أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الهبيله















المزيد.....

الهبيله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    


دائما ما أسمع الناس وهم يقولون: قوم بلا عُقّال ضاعت حقوقها وقوم بلا جُهّال راحوا قطايع , وهم يقصدون بأن كل عائلة من اللازب أن يكون فيها رجل مجنون ورجل آخر عاقر , فأحيانا بعض مشاكلنا لا نستطيع حلها بالطرق السلمية والعقلانية وهي بهذا تتطلبُ تصرفات جنونية , وبعض المشاكل والأمور تتطلب تعقلاً وروية , وأحيانا كما يقولون : إذا انجنوا ربعك عقلك ما بنفعكيش , بس الهبيله مش هو نفسه المجنون اللي بمسلسلاتنا التلفزيونية ولا هو اللي داير يحل المشاكل في أمثالنا بالطرق الجنونية , بل هو شخصية مستقلة بحد ذاتها لا هو بالعاقل ولا هو بالمجنون بل هو ألهبيله اللي داير بين الناس على الهبلات وعايش حياته بالهبل وبالعباطه وفي عندنا مثل أردني يقول: كل عيله(عائله) ولها مِصرف, وبقصدوا بالمصرف رجل أزعر أو هامل أو سرسري , والمِصرف كناية عن ماسورة صغيرة تخرج من تحت جدار المطبخ لتنقل مياه المنزل العادمة إلى الحاكوره أو باب الحاره ولهذا السبب يشبهون فيها أي واحد عاطل وأخلاقه عاطله.

وفي ملاحظه لاحظتها في الدراما الأردنية وهي كل مسلسل تلفزيوني لازم يكون فيه واحد أهبل أو واحد بتهبل علينا وفي نهاية المسلسل بطلع ضابط بوليس شرطه سريه وبقبض على المجرم وبوخذه على الحبس وبتزوج من بنت المجرم عشان أخلاقها عاليه وبتختلف عن أبوها وأخوها وبهيك بتنتصر قوى الهبل أقصد قوى النور على قوى الظلام.

طبعا مسلسلات سخيفة والمخرج بكون سخيف جداً والمنتج كمان سخيف أو المخرج أهبل وأنا لا أقول عن المخرج بأنه أهبل مجازفة أو اتهاما باطلاً لا سمح الله وقدر بل كلامي صحيح 100% على شان المخرج دائما هو اللي بلعب دور الهبيله , وبحاول أو بعتقد المخرج أنه ند ليوسف شاهين في فيلم (باب الحديد) الذي لعب فيه يوسف شاهين دور الأهبل أو المريض نفسياً.

طبعا أي ممثل أردني بعرفش يمثل دائما بعطوه هذا الدور وبعد فتره يصبح هذا الممثل الأهبل قمة بتأدية أدوار الهبيله أو الأهبل ومع مرور الزمن يصبح لديه اعتقاد بأنه يستطيع أن يلعب دورا جديدا لفيلم (أحدب نوتردام) مع سلمى الحايك, وبعد فتره من الفترات بصير الأهبل أو الممثل الأهبل غالب عليه دور الهبيله وبس نيجي نعمل دراسه عن هذا الأهبل نجد فعلا أنه أهبل ولا يمثل دوره تمثيلاً بل فعلا هو أهبل المسلسلات الأردنية ومِصرف الحاره.

ولازم في المسلسلات الأردنيه يقرفوني الشاي وشرب الشاي قد ما بده المنتج يصرف على الناس أو على الممثلين باكيتات شاي الغزالين , وعلى فكره هذه الفكره ما أتت للمسلسلات الأردنيه عبثاً أو لهوا ولعبا , بل جاءت من خلال معرفتنا كأردنيين أنه يوجد في كل حاره واحد أهبل وفي كل حاره واحد مجنون وفي كل حاره واحد هامل وفي كل حاره واحد عباره عن مصرف, بس الشيء المختلف عن المسلسلات إنه النتيجة مختلفة , يعني أنا مثلاً راقبت ثلاث هبايل في حارتنا للحلقه النهائية وبقيت أنتظر إنه يطلع واحد منهم ضابط شرطه سريه ويخلصنا من فلان وعلنتان وزعيط ومعيط ونطاط الحيط , والأهبل الأول مسكين مات من الدنيا والرمح اللي بركب عليه وهو يعتقد أنه حصان طرواده أو حصان عنترة العبسي مات المسكين من الدنيا وما زال رمحه شاهد عليه بأنه ولد أهبل أو عبيط وما طلعش منه أي شيء حتى آخر أيامه , فكنت أحيانا أقول بيني وبين نفسي: بكره هذا الأهبل بطلع ضابط شرطه سريه أو محامي أو رجل غامض ومعه خريطه يبحث فيها عن صندوق الذهب الذي سيجده في النهاية تحت سريري أو غرفة نومي وبهيك حاله راح ينولني من الطيب نصيب على غرار الدراما الأردنيه وباب الحاره الذي دوشونا به في شهر رمضان وكان في نهاية كل مسلسل أو كل جزأ يطلع واحد جاسوس عامل حاله أعمى ما بشوفش كأسلوب تمويهي من أساليب التمويه وبهيك حاله يشعر المشاهد بالإثارة وبأن المخرج قدم للمشاهد وللنظارة شيئا مهما وهادفا علما أن كل المسلسل من أوله لآخره سوالف عجايز ولو عرض بخلاف شهر رمضان لما شاهده الناس.

