبزهم واضاف للاغنياء تجربة ثرية وفريدة للتعامل مع السوق السوداء.
ولأن العراقي مدمن على شرب الشاي صباحا وظهرا وقيلولة ومغربا ومساء وبعد منتصف الليل فقد تنازل عن كل حقوقه الغذائية وطالب فقط بالسكر والشاي، ولكن هذا العراقي حين يطلب شيئا منه يسمع الجواب المعتاد "مد ايدك للسما اقرب".
السكر كان ضرورة غذائية قصوى لاكثر من 20 مليونا من هذا الشعب الحلو ولكنه كان عزيزا بل صعب المنال بل واصعب من طلب يد شهرزاد وهو ايضا كما قال احد الشعراء العبثيين في ذلك الوقت، رحة الله عليه، ان دخولك الى الجنة اسهل بكثير من الحصول على 100 غم من السكر.
في هذا الجو السكري طلع على الناس رئيس العراق السابق محتفلا بعيد ميلاده وماسكا السيف ليقص "كعكة" الميلاد ذات العشر طوابق، ولم ينتبه الناس للاحتفال الرخيم ورهبة السيف التي قصت الكعكة بل راحوا يحسبون كم من الكيلوغرامات من السكر صرفت عليها..!
ولم ينس العراقيون تلك القحة التي تحدت شعبا بأكمله ولسان حال صاحبها يقول "انا فقط لي الابهة والعيش الرغيد اما انتم فمازلتم في نظري حفاة عراة وسأستر عورتكم ذات يوم".
وكرت المسبحة ورحل من رحل وبقي على الهامش من بقى ولكن ذاكرة العراقيين اقوي من الجلمود، انها اختزنت وتختزن المئات من المشاهد بدءا من وصول الحجاج بن يوسف الثقفي وانتهاء بالرجل الأمي جورج بوش الابن.
ولأن هذه الذاكرة اللعينة مازالت تتسع لمئات الملفات الاخرى فقد طلع علينا السيد عادل عبد المهدي في آخر يوم من ايام شهر رمضان الفضيل ليدعو افاضل القوم لحفلة افطار تسبق عيد الفطر المبارك.
وتهافت "اللكامة" على مائدة عبد المهدي الذي وقّت هذه الدعوة مع صعود نجمه كمرشح قوي لشغل كرسي رئيس الوزراء.
السيد عبد المهدي يقف على عمودين، الاول منصب نائب رئيس الجمهورية والثاني احد قادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ففي الاولى لايحتاج عبد المهدي الى تسلم رئاسة الوزراء الا اذا كان يعتقد ان وظيفة السيد النائب لاتسمن ولا تغني من جوع او ربما هي كما يقال" حديده عن الطنطل" وهو حين صرح في الاسبوع الماضي بانه على استعداد للتنازل عن هذا المنصب، منصب رئاس الوزراء طبعا، اذا رأى الشعب العراقي ذلك وكأني به يستدر عطف مئات الفقراء الذين يذوبون شفقة لرؤية رجل متواضع والذي ادى به تواضعه الى التنازل عن هذا الكرسي رفقا بقوارير الشعب العراقي، ولكنه كان يتجه الى مسار آخر فقد وجد ان صلاحية رئيس الوزراء اكبر بكثير من صلاحيته كنائب لرئيس الجمهورية ولابد اذن من العمل على شراء هذا المنصب بأي ثمن حتى بالدولمة .
وهكذا كان ، فقد اعدت وليمة افطار عامرة بلغت تكلفتها 150 مليون دينار عراقي، اكرر 150 مليون دينار عراقي أي حوالي 14 ألف دولار امريكي أي 140 ورقة أي حوالي ربع مليون درهم اماراتي أي حوالي 25 ألف ريال عماني أي 700 ألف ين ياباني.
تكلفة هذا الافطار لم تنشر في الصحف اذ يبدو ان من بين "اللكامة" عدد من اصحاب القلم غير الشريف الذين آثروا التغاضي عن هذه المسألة الحسابية، هذا الخبر وصل من مصدرين الى صاحب هذه السطور اولهما احد المدعوين وهو عضو بارز في احد التكتلات السياسية والذي اشهد بامانته في نقل الاخبار والثاني من رجل اكاديمي في جامعة بغداد لم يلب دعوة الدولمة خوفا على سمعته.
قبل ان استرسل فيما قاله هذا الاكاديمي تعليقا على هذه التكلفة الافطارية الرعناء اود أن اسأل عبد المهدي سؤالا ليس فيه اي خيارات :ماهو الفرق بينك وبين الرئيس السابق وهو يقص كعكته بالسيف؟؟.
فاصل...
اقسم لي هذا الاكاديمي، المعروف عندي على الاقل، بنزاهته وامانته بأن هناك المئات من العوائل العراقية التي ينام افرادها دون ان يتناولوا وجبة واحدة، وللذي لايستوعب اقول ينامون جياعا في بلد يجثم على ذهب اسود وابيض وثلاثة شواطىء حلوة المياه.
ترى حين قدم الخدم والحشم صواني الدولمة والهريس والتين والزيتون الى هؤلاء اللكامة ألم تقف في حلق احدهم لقمة وهو يتذكر هؤلاء الجياع ام انهم كما قال رئيسهم السابق حفاة عراة لايستحقون حتى غرامات من السكر؟.
ترى لماذا هذا الاستهتار بمشاعر الناس؟ واذا كان هناك تبرير للرئيس السابق ان يفعل مافعل فهو ليس مبررا لقائد في ثورة اسلامية.
أي ثورة اسلامية ياعبد المهدي؟؟ اي صنف من الثورات تريد قيادتها وانت تتحدى جياع بوليمة قيمتها 150 مليون دينار عراقي؟ هل انت على علم بسيط بحساب الارقام واذا كنت كذلك فهل تستطيع ان تقول لي وبدون خيارات كم عائلة تستطيع ان تلهج بالثناء اليك وانت تقوم بدور هارون الرشيد حين يلف على بيوت بغداد آنذاك؟؟ وهل يمكنك ان تقول لي ماهي اقصى صلاحية للصرف يتمتع بها نائب رئيس الجمهورية؟ وهل المال العام وجد لكي تترس بطون قومك ومؤيديك بالدولمة والهريس واصابع العروس ومن السما؟ ثم كيف وافق وزير المالية على صرف هذا المبلغ دون ان يهمس في اذنك "يمكن تأجيل هذه العزيمة استاذ عبد المهدي فالناس لايجدون ما يأكلون" وهذا اضعف الايمان؟؟.
ان كونك قيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية لايعطيك الصلاحية في تبذير المال العام على موائد فيها من اطايب الطعام الذي سيرمى بعضه الى براميل امانة العاصمة ان وجدت.
ليس هناك كذب ابيض وآخر اسود فالكذب كذب في كل الاعراف والمقاييس الانسانية وكذلك السرقة فهي تسمى سرقة ان كانت عبر مص البترول او برطلة الاصوات وشراء ذممهم او تسليمهم البطاقة التموينية التي حلت الان محل الجنسية العراقية في اي دائرة حكومية.
التاريخ لايرحم ايها السادة والفقراء لديهم ذاكرة جلمودية لاتعصف بها الاهواء كما تظنون.
فاصل آخر:عنوان المقالة اقتبسته من اغنية عراقية مشهورة تحكي عن الانسان الذي يصب عرقا في بناء وطنه ولكن عرقه واخلاصه يذهبان هباء بجرة قلم او...



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - خلاني الوكت بس اترس وابدي*