أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائف بدوي - لا لبناء مسجد نيويورك














المزيد.....


لا لبناء مسجد نيويورك


رائف بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 16:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تزامناً مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية الأليمة، والتي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف إنسان بريء، يطالب المسلمون في تلك المدينة المنكوبة ببناء مركز إسلامي يضم مسجدا ومركزا اجتماعيا في نفس المنطقة التي شهدت انهيار مركز التجارة العالمي فوق رؤوس من قضى في ذلك اليوم الأليم.

أشد ما يؤلمني كمواطن ينتمي إلى تلك البقعة التي صدرت أولئك الإرهابيين (دون أن أتشرف بهم طبعا)، هو تلك الجرأة لمسلمي نيويورك والتي تصل إلى حدود الوقاحة، دون أخذهم أي اعتبار لآلاف الضحايا الذين قضوا في ذلك اليوم المشؤوم أو أسرهم.

وما يزيدني إيلاما هو هذا الاستعلاء (الإسلاموي) الشوفيني، على الناس بالإدعاء أن الدماء البريئة التي أهدرتها عقول همجية وحشية، تحت شعار (الله أكبر)، لا تعني شيئا أمام بناء مسجد إسلامي مهمته إعادة تفريخ إرهابيين جدد، فضلا عن أن الطلب ببناء المسجد في نفس المنطقة هو تحدٍّ سافر للذاكرة الجمعية الإمريكية بشكل خاص والإنسانية على وجه العموم والتي لا تقبل بأي حال من الأحوال ذاك المشهد من القتل الجماعي.

والسؤال الذي يفرض نفسه عليّ كإنسان عالمي أولا وكمواطن ينتمي إلى تلك البقعة التي صدرت أولئك الإرهابيين هو ما هذا الاستعلاء على الإنسانية وما هذا التمييز العنصري في الدماء البشرية، ولو فرضنا أن نضع أنفسنا قليلا محل المواطن الأمريكي فهل كنا سنرضى أن يعتدي مسيحي أو يهودي علينا وفي عقر دارنا ثم نبني له كنيسة أو كنيسا وفي نفس منطقة الاعتداء؟؟؟؟ أشك في ذلك.

فنحن نرفض بناء الكنائس في السعودية بدون أن يعتدي أحد علينا فما بالك إذا كان من أراد بناء تلك الكنيسة هو من اقتحم حرمات أراضينا، أليس ما حدث في 11 سبتمبر اعتداء على حرمات أرض ووطن... ومن تلك الأرض وذاك الوطن إنه أمريكا.

ثم ألم نسأل أنفسنا كيف تسمح أمريكا بوجود مبشرين إسلاميين على أراضيها، وكيف نرفض بأي حال من الأحوال السماح بالتبشير على أرض المملكة، أسئلة لم يعد بالإمكان إخفاء رؤوسنا كالنعامة ونقول إنه لا يرانا أحد ولا يهمنا أحد فنحن شئنا أم أبينا جزء من الإنسانية وعلينا ما على الآخرين من واجبات ولنا ما للآخرين من حقوق.

وكما يحترم الآخرون اختلافنا معهم، يجب أن نحترم اختلاف الآخرين معنا، ومن هذا المنطلق الإنساني العظيم أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بادرته الشهيرة والعظيمة "حوار الأديان"، لنكون جميعا تحت سقف الحضارة الإنسانية.

ولذلك لا نستغرب لماذا لاقت دعوة خادم الحرمين الشريفين "حوار الأديان" كل هذا القبول عند العالم أجمع، حتى أصبح الملك عبد الله قدوة ومثالا عالميا، فبالعقل وحده نستطيع أن نجاري العالم الذي يتطور كل يوم.

إن احترام آراء مخالفينا شجاعة، وتقدير معتقدات الناس وخياراتهم وحقهم الأصيل فيما يعتقدون، يتطلب بطولة منا، وبذلك سنشعر بأننا نخطئ على كل الصعد الإسلامية والدينية وأخيرا الإنسانية، عندما يطالب مجموعة منا بناء مسجد في منطقة أقل ما يقال عنها إنها أصبحت تشكل عبئا ثقيلا في ذاكرة الأمريكيين وجميع الشرفاء في العالم.

إن النسيج الإجتماعي والديموغرافي الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يحترم معتقدات الآخرين وحرياتهم الدينية ودور عباداتهم على اختلافها أدياناَ إبراهيمية وحتى غير إبراهيمية، يدعونا بكل احترام وتقدير لمشاعر أهالي الضحايا أن نقول وبكل شجاعة: لا لبناء ذلك المسجد وفي ذلك الموقع بالذات، فأرض أمريكا الحرة واسعة وتقبل الجميع وبالإمكان نقل ذلك المسجد من تلك المنطقة.

وأخيرا لايخفى على أحد من المتابعين لمسلمينا في السعودية وهو أنهم لا يحترمون معتقدات الآخرين، لا بل ونكفرهم أيضا فكل شخص غير مسلم هو كافر وفي حدود ضيقة كل شخص مسلم وغير حنبلي فهو مخالف، فكيف ونحن لدينا مثل هؤلاء أن نبني حضارة إنسانية وعلاقات طبيعية مع 6 مليارات إنسان أكثر من أربعة مليارات ونصف منهم لا يدينون بالإسلام.



#رائف_بدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهنوت الديني يحاصر حرية المفكر العربي


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائف بدوي - لا لبناء مسجد نيويورك