والهبيله اللي مات في حارتنا طبعا ما ماتش عبث بل ترك لنا خليفته الذي مشى في حارتنا زهاء عشر سنوات وأنا أستغرب جدا لهذه الأدوار المملة يعني ما فيش واحد مجنون في حارتنا وبموت إلا ويترك لنا خلفه خلفا له ووريثا شرعيا , ومثل ما بنلاحظ دوما في عمليات الوراثة: اللي عاش مع أبوه أخذ من طباعه 80 % واللي ما عاشش معاه وبس سمع عنه وعن تصرفاته من الناس تجده أيضاً قد أخذ من تصرفات أبيه ما يقرب ال 40%.
يعني الأهبل اللي بغادر الحاره فورا يتوفر للحاره أهبل آخر بديل عنه وهذه الملاحظة ليست في حارتنا وحسب بل في كل الحارات والأزقة الشعبية وغير الشعبية بس الشرط الأساسي لازم تكون الحاره عربيه.

والأهبل الثاني اللي مات في حارتنا كانت شهرته شهره عالميه كان يقف ويخطب في وسط الشارع بالناس زهاء الساعتين باللغة العربية الفصحى دون أن يخطأ في أي جملة نحويا أو لفظيا , ومات هذا الأكتع وترك لنا خليفته الثالث وهو الآن يمشي طوال النهار من أول البلد إلى آخر البلد ذهابا وإيابا دون مللٍ أو كللٍ ويقف ليحدث نفسه أو ليحدث أناس معه وكأنهم موجودون معه فعلا وأحيانا يقف ليعاتب صدام حسين ويتوقف عن الكلام فجأة لاعتقاده أو ربما يكون صادقا فهو يتلقى من السماء صوتا قويا ومسموعا بالنسبة له , وهذا لا يختلف بأسلوبه عن خلفه المجانين الذين ادعوا النبوة –مثلا- كذبا – وقالوا بأنهم يتلقون أخبار السماء , والله أعلم بصحة ما يقولون أو ما قالوه ولكن يبقى الأهبل في حارتنا يلعب دورا مهما بخلاف أدواره في المسلسلات الأردنيه بحيث تكون نهاية الأهبل في المسلسلات الأردنية بطلاً شعبيا أو قومياً أو أمنياً بينما هبايل حارتنا عاشوا هبايل وماتوا أيضاً هبايل , أما بالنسبة للمسلسلات التاريخية فيمكن يكون الأهبل نهايته كنهاية المسلسلات الأردنية , أي من الممكن أـن يلعب في النهاية دورا مهما فيستلم نظام الحكم كما حدث من عدة قرون أو من وقت قريب , وعلى فكره غالبية اللي استلمونا وساسونا وحطوا البلاوي فينا حالفتهم حظوظهم الجنونية ومغامراتهم الهستيرية فاستلموا أعلى القيادات لذلك ما زالت غالبية المجتمعات العربية متخلفة , يعني لو كانوا أصحاء عقليا كان الآن نحن مثل الصين أو اليابان.

واللي قال هذا المثل (في كل عائله مِصرَف) لو عاش حتى زماننا هذا لقال في كل عائله مصارف كثيرة, اليوم المصارف كثرت وكل واحد صار يورث مِصرَفه للثاني.

والله لا يعطي المخرجين التلفزيونيين العافيه كيف عملوا في الناس , اليوم الناس اعتادوا على الهبيله في أي مسلسل تلفزيوني وأدمنوا على مشاهدته حتى دائما ما أسمع الناس يبحثون عن الهبيله في أي عمل إدرامي ويستاؤون جدا حين يشاهدون مسلسلاً تلفزيونيا بدون واحد أهبل يحليه ويزينه وهذا لسببٍ بسيط وهي افتقار الناس إلى الدراما المؤثرة فهم لا يجدون عناصر التشويق في الأدب التلفزيوني لذلك يحاولون إيجاد التشويق في دور الأهبل , وكذلك الحارات اعتادت على الأهبل الذي يمشي فيها وأي حاره ما فيهاش واحد هبيله تكون على الأغلب مش حلوه للجلوس فيها أو على أبواب دكاكينها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الكذب
- متعة الكذب
- إضاعة الوقت
- هل أنت صاحب خبره؟
- سيئ جدا
- الحاضر الغائب
- الحب بالطرق الملتوية
- فساد المظهر
- عائلات يهوديه مسلمه
- الحاجة ليست أم الاختراع
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الهبيله