صالح جبار محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 16:30
المحور:
الادب والفن
رياح السموم وإشكالية الجغرافية
صالح جبار محمد
في رواية ( رياح السموم ) للروائي عبد الزهرة علي ثمة اتصال بالجغرافية بدأ من العنوان رياح السموم الى خصوصية ارتباط النص بمتعلقاته ( في الأوراق السابقة قال الراوي ان العطواني يفضل الطقس الممطر على الطقس المشمس ) ص 64
انه اختزال لعلامة تتطور في سياق السرد حتى تحس ان الشتاء هو الفصل الوحيد .. حين حل ( الوباء الصحراوي ) * ( الجدران المرقعة بالرطوبة ) ( ترنح من خلف المقود من اثر الضربة بما اسقط العقال من رأسه .. بعدها سحبته الى الشارع وأنا اسحبه بجنون .. بدأ ( المطر ينهمر ) والبرق يصاحبه .. رمقت المرأة الهاربة واستطعت ان المح ابن آخي فوق كتفها عندما كان شعاع ( البرق ) يضيء وجهه .. )ص 74
ان حالة النص تسحب خلفها جغرافية طبيعية تتمازج مع السرد بتنوع بيئي يتمركز في نشوء اتجاهات تنبئ عن مدلولات تكشف بين فاصلتين ( رياح السموم – الوباء الصحراوي ) ( الشتاء – المطر ) ( البرد – الرطوبة ) إنها دورة مستمرة في رغبة قائمة وانطفائها
تتجسد الجغرافية في تأثيث النص بمستوياته الزمانية والمكانية ( كانت السماء قد تلبدت بالغيوم في الظهيرة ) ص 75 ( خر متهالكا على الكرسي خلف النافذة بعد ان كلت عينيه من مراقبة الضوء المنزوي خلف السحاب ) ص 79
أنه يدعم النص بفكرة ( الأنواء الجوية ) التي تعطي للمتلقي صورة عن نفسية أبطال الرواية حتى تعيد تشكيل أسس قاعدة تتصل بعناصر تختلط فيها الشخوص حين تنث في مساماتها رذاذ مطر لايتوقف .. ( في اليوم التالي اخذ المطر ينهمر بغزارة والشمس مختبئة وراء الضباب الكثيف والغيوم إلا ان العطواني يفضل الخروج في مثل هذا الجو أكثر من حبه للخروج في يوم مشمس ) ص 41
الإشكالية الجغرافية تقع هنا لأن الضباب عندنا لايأتي مع المطر بل هو دائما متأخر عليه خصوصا في الصباحات الباردة ..
#صالح_جبار_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